مجلس الأعمال العربي ـ الروسي يعقد أولى جلساته في القاهرة وإعادة إعمار العراق تتصدر الاجتماع

بريماكوف على رأس وفد اتحاد الغرف التجارية وقيمة المبادلات بين الجانبين تجاوزت 2.6 مليار دولار

TT

يعقد مجلس الأعمال العربي ـ الروسي أول اجتماع له يومي 24 و25 يناير( كانون الثاني) الحالي في القاهرة، واستنادا الى مصادر اتحاد الغرف العربية، الذي يرأس المغرب دورته الحالية، فان اجندة الاجتماع تشمل بحث سبل رفع قيمة الاستثمارات والمبادلات الروسية العربية. وتلبية لدعوة اتحاد الغرف التجارية العربية، برئاسة خالد ابو اسماعيل، يقوم يفجيني بريماكوف، رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية، بزيارة عمل للقاهرة تستغرق ثلاثة ايام اعتبارا من يوم غد. ومن المنتظر ان يضم الوفد المرافق لبريماكوف عدد من كبار ممثلي قطاع المال والاعمال في روسيا الاتحادية، وان من المقرر ان يناقش المسائل المتعلقة بتنشيط العلاقات الاقتصادية التجارية مع البلدان العربية. وكان بريماكوف قد قام بزيارة مماثلة في ديسمبر الماضي للرياض حيث التقى ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز وعددا من كبار القيادات الاقتصادية والتجارية في أعقاب جولة مماثلة زار خلالها الامارات العربية المتحدة.

من جهتها اكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» ان موضوع دور الدول العربية وروسيا في جهود اعادة اعمار العراق يعتبر بندا أساسيا في أجندة اجتماع القاهرة الذي يشارك فيه وفد يمثل الغرف العراقية، حيث ان العراق كان، الى سنة 2002 أي قبيل سقوط نظام صدام حسين، من أهم الدول العربية المستوردة من روسيا وناهزت قيمة وارداته من روسيا سنة 2002 زهاء 370 مليون دولار أميركي، ووقعت موسكو مع بغداد في نفس العام اتفاقية تجارية قيمتها 10 مليارات دولار أميركي، لكنها لم تر النور بسبب التطورات التي شهدها العراق.

وتوقع عبد الحكيم كمو ،رئيس جامعة الغرف التجارية والصناعية المغربية والرئيس الحالي لإتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية، نموا في حجم التعاون العربي الروسي في ميادين التجارة والصناعة والاستثمارات في المرحلة المقبلة، مؤكدا ان انعقاد أول اجتماع لمجلس الأعمال العربي ـ الروسي يبرز التطور الذي تشهده العلاقات الروسية العربية.

وقال كمو ان التحولات الجديدة في الاقتصاد العالمي، تفرض على الجانبين العربي والروسي مضاعفة جهود التقارب بين سوقيهما، مبرزا ان قيام منطقة التبادل الحرة العربية التي يكتمل مسلسل تنفيذها سنة 2005، عنصر استراتيجي في علاقات العالم العربي الاقتصادية مع العالم وحواره مع التكتلات الاقتصادية الأخرى، وهي معطى محفز لروسيا كي تضاعف حجم مبادلاتها واستثماراتها مع الدول العربية التي لديها ادراك قوي وواضح لاتجاه تنمية مصالحها مع روسيا.

واستنادا الى مؤشرات تقرير«اتجاهات التجارة الدولية» السنوي الذي يصدره معهد الاقتصادات في مرحلة الانتقال، فإن اجمالي المبادلات التجارية بين روسيا والدول العربية يناهز حاليا 2.6 مليار دولار أميركي، وسجل التقرير نموا ملحوظا في المبادلات الروسية العربية خلال السنوات الخمس الأخيرة التي تضاعفت خلالها قيمة المبادلات، بيد ان التقرير يشير الى عجز كبير في الميزان التجاري بين الجانبين اذ تصدّر روسيا حوالي عشرين مرة ضعف ما تستورده من الدول العربية، ولا تشكل قيمة المبادلات العربية الروسية سوى 1.5 في المائة من اجمالي مبادلات روسيا مع الخارج.

وتأتي مصر في مقدمة الدول العربية المستوردة من روسيا بينما يعتبر المغرب في صدارة ترتيب الدول العربية المصدرة الى روسيا، وتتنوع القطاعات الاقتصادية التي تشملها المبادلات العربية الروسية وضمنها المواد الغذائية والأسماك والصناعات التحويلية والمعدات الكهربائية والصناعية والمنتجات البتروكيماوية والأسمدة، كما يشكل قطاع الطاقة عنصر تعاون مهما بين الجانبين بحكم وجود روسيا وعدد من الدول العربية في نادي الدول المنتجة للبترول والغاز.وتشكل الأسلحة والمعدات العسكرية واحدة من أهم القطاعات التصديرية الروسية نحو العالم العربي.