ما ان يقوم وزير الدفاع الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم غدا الاحد بقص الشريط الحريري ايذانا بافتتاح ما يوصف بأنه ثالث اضخم معرض للطيران في العالم حتى يتدافع الجنرالات والضباط ورجال الاعمال والتجار من كل حدب وصوب لتلتقط كاميراتهم واعينهم احدث ما اخرجته مصانع العالم من اسلحة وطائرات ومعدات وتجهيزات عسكرية ومدنية. ولا يتوقع المراقبون ابرام صفقات ضخمة في دورة هذا العام كما حدث قبل عامين، حينما اشترت طيران الامارات عشرات الطائرات من ايرباص وبوينغ بقيمة تتجاوز الخمسة مليارات دولار، فمعرض الطيران في لوبورجيه بفرنسا سرق الاضواء حينما اعلنت كل من طيران الامارات مرة ثانية والخطوط الجوية القطرية عن ابرام عقود لشراء طائرات مدنية تتجاوز قيمتها الاجمالية 25 مليار دولار. اللافت رغم ذلك في دورة العام الحالي، وهي الثامنة منذ انطلاق المعرض الذي يقام مرة كل عامين منذ 1989 الحضور الاميركي الطاغي ممثلا بنحو 80 شركة اميركية، مقارنة بثلث العدد قبل عامين، حينما انسحبت من المعرض الذي اقيم بعد شهرين من احداث 11/9 اكثر من 50 شركة اميركية واوروبية لدواع امنية. واعتبر كلايف ريتشاردسون المسؤول في الشركة المنظمة الوجود الاميركي في اي معرض للطيران "وصفة نجاح"، حيث قال لـ"الشرق الأوسط ": "حينما تكون المشاركة الاميركية قوية يكون المعرض قويا والعكس صحيح في اي معرض للطيران في العالم". ولم تكشف السلطات في دبي عن هوية كبار المسؤولين العسكريين الاميركيين الذين يحتمل ان يشاركوا في افتتاح المعرض الذي يستمر خمسة ايام، ابتداء من بعد غد الاحد وهو اجراء اعتبره البعض "احترازيا"، نتيجة الاوضاع في المنطقة التي احتدمت فيها الهجمات الارهابية. كما ان الروس هذه المرة يحضرون بقوة اكبر فهم رابع او خامس اكبر وفد من المرة الماضية، جاءوا وبحوزتهم احدث الطائرات الحربية من طراز سوخوي وميغ فضلا عن الحوامات.
وخلال فترة المعرض سيتم اقفال حركة الملاحة الجوية في مطار دبي الدولي لمدة ثلاث ساعات يوميا من الثانية بعد الظهر وحتى الخامسة عصرا، نتيجة مشاركة 85 طائرة عسكرية ومدنية في عروض جوية امام آلاف المشاركين والزوار وهو اضخم عدد من الطائرات يشارك في العروض الجوية منذ انطلاقة المعرض قبل 13 عاما. ووفقا لمسؤولي هيئة الطيران المدني في الامارة فقد تم ابلاغ جميع الناقلات التي يتجاوز عددها الـ100، والتي تستخدم المطار بهذه المستجدات حتى تعدل برامج رحلاتها، وفقا للحظر اليومي، وذلك بهدف منع حدوث اية كارثة جوية.
ومن المقرر أن يتم افتتاح الدورة الثامنة للمعرض بمشاركة 550 شركة من 36 دولة ونحو 13 جناحا وطنيا. وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي في كلمة القيت بالنيابة عنه في المؤتمر الصحافي اول من امس، إن الاستجابة التي لقيتها دورة هذا العام تختلف تماما عن دورة عام 2001، التي لم تشارك فيها سوى 450 شركة وتأثرت كثيرا بفعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول).
وتصر شركة فيرز اند اكزيبشنز البريطانية وهيئة الطيران المدني في دبي ووزارة الدفاع الاماراتية المنظمة للمعرض، على طغيان الجانب المدني على العسكري لهذا المعرض. وقال احد المسؤولين "المعرض في الواقع هو 60 في المائة لقطاع الطيران المدني و40 في المائة للطيران العسكري". اللافت ايضا هذا العام وجود نحو 140 شركة من مختلف الدول العربية وان كانت في معظمها شركات خدمات، مثل صيانة الطائرات، الا ان شركة اردنية ستقوم بعرض حوامة خفيفة من طراز "سيبرد" تصنعها بالتعاون مع الاستراليين تقوم بمهام المراقبة وحفظ الامن. ومن بين الطائرات التي تشارك في العرض اليومي طائرة لوكهيد مارتن أف 16 فالكون المقاتلة، وطائرة ميراج 2000 الفرنسية، وطائرة الهليكوبتر المقاتلة أباتشي التي تقوم بعرضها القوات الجوية الإماراتية، وطائرة آيرماتشي التي تقوم بعرضها القوات الجوية الإيطالية، وطائرة أيرباص 340 ـ 600 وطائرة هارير جمب التي تقوم بعرضها القوات الجوية الملكية البريطانية وغيرها.