واشنطن: «هاليبيرتون» قد تسدد مبالغ تتجاوز27 مليون دولار للبنتاغون

الشركة الأميركية لم تعترف بأي خطأ وتعتبر مواجهة عقود الدفاع أمرا روتينيا

TT

صرحت مصادر بوزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» بأن شركة «هاليبيرتون» ربما تسدد للحكومة الاميركية مبالغ تقدر بحوالي 27.4 مليون دولار عبارة عن مبالغ زائدة تقاضتها الشركة العام الماضي لقاء تزويدها قوات أميركية في خمس قواعد عسكرية في العراق والكويت بوجبات طعام يومية في العام الماضي. إلا ان الشركة لم تعترف بارتكابها لأي خطأ في هذا الامر. وأوضحت مصادر البنتاغون ان الكشف عن هذا المبلغ الزائد حدث خلال عمليات تقييم روتينية لتكاليف ونفقات العقود الواجب سدادها لشركة «كيلوغ بروان آند روت»، التابعة لشركة «هاليبيرتون»، التي حصلت على عدة عقود عسكرية رئيسية في العراق والكويت.

وكانت ادعاءات حول كشف المراجعين لـ16 مليون دولار عبارة عن مبلغ زائد على المبلغ الذي من المقرر ان تتقاضاه الشركة لقاء العقود المبرمة معها، قد كشفت لصحيفة «وول ستريت جورنال» اول من امس، إلا ان مسؤولي البنتاغون صرحوا ان الشركة وافقت ايضا على تسديد مبلغ 11.4 مليون دولار للحكومة عبارة عن مبالغ زائدة تقاضتها لقاء تزويد القوات الاميركية بوجبات طعام يومية في اربع قواعد عسكرية اخرى. وطبقا لبيان البنتاغون فإن المراجعين يعملون الآن على فحص الحسابات المتعلقة بـ53 موقعا آخر تورد لها نفس الشركة وجبات وأغذية في كل من الكويت والعراق.

وتأتي هذه الانباء اعقاب خلافين نشبا بين البنتاغون و«هاليبيرتون». وكانت شركة «كيلوغ بروان آند روت» جزءا من جدل دار حول ما اذا كانت قد تقاضت اموالا اكثر من المبالغ المتفق عليها اصلا بينها والبنتاغون لقاء شحنات من الديزل الى العراق بمقتضى عقد عسكري مبرم بين الجانبين. وفيما اكد مسؤولون عسكريون ان الشركة لم ترتكب أي خطأ، فإن المفتش العام للبنتاغون لا يزال يتحرى الامر. ومن جانبها اكدت شركة «هاليبيرتون» ان مزاعم تقاضي اموال زائدة ضمن العقد الخاص بتوفير وجبات الطعام اليومية للقوات الاميركية تعتبر مسائل روتينية من جانب وكالة مراجعة عقود الدفاع، كما اكدت مصادر في الشركة انه لم يجر التوصل الى نتائج بعد في هذا الامر. وأشارت الشركة الى انها زودت القوات الاميركية بما يزيد على 50 مليون وجبة خلال العام الماضي، كما اكدت مصادر الشركة ان اسئلة مراجعي الحسابات تتعلق بالطريقة التي اتبعتها شركة «كيلوغ براون آند روت» في تقدير عدد الوجبات التي تقدمها للقوات الاميركية. ومن جانبه قال راندي هارل، رئيس «كيلوغ بروان آند روت» ومديرها التنفيذي، خلال تصريح ادلى به اول من امس: ان المسألة لا تتعلق بأموال زائدة تقاضتها الشركة وإنما بالبحث عن سبيل افضل لتقدير عدد الوجبات التي تقدم للجنود. وأضاف هارل ان الشركة خططت وأعدت وجبات على اساس تقديرات محددة، إلا ان الجنود يقضون عطلاتهم في بعض الاحيان وفي الاحيان الاخرى يجري تغيير مواقع عملهم. جدير بالذكر ان هذه الخدمات تعتبر جزءا من العقد الذي حصلت عليه هذه الشركة عام 2001 من إدارة الدعم الميداني التابعة للجيش الاميركي في روك آيلاند، وهو عقد تقدم بموجبه شركة «كيلوغ براون آند روت» مجموعة من الخدمات اللوجستية للقوات الاميركية في الكويت والعراق من ضمنها المواصلات والسكن وتوفير الوجبات اليومية وغسل الملابس.

وأبدى مسؤولو الكونغرس دهشتهم لدى الكشف يوم اول من امس عن المبالغ الزائدة التي تقاضتها الشركة، وقالوا انهم يتوقعون من اعضاء الكونغرس توجيه اسئلة الى وزير الدفاع، دونالد رامسفيلد، حول هذا الامر خلال شهادته أمام لجان تابعة لمجلسي النواب والشيوخ خلال الاسبوع الجاري حول الميزانية العسكرية المقترحة لعام 2005.

* خدمة «نيويورك تايمز»