عطلة العيد تعزز الطلب على خدمات الطيران الخاص في الشرق الأوسط

المسافرون الأثرياء في المنطقة يختارون باطراد السفر عن طريق الطائرات النفاثة الخاصة

TT

جرس الهاتف لدى مستقبل المكالمات في شركة للطيران الخاص بدبي لا يهدأ لا ليلا ولا نهارا حيث ازدادت وتيرة الاتصالات الهاتفية مع اقتراب اجازة عيد الاضحى الطويلة نسبيا والتي بدأت في الامارات السبت الماضي.

وفيما زخرت الصحف هنا بعشرات الاعلانات يوميا عن برامج سياحية خاصة بالعيد بأسعار شبه مغرية وخاصة في اسطنبول التركية او شرم الشيخ المصرية الا ان شريحة «مختلفة» من السياح بدأ يروق لها توفر شركات تشغل طائرات صغيرة خاصة تقلع في اي وقت تريد. وفيما قد يدفع السائح «العادي» اقل من 1000 دولار على برنامج العطلة في تركيا مثلا الا ان السائح «المختلف» مستعد لدفع 6000 آلاف دولار في الساعة الواحدة على الاقل لاستخدام خدمة الطائرات الخاصة. وقال مسؤول في شركة «إكسيكيوجت الشرق الأوسط» والتي تعد واحدة كبرى الشركات العاملة في مجال خدمات الطيران الخاص برجال الاعمال انه لاحظ ارتفاعا في الطلب على خدمات شركته قبل اسبوع على الاقل من بدء عطلة عيد الأضحى.

ويختار المسافرون، من الأثرياء في الشرق الأوسط، وبشكل متزايد، السفر عن طريق الطائرات النفاثة الخاصة، مثل الطائرات التي تشغلها شركة «إكسيكوجت»، خلال فترة العطلات، لتحقيق أكبر استفادة من الأوقات القليلة التي يحظون فيها بالعطلات، حيث يتيح لهم هذا الأسلوب من الطيران الانطلاق لعدد أكبر من الوجهات، وتفادي قيود التنقل جواً التي يواجهونها عند السفر عن طريق الرحلات التجارية المنتظمة العادية، كما تمكنهم من السفر بأقصى درجات السرية، وفي أجواء خاصة.

واتصلت «الشرق الاوسط» بأحد المسؤولين عن الحجوزات في الشركة دون التعريف بنفسها للاستفسار اسعار الرحلة الى شرم الشيخ في مصر خلال العيد. وقال المجيب على الطرف الآخر من الهاتف انه سيقدم سعرا جيدا يبدأ من 4700 دولار للساعة الواحدة على طائرة صغيرة من طراز «تشالنجر» التي تتسع لعشرة اشخاص. ويشمل السعر تكلفة تشغيل الطائرة للساعة الواحدة اي نحو 14100 دولار للرحلة باتجاه واحد الى شرم الشيخ بفرض ان المدة تستغرق ثلاث ساعات ومثلها عند العودة اي ان اجمالي تكلفة الرحلة يصل الى 28200 دولار. وقال الموظف ان السعر قد يصل الى 6000 دولار في حال احتساب الوجبات على متن الطائرة وحجز الفندق ورسوم المطار والمناولة. وقال هورم إيراني، مدير عام «إكسيكيوجت» التي تتخذ من مطار دبي قاعدة لها «اعتاد الناس في الشرق الأوسط الانتظار حتى الإعلان عن حلول الأعياد للبدء في ترتيبات قضاء إجازاتهم، مما ينتج عنه محاولة حجز الرحلات في آخر لحظة».

وقال لـ «الشرق الاوسط» انه عند محاولة حجز مقاعد للسفر على متن رحلات خطوط الطيران التجارية المنتظمة في آخر لحظة، غالباً ما يواجه المرء إما بارتفاع الأسعار، أو ما هو أسوأ من ذلك اي عدم وجود مقاعد شاغرة.

واعتبر ان الطيران الخاص يساعد في التغلب على الكثير من المشاكل التي تصاحب الرغبة في السفر في آخر لحظة، وذلك لإمكانية خدمة العملاء والقدرة على تنظيم الرحلات إلى الوجهات التي يرغبون في الانطلاق إليها، في أي وقت. وتعتبر مصر ولبنان وتايلند وجزر المالديف من الوجهات الرئيسية التي يقوم زبائن اكسيكيوجت بحجزها خلال عطلة العيد القادمة خاصة وان برودة الجو في أوروبا تدفع بهؤلاء للانطلاق أما لمدن في هذه المنطقة، أو لدول في الشرق الأقصى، حيث الجو المناسب في هذا الوقت من السنة. ومن الميزات الإضافية للسفر عن طريق الطيران الخاص لقضاء العطلات، أن المسافرين يمكنهم اختيار الوصول إلى مطارات صغيرة، غير تلك المخصصة للمسافرين على متن الرحلات الجوية المنتظمة. وقال إيراني: «كوننا قادرين على الهبوط أو الإقلاع من مطارات صغيرة، وحركة الطائرات عليها قليلة، يعني أنه لا داعي لأن يمر عملاؤنا بأزمات السفر الخانقة التي تحدث في كثير من المطارات الدولية أثناء مواسم العطلات».