ارتفاع «برنت» والنرويج تعلن عدم رغبتها في خفض الإنتاج

TT

لندن ـ رويترز: ارتفع سعر خام برنت مزيج القياس العالمي في التعاملات الآجلة في بورصة البترول الدولية امس متجاوزا خسائره السابقة التي جاءت في اطار عملية تصحيح سعري وسط استمرار الثقة في ان منظمة اوبك ستقرر خفض انتاجها هذا الشهر، وفاجأت النرويج وهي اكبر مصدر للنفط خارج اوبك ودأبت على التعاون مع اعضاء اوبك بانها لا تعتزم خفض انتاجها لدعم الاسعار رغم خطط المنظمة لخفض الانتاج.

وفي الساعة 1010 ارتفع سعر برنت في عقود فبراير (شباط) 18 سنتا الى 53.25 دولار للبرميل بعد انخفاضه لفترة وجيزة الى 30.25 دولار في التعاملات الالكترونية.

وواصل برنت صعوده حين بلغ 78.25 دولار عند الساعة 1600 بتوقيت جرينتش .

وارتفع سعر النفط في التعاملات الالكترونية على نظام اكسيس في بورصة نيويورك ستة سنتات الى 20.28 دولار للبرميل.

وصعدت الاسعار اول من امس بعد ان اعلن مسؤول سعودي انه يتوقع خفض انتاج اوبك بمقدار 5.1 مليون برميل يوميا اى بنسبة 5.5 في المئة خلال اجتماع المنظمة المقرر عقده في فيينا في 17 يناير (كانون الثاني) الجاري.

لكن الولايات المتحدة قالت انها ستحث اوبك على الابقاء على مستوى امداداتها عندما يجتمع وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون مع الامين العام الجديد لاوبك علي رودريجيز هذا الاسبوع.

الى ذلك، ذكرت وكالة انباء اوبك امس نقلا عن امانة منظمة اوبك ان سعر سلة خامات نفط اوبك السبعة ارتفع الى 25.23 دولار للبرميل اول من امس الخميس مقارنة مع 61.22 دولار يوم الاربعاء.

وظل سعر السلة بذلك أعلى من مستوى 22 دولار للبرميل وهو الحد الادنى للنطاق السعري الذي تستهدفه أوبك.

وتقضي آلية اوبك لضبط اسعار النفط بخفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا اذا ظل سعر السلة أدنى من 22 دولارا لمدة عشرة ايام عمل متصلة وزيادته بنفس الكمية اذا ارتفع السعر عن 28 دولارا للبرميل طوال 20 يوم عمل متصلة ايضا.

وقال مسؤول سعودي ان السعودية اكبر منتج في اوبك ترى ضرورة ان تخفض اوبك انتاجها بواقع 5.1 مليون برميل يوميا لدعم سعر يبلغ 25 دولارا للبرميل عندما يجتمع وزراء اوبك في فيينا.

وتريد الكويت من اوبك خفض الانتاج ما بين 5.1 مليون ومليوني برميل يوميا حسبما قال مصدر نفطي كويتي يوم الثلاثاء.

وتضم السلة خام صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي وبوني الخفيف النيجيري والخام العربي الخفيف السعودي وخام دبي وتيا خوانا الفنزويلي وايستموس المكسيكي.

من جهة اخرى ، قالت مصادر نفطية امس ان العراق استأنف صادراته النفطية بمقتضى اتفاق مبادلة النفط بالغذاء الموقع مع الامم المتحدة بعد توقف استمر اربعة ايام.

وأضافت المصادر انه بدأ تحميل الناقلة استرو بيتا بشحنة من مليوني برميل من خام البصرة الخفيف من ميناء البكر المطل على الخليج. وكانت السفينة تنتظر في الميناء منذ 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وهذه الشحنة هى الاولى التي يتم تصديرها من العراق منذ بداية العام. وكان العراق يواصل مطالبة عملائه بدفع رسم اضافي في مخالفة للعقوبات التي تفرضها عليه الامم المتحدة.

وانخفضت صادرات العراق في اطار برنامج الامم المتحدة الى 580 الف برميل يوميا في ديسمبر (كانون الاول) من 15.2 مليون برميل يوميا في نوفمبر.

ولم يحمل العراق سوى سفينة واحدة منذ بداية ديسمبر من ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط والمعتمد لدى الامم المتحدة لتحميل الصادرات العراقية.

وفي اوسلو قالت وزارة النفط والطاقة النرويجية امس ان النرويج وهي اكبر مصدر للنفط خارج اوبك لا تعتزم خفض انتاجها لدعم الاسعار رغم خطط المنظمة لخفض الانتاج.

وقالت متحدثة باسم الوزارة «ليس هناك خطط لخفض انتاج النرويج الان... لكننا نتابع التطورات في اسواق النفط».

وأضافت انها ليست على علم بأي طلب رسمي من اوبك للنرويج للاسهام في الخفض. وخفضت اوسلو انتاجها تمشيا مع قرار اوبك لمدة نحو عامين حتى منتصف عام 2000 في اطار جهود ناجحة لدعم اسعار النفط.

وقال علي رودريجيز الامين العام لاوبك اول من امس ان هناك اجماعا بين اعضاء المنظمة على خفض الانتاج لدعم الاسعار وان حجم الخفض سيحدد خلال اجتماع المنظمة المقرر عقده في فيينا في 17 يناير الجاري.

وقالت النرويج التي تنتج نحو 2.3 مليون برميل يوميا يوم الاربعاء الماضي ان مسألة خفض الانتاج لم تبحث بعد.

ونقلت صحيفة «افتنبوستن» النرويجية عن وزير النفط والطاقة اولاف اكسلسين قوله ان النرويج خفضت انتاجها فقط عندما انخفضت الاسعار بدرجة كبيرة مثلما انخفضت الاسعار الى اقل من عشرة دولارات في اواخر عام .1998 ومع ذلك ظلت النرويج تمد خفض الانتاج تمشيا مع اوبك حتى بعد ان ارتفعت اسعار النفط الى اعلى من 30 دولارا للبرميل. وبلغ حجم تخفيضات الانتاج النرويجية 200 الف برميل يوميا.