انهيار جديد لبورصة «ناسداك» يثير المخاوف من تداولات العام الجديد

TT

نيويورك ـ ا.ف. ب: انهار المؤشر المركب لبورصة «ناسداك» الالكترونية الاميركية امس الاول خلال الجلسة الاولى للعام الجديد وسجل تراجعا بلغ 2291.86 نقطة، وهو مستوى لم يبلغه منذ 3 مارس (آذار) 1999. وبتدنيه هذا، يكون قد خسر اكثر من 54.5 في المائة منذ الرقم القياسي الذي سجله في 10 مارس 2000.

وفي العام الماضي، سجل هذا المؤشر اقوى تدن سنوي في تاريخه المستمر منذ ثلاثين عاما وبلغ 39.3 في المائة.

وكان الانهيار عظيما لان الارتفاع الذي سبقه كان سريعا. وقد احتاج «ناسداك» إلى شهرين تقريبا لينتقل من 3 الى 4 الاف نقطة، والى الفترة نفسها تقريبا ليتجاوز عتبة الـ 5 الاف نقطة.

وقد ألقى تدهور بورصة «ناسداك» الالكترونية الاميركية بظلاله على البورصات الاخرى في القارة الاميركية من دون ايقاع اضرار كبيرة، في الوقت الذي بقيت البورصات الاوروبية بمنأى عن هذا التراجع بفضل الفارق في التوقيت.

فانهيار العام 2000 الذي اغرق «ناسداك» في اقوى تراجع في تاريخها خلال سنة، تواصل أول من امس لدى استئناف المبادلات بعد عطلة العام الجديد.

وعندما تكون اسواق البورصة متشنجة، سرعان ما يتحول مجرد تعليق سلبي الى صاعق. وهذا ما حصل مرة اخرى الثلاثاء على اثر التحذير الذي اطلقته شركة للسمسرة شككت فيه في متانة شركات الانترنت، واثر رأي سلبي من مصرف كبير للاعمال حول «سيسكو سيستمز».

فقد تواصل تراجع قيمة اسهم مجموعة «سيسكو سيستمز» المتخصصة في معدات انشاء شبكات الاتصال في نفس اليوم مسجلا تدنيا بلغ 13 في المائة. وهذه المجموعة التي تجاوزت قيمة اسهمها الـ 500 مليار دولار في البورصة في نهاية الشتاء الماضي، وباتت آنذاك السهم الاغلى في العالم في سوق البورصة، لا تتجاوز قيمة اسهمها في الوقت الراهن الـ 240 مليارا.

وكان تراجع «ناسداك» وكبرى مؤشرات البورصة امثال «دي.جي.آي.إي» (دجيا) لاكبر30 شركة اميركية، و «ستاندرد اند بورز» لـ500 شركة في وول ستريت، يمكن ان يتحول الى كابوس لولا المقاومة التي ابدتها الشركتان العملاقتان للتكنولوجيا المتطورة «انتل» (زائد 3.3 في المائة)، الرائدة العالمية لصنع المعالجات الصغيرة، و«مايكروسوفت» (لم يتغير سعر سهمها) الشركة العالمية الاولى للبرامج المعلوماتية.

واقتصر التدني على 1.30 في المائة لمؤشر «دجيا»، فيما انكفأ بنسبة 2.80 في المائة مؤشر «ستاندرد اند بورز».

وفي المنطقة الجغرافية نفسها، جرفت العاصفة سوق البورصة الكندية حيث سجل تراجع بنسبة 3.61 في المائة للمؤشر الرئيسي في بورصة تورونتو.

وفي المقابل، ابدت البورصات مقاومة افضل في اميركا الجنوبية والمكسيك. واقفلت السوق البرازيلية في ساو باولو على ارتفاع 1.08 في المائة، وبورصة بوينوس ايرس 46 في المائة، وليما 5.54 في المائة، وسوق كراكاس 0.45 في المائة. اما بورصة مكسيكو فخسرت 1.69 في المائة.

وبسبب موعد اقفالها المتأخر، تأثرت بورصة فرانكفورت مباشرة بانهيار «ناسداك». واذا كان مؤشر «داكس» لثلاثين شركة كبرى في بورصة فرانكفورت قد تراجع 2.23 في المائة، فان مؤشر «نيماكس» لخمسين شركة في السوق الجديدة قد تراجع 12 في المائة، بعد تراجع سهم شركة «انترشوب» الالمانية المتخصصة بالبرامج المعلوماتية للتجارة الالكترونية، 71 في المائة.

وبدأت بورصة باريس العام الجديد بشكل سيء ترافق مع تدن 2.15 في المائة، وسجلت بورصة ميلانو تراجعا بلغ 1.86 في المائة.

وانتظمت المقاومة حول البورصات الاوروبية الاخرى مع تدن 0.77 في المائة ل«فوتسي» المؤشر الرئيسي لبورصة لندن. وتراجعت بورصة مدريد 0.32 في المائة، ولشبونة 0.31 في المائة. لكن بورصة بروكسل سجلت تقدما بلغ 0.19 في المائة. اما بورصة امستردام فتراجعت 0.54 في المائة.

وفي آسيا، خسرت بورصة سنغافورة 1.6 في المائة، وهونغ كونغ 1.5 في المائة، اما بورصة طوكيو فكانت مقفلة.

وفي ما يأتي كبرى محطات هذا المؤشر المركب للبورصة الالكترونية التي انشأتها «الشركة الوطنية لسماسرة البورصة» (ناسد):

* 8 فبراير (شباط) 1971: تأسيس مؤشر «ناسداك» على مستوى 100 نقطة. واحتاج الى 10 سنوات تقريبا ليتجاوز الـ 200 نقطة.

* 19 اكتوبر (تشرين الاول) 1987: انهيار وول ستريت، وانهيار ناسداك 11.5 في المائة، وهو اقوى تدن بالنسبة المئوية يسجله المؤشر. وفي اليوم التالي، يبلغ التدني 9 في المائة، ويصل الى المستوى نفسه في 26 اكتوبر.

* 12 ابريل (نيسان) 1991: المؤشر يتجاوز الـ 500 نقطة.

* 17 يوليو (تموز) 1995: بلوغ عتبة الـ 1000 نقطة.

* 11 يوليو 1997: تجاوز الـ 1500 نقطة.

* 16 يوليو 1998: المؤشر يتجاوز الـ 2000 نقطة.

* 29 يناير (كانون الثاني) 1999: المؤشر يتجاوز عتبة الـ 2500 نقطة.

* 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999: «ناسداك» يقفل للمرة الاولى متخطيا الـ 3000 نقطة.

* 29 ديسمبر (كانون الاول) 1999: مؤشر البورصة الالكترونية يتجاوز عتبة الـ 4000 نقطة بارتفاع بلغ 1.75 في المائة الى 4041 نقطة.

* 9 مارس 2000: المؤشر يتجاوز الـ 5000 نقطة.

* في ابريل 2000، توالت الانهيارات، بنسبة 7.64 في المائة يوم الاثنين في الثالث منه، و7.06 في المائة في العاشر، والنسبة نفسها بعد يومين.

وكان يوم 14 يوم جمعة قاتما اذ شهد اقوى تدن بالنقاط (355.49 نقطة)، وثاني تدن بالنسبة المئوية (9.67 في المائة).