تشهد سلطنة عمان اليوم أكبر عملية تعداد في تاريخها للسكان والمساكن والمنشآت. وقد أكملت وزارة الاقتصاد الوطني كافة استعداداتها لاجراء عملية العد التي تبدأ من صباح اليوم الاثنين الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الحالي وتشمل كافة محافظات ومناطق وولايات السلطنة والمنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية والتي تستمر حتى السابع عشر من الشهر الحالي لمدة عشرة أيام. ويشارك في عملية التعداد نحو 3500 عداد.
يذكر ان آخر تعداد عام شهدته سلطنة عمان كان عام 1993 وقد بلغ عدد السكان وقتها مليونين و18 ألف نسمة ومن المتوقع أن يصل عدد السكان في هذا التعداد الى ما يقرب من 4 ملايين نسمة. وقد دعا احمد بن عبد النبي مكي وزير الاقتصاد الوطني العماني جميع المواطنين والمقيمين إلى التعاون مع العدادين الذين سيقومون بعميلة العد الفعلي للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2003. وقال ان «التعداد الذي سيتم اجراؤه في السلطنة هو عمل وطني كبير ومهم للغاية وسيساعد الدولة على التخطيط لمستقبل البلاد من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغير ذلك» مؤكدا ان التعداد «سيوفر احصاءات وارقاماً دقيقة عن المواطنين والمساكن والمنشآت» وغيرها من الاحصاءات المهمة في مثل هذه الامور. ويتميز التعداد هذه المرة في ان الاستمارة التعدادية التي سيتم استخدامها في محافظة مسقط تختلف عن غيرها من مناطق السلطنة التي سيستخدم العدادون فيها الاستمارة التقليدية بينما سيستخدم العدادون الاستمارة الالكترونية في مسقط التي صممت على شاشة الجهاز الكفي. والجهاز الكفي هو عبارة عن حاسب آلي صغير يستخدم في العادة كمفكرة لحفظ العناوين والملاحظات وما إلى ذلك.. ولقد تم تصميم النظام من قبل الشركات المتخصصة بحيث ألغت جميع وظائفه وأدخلت عليه استمارة التعداد بجميع محتوياتها من خلال تجزئة الأسئلة إلى مجموعات موزعة إلى عدة شاشات يسهل التنقل بينها واختيار الإجابات الصحيحة بسهوله ويسر. وتعتبر سلطنة عمان أول دوله تستخدم هذه التقنية في جمع بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت والذي يعتبر أكبر مشروع وطني على مستوى السلطنة. ولقد قامت الأمم المتحدة بتقديم دعم مالي لسلطنة عمان لتنفيذ هذا العمل حيث تم إجراء عدد من التجارب الميدانية في بعض مناطق محافظة مسقط كانت أولها خلال الفترة بين سبتمبر (أيلول) ـ أكتوبر (تشرين الأول) 2002 والثانية خلال الفترة بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) 2003 أما الأخيرة والتي كانت خاصة بعملية تحديث المباني وتعداد المنشآت فكانت في أغسطس (اب) الماضي، وكان الهدف من اجراء هذه التجارب السابقة التأكد من مقدرة إدارة التعداد على استخدام هذه التقنية في مشروع التعداد بالسلطنة. وياتي اختيار محافظة مسقط لاستخدام الاستمارة الإلكترونية باعتبارها المنطقة التي توجد فيها إدارة التعداد التي تستطيع متابعة الأعمال الخاصة بالجهاز الإلكتروني بسهوله إضافة إلى وجود فريق الدعم الفني .. اضافة الى سهولة عملية نقل البيانات من الجهاز الكفي إلى جهاز الحاسب الآلي الشخصي ومن ثم إرسالها إلى قاعدة البيانات في الوزارة المركز الرئيسي. وتتضمن استمارة التعداد التي سيستخدمها العداد اكثر من 30 سؤالاً تتعلق بالاسرة من ناحية حيازتها للمسكن والاغراض وبيانات عن المسكن فيما يتضمن نوع المسكن واشغال المسكن ومصدر الاضاءة والوقود وغيرها من البيانات الدقيقة.. كما تتضمن بيانات شخصية عن الافراد فيما يتعلق بالاسم والمهنة والنشاط الاقتصادي.