2200 شخصية عالمية تبحث مستقبل العراق ضمن أعمال منتدى دافوس في سويسرا

واشنطن تسعى للتأكيد على أهمية الحصول على مساعدة دولية لإعادة إعمار العراق وتسليم السلطة إلى العراقيين

TT

دافوس (سويسرا) ـ ا.ف.ب: تصدرت مسألة العراق مناقشات منتدى دافوس الاقتصادي التي بدأت امس لبحث حالة العالم، وجاءت تلك المناقشات غداة دفاع الرئيس الاميركي جورج بوش بقوة عن غزوه للعراق والاطاحة بنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في خطاب حالة الاتحاد الذي القاه ليلة الثلاثاء الاربعاء.

ومن المقرر ان تحضر اكثر من 2200 شخصية بارزة في مجال السياسة والاعمال المنتدى العالمي السنوي الذي يعقد في منتجع دافوس السويسري لبحث المسائل الاقتصادية وضعف سعر الدولار امام العملات العالمية والخريطة الدبلوماسية التي هزتها الحربان اللتان شنتهما الولايات المتحدة.

وستكون السياسة المناوئة لشن هجمات استباقية والتي تبنتها الولايات المتحدة في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 من المسائل الرئيسية التي سيبحثها المؤتمر الذي يستمر خمسة ايام، وخصصت عشر جلسات على الاقل لبحث الحرب على العراق وانعكاساتها.

وافتتح المؤتمر وسط مؤشرات على ان الاميركيين بدأوا في اصلاح علاقاتهم مع الامم المتحدة والبلدان التي عارضت بشدة الحرب على العراق مثل فرنسا، حيث قامت واشنطن بخطوات لاعادة الحكم الذاتي للعراقيين بعد استيلائها على العاصمة العراقية في ابريل (نيسان) الماضي.

الا ان اية امال في تبني الولايات المتحدة سياسات اقل حدة تبددت عندما اكد الرئيس بوش بقوة على حقه في شن حرب منفردة على الارهاب وذلك في خطاب حالة الاتحاد الذي القاه امس وارسى خلاله الخطوط العريضة لحملته لانتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

الا ان منتدى دافوس سيشهد سعي واشنطن للتاكيد على دعوتها للحصول على مساعدة دولية لاعادة اعمار العراق وتسليم السلطة السياسية الى العراقيين في منتصف هذا العام.

ومن المقرر ان يلقي نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، المهندس الرئيسي للسياسات الاميركية المتشددة، كلمة في المنتدى يوم السبت المقبل. كما سيحضر الحاكم المدني الاميركي الاعلى في العراق بول بريمر المؤتمر يرافقه ستة من الوزراء العراقيين الذين عينتهم الولايات المتحدة.

وسيحضر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى دافوس في اعقاب اجتماعه في نيويورك مع بريمر يوم الاثنين والاستماع الى طلبه بالحصول على المساعدة في وضع الاجراءات لتشكيل حكومة عراقية مؤقتة بحلول 30 يونيو (حزيران).

وتعتزم واشنطن تشكيل «لجان تأسيسية مؤقتة» غير مباشرة لانتخاب حكومة عراقية الا ان خطتها هذه تلقى معارضة من العديد من الشيعة الذين يشكلون غالبية في العراق والراغبين في اجراء انتخابات كاملة. وقال انان انه سيدرس ارسال فريق من الامم المتحدة للاطلاع على الامر.

وبدأ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو النقاش حول العراق في المنتدى ويعتزم ان يعقد في وقت لاحق اجتماعا مع الرئيس الايراني الاصلاحي محمد خاتمي الذي من المقرر ان يلقي كلمة هامة في المؤتمر الاربعاء.

ويتوقع ان يناقش خاتمي المساعدات العالمية التي تلقتها بلاده في اعقاب الزلزال المدمر الذي هز مدينة بام في ديسمبر (كانون الاول) الماضي ويقدم تطمينات جديدة بان برنامج ايران النووي هو لاغراض سلمية فقط.

الا ان ظهور خاتمي هو اثبات لوجوده الدولي في الوقت الذي يواجه فيه المحافظين المتنفذين في ايران بسبب منعهم مرشحين اصلاحيين من خوض الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها الشهر القادم.

كما سيحضر المنتدى ملوك ورؤساء ورؤساء وزارات من 30 بلدا من بينهم رئيس الوزراء الليبي شكري غانم في اول مشاركة ليبية في المنتدى منذ اكثر من 20 عاما مما يؤكد على محاولات الزعيم الليبي معمر القذافي على انهاء عزلة بلاده.

ومن المرجح ان يؤكد غانم على جهود بلاده لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة واوروبا بعد اعلان القذافي المفاجئ الشهر الماضي عزمه التخلي عن كافة برامج تطوير اسلحة الدمار الشامل.

ومن المرجح ان يدعم وجود ليبيا في المنتدى ما جاء في خطاب بوش اول من امس بان الحرب على العراق اجبرت ليبيا على ان تعدل من موقفها وتصبح عضوا دوليا نموذجيا بعد عقود من كونها دولة معزولة دبلوماسيا.

وعلى الجبهة الاقتصادية من المقرر ان يحضر المنتدى كل من رئيس البنك المركزي الاوروبي جان ـ كلود تريشيه ووزير الاقتصاد الاميركي دونالد ايفانز ووزير السياسة الاقتصادية والمالية الياباني هيزو تاكيناكا.

ومن المتوقع ان ينتهز هؤلاء الفرصة لمناقشة انخفاض سعر الدولار والاعداد لاجتماع وزراء مالية مجموعة السبعة مطلع الشهر القادم. ورغم ان منظمي المنتدى لا يتوقعون قيام مظاهرات ضخمة مناهضة للعولمة فقد شددت الاجراءات الامنية على المنتدى حيث يتوقع قيام احتجاج غير رسمي يوم السبت.

وتم نشر حوالي 2000 جندي في دافوس اضافة الى مئات من رجال الشرطة، طبقا للمسؤولين المحليين الذين اضافوا ان حوالي 6500 جندي من القوات المسلحة وضعوا على اهبة الاستعداد.

* ارقام من المنتدى

* سيحضر المنتدى ملوك ورؤساء ورؤساء وزارات من 30 بلدا

* تم نشر حوالي 2000 جندي اضافة الى مئات من رجال الشرطة، و حوالي 6500 جندي من القوات المسلحة وضعوا على اهبة الاستعداد.

* خصصت 10 جلسات على الاقل لبحث الحرب على العراق وانعكاساتها.

* تخطط الحكومة السويسرية استضافة اجتماع لمنظمة التجارة العالمية يوم الجمعة والمقرر ان يحضره اكثر من 20 من وزراء التجارة والصناعة وذلك على هامش المنتدى