كشف الامير عبد الله بن فيصل بن تركي محافظ الهيئة العامة للاستثمار في السعودية ان السعودية مقبلة على تغييرات اقتصادية هيكلية مهمة خلال الاشهر القليلة المقبلة، مؤكدا ان السعودية مدركة تماما لضرورة الاسراع بخطوات الاصلاح الاقتصادي التي تحظى باجماع عليها ولكن تبقى مشكلة السعودية الاساسية هي البطء في انجاز الاصلاحات وما يحمله ذلك من ضياع للفرص.
وذكر في كلمة القاها امس في افتتاح مؤتمر «الاستثمار في السعودية 2003» الذي تنظمه «ميد» على مدى يومين في العاصمة البريطانية ان هناك مبالغة في الاهتمام عند الحديث عن الاقتصاد السعودي في التركيز على القطاع الحكومي الذي يشكل حوالي 30 في المائة من الناتج المحلي معتبرا ان الاهمية الكبرى يجب ان تنصب على القطاعات المرتبطة بالخدمات التي تحتاج لاستثمارات تقدر بحوالي 1.3 تريليون دولار خلال السنوات العشرين المقبلة.
وقال «ان اي لقاء وتواجد هو مفيد خاصة خلال الفترة الحالية التي نشهد عدم فهم لواقع الامور في السعودية في ظل الاخبار التي ترد عن تفجيرات ارهابية وهي اعمال لن تستطيع تقويض التاريخ الطويل من الاستقرار والميزات التنافسية التي يتمتع بها الاقتصاد الذي يعد الاكبر شرق اوسطيا».
وقال في اجابة لسؤال «الشرق الأوسط» حول الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للاستثمار لازالة التباين في التزامات المستثمرين الضريبية في السعودية مع شركائهم السعوديين «من تجربتنا مع المستثمرين انهم لا يريدون تفرقة تبعا للجنسية، فالضريبة تفرض على الجميع وهذا امر مهم لمناخ الاستثمار، وكتبنا بهذا الامر للحكومة ولمجلس الشورى ولكن لم يصدر حتى الان اي جديد».
وعن المراجعة للقائمة السلبية للاستثمار الاجنبي قال ان هناك مراجعة دائمة للقائمة، وان الهيئة تبدي رغبتها في تقليص هذه القائمة ولكن المجلس الاقتصادي الاعلى هو من يقرر ذلك.
ومن جانبه قال مايك اوبراين وزير الدولة للتجارة والاستثمار في بريطانيا ان السعودية هي وجهة رئيسية ومهة جدا للاستثمارات الاجنبية معتبرا ان من المهم جدا استمرار تدفق الاستثمارات البريطانية للسعودية داعيا الشركات البريطانية لاستثمار الكم الكبير من المعلومات والخبرات التي تمتلكها بلاده عن الفرص ومناخ الاستثمار في السعودية وذلك بالرغم من التحذيرات التي اطلقتها بريطانيا لرعاياها الراغبين بزيارة السعودية على خلفية التفجيرات التي استهدفت مرافق مدنية اخيرا في العاصمة الرياض.
وقال «ان السعودية تتمتع بمناخ استثماري وبنية تحتية وأمن مناسبين لتوجيه استثمارات بريطانية» مضيفا ان الارهاب الذي يهدد السعودية يهدد دولاً كثيرة، فالارهاب ليس مرتبطاً ببلد وهو ليس نتاج دين معين، موضحا ان ليس هناك بلد آمن 100 في المائة.
يشار الى أن منتدى الاستثمار في السعودية يناقش على مدى يومين كافة الفرص المتاحة للاستثمار في السعودية ويطرح خلالها مناخ الاستثمار في قطاعات مختلفة مثل النفط والغاز، والصناعة بشكل عام، والمعادن، والكهرباء والمياه وآفاق سوق المال في ظل النظام الجديد، وكذلك سوق العمل وانضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية.