رؤساء حكومات مصر وسورية ولبنان في عمان لتوقيع المرحلة الثانية من خط الغاز العربي

مصادر أردنية تؤكد عدم استفادة إسرائيل من المشروع واستعدادات في لبنان لطرح مناقصة مد خط أنابيب الغاز من الشمال إلى الجنوب

TT

يصل الى عمان اليوم رؤساء حكومات مصر عاطف عبيد ولبنان رفيق الحريري وسورية محمد ناجي العطري، للمشاركة في حفل التوقيع على الجزء الثاني من مشروع خط انابيب الغاز العربي المشترك بين مصر والاردن الذي فازت في تنفيذه شركات مصرية ويبلغ قطره 36 بوصة، لنقل الغاز المصري من محطة العقبة الى منطقة ارحاب شمال الاردن على الحدود السورية بطول 380 كيلومترا وبتكلفة تصل الى 350 مليون دولار بطاقة اجمالية تصل الى 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً. وسيجري رؤساء الحكومات محادثات مع رئيس الوزراء فيصل الفايز حول الجزء الثالث من الاتفاقية التي ستوقع لاحقاً لنقل الغاز من الحدود الاردنية الى سورية ولبنان ومن ثم الى تركيا وقبرص.

وقال وزير الطاقة المهندس عزمي خريسات لـ«الشرق الأوسط» ان المشروع يأتي في اطار التعاون الاقتصادي العربي، وله أهمية خاصة للأردن لأنه ينوع مصادر الطاقة ويزود محطات توليد الكهرباء والصناعات بوقود نظيف وبأسعار جيدة ومعروفة ومضمونة حتى نهاية المشروع الذي يستمر 30 سنة، حيث تنقل ملكيته بعد ذلك للدول التي يمر فيها خط الانابيب. وأكدت مصادر اردنية ان المشروع لا يتضمن اية مشاركة اسرائيلية او استفادة من المشروع بشكل عام.

وسيؤمن المشروع امكانية لبناء محطات توليد كهربائية بكفاءة عالية ويقلل تكلفة الطاقة في البلدان العربية المشاركة في المشروع. واوضح وزير الطاقة والمياه اللبناني الدكتور ايوب حميد لـ«الشرق الأوسط» ان مشاركة رئيس الحكومة اللبنانية اليوم في توقيع اتفاق المرحلة الثانية من خط انابيب الغاز الرباعي في عمان «تأتي في سياق اتفاق الربط الرباعي الذي وقع العام الماضي بين مصر ولبنان والاردن وسورية».

وقال: «ان لبنان يراهن منذ زمن غير قصير على استخدام الغاز في توليد الطاقة الكهربائية والاستخدام المنزلي وحتى الصناعي مستقبلاً، وهو لذلك يرتبط مع سورية بإنشاء خط انابيب بوشر ببنائه من الحدود السورية مع لبنان الى معمل «دير عمار» الكهربائي شمال مدينة طرابلس، على ان تتولى سورية بناء الجزء الممتد في الاراضي السورية، ونأمل في ان يجهز هذا الخط في يونيو (حزيران) المقبل. ونبدأ بالتزود بالغاز بمعدل 1.5 مليون متر مكعب يومياً مع امكانية رفعه الى 3 ملايين».

واشار الوزير حميد الى التحضيرات الجارية لطرح مناقصة من اجل مد خط انابيب الغاز السورية من شمال لبنان حتى معمل الزهراني جنوب مدينة صيدا لافادة هذا المعمل، والمصانع الموجودة على طول هذا الساحل من الغاز، ومنع التلوث الناتج عن استخدام الفيول اويل في معملي الزوق والجية (شمال وجنوب بيروت).

وشدد حميد على اعتماد لبنان سياسة تنويع مصادر الغاز من مصر وسورية والعراق وقطر «مع امل كبير في الوصول الى انتاج الغاز محلياً، وقد قطعنا اشواطاً متقدمة في المسح السيزمي للمياه الاقليمية، ونركز الآن على مزيد من المسوحات السيزمية لليابسة».

ولمح الى ان طموح لبنان هو التوسع في استخدام الغاز، ليس في توليد الطاقة فحسب، بل في الصناعة والمنازل وحتى السيارات في مرحلة لاحقة.

وتتناول المرحلة الثانية مد الخط من العقبة الى الرحاب ولاحقاً باتجاه جنوب دمشق حتى تركيا مع متفرع باتجاه الزهراني ويبلغ طول الخط من جنوب دمشق حتى محطة الزهراني 40 كيلومتراً، وتقدر تكلفته بنحو 30 مليون دولار من اصل الكلفة الاجمالية للخط البالغة 800 مليون دولار.

وكان الملك الاردني عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك قد دشنا المرحلة الاولى من المشروع في 27 يوليو (تموز) الماضي.

وصرح السفير المصري لدى الأردن الدكتور محمد حجازي بأن مشاركة الدكتور عاطف عبيد الذي تابع وأشرف على المشروع منذ بدايته في حفل توقيع المرحلة الثانية لمشروع خط الغاز تأتي انطلاقا من تحقيق رؤية الرئيس حسني مبارك لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وصولا الى السوق العربية المشتركة التي نادى بها الرئيس مبارك كثيرا، حيث سيتم نقل الغاز المصري من الأردن الى سورية ولبنان فقبرص وتركيا في مرحلة لاحقة.

وقال ان ذلك المشروع يتفق ايضا مع ما يدعو اليه باستمرار الملك عبد الله الثاني وآخرها في منتدى دافوس الاقتصادي بشأن اهمية اقامة تكتل اقتصادي عربي على غرار التكتلات الاقتصادية العالمية وذلك لمواجهة التحديات التي يتعرض لها العالم العربي.

وركز السفير حجازي على البعد الاستراتيجي لهذا المشروع العربي العملاق، حيث تعد مشاريع الطاقة ليس فقط احد اهم ركائز التنمية، بل من اهم عوامل جذب الاستثمارات التي تبحث عن مصادر رخيصة وآمنة لعملية الاستثمار.