شهدت صناعة البويات السعودية تطورا ملحوظا منذ بدايتها قبل 30 عاما، عندما باشر مصنع اصباغ همبل البحرية نشاطه في الدمام، ومنذ ذلك التاريخ وتتسارع خطى النمو في هذا القطاع ليصل عدد المصانع العاملة في السعودية 35 مصنعا، تبلغ استثماراتها 890 مليون ريال (237.3 مليون دولار) وتستقطب ما يقارب 3322 موظفا.
وتشير دراسة اعدها البنك الاهلي التجاري عن صناعة البويات في السعودية الى ان الانتاج الفعلي لتلك المصانع بلغ عام 2000 ما يقرب من 487 الف طن، ثم ارتفع بمعدل 10.3 في المائة ليصل إلى 538 الف طن عام 2001، الا ان الانتعاش الملحوظ والمتواصل في قطاع البناء منذ عام 2001 ساهم في رفع الكفاءة التشغيلية لتلك المصانع لتصل بانتاجها الى 550 الف طن، وليرفع كفاءتها التشغيلية إلى أكثر من 90 في المائة من طاقاتها الانتاجية. وتشير الدراسة الى ان حجم السوق السعودي، وفق آخر الاحصائيات المتوفرة، وصل الى 553 الف طن في عام 2001 ثم 570 الف طن عام 2002، وان قيمة الطلب الاجمالي لهذا السوق تصل الى 1.478 مليار ريال (394 مليون دولار) يشكل منها الانتاج المحلي ما يقارب 1.354 مليار ريال (359 مليون دولار) في حين تشكل الواردات حوالي 124 مليون ريال (33.1 مليون دولار)، وبذلك يشكل المنتج المحلي حوالي 91.6 في المائة في حين يصل نصيب المستورد الى 8.4 في المائة.
وفي هذا الصدد يشار الى العلاقة القوية بين الطلب على مواد البويات والحركة العمرانية في السعودية، حيث هناك طلب متنام على مستوى الانشاءات الجديدة وايضا على الصيانة والتجديدات التي تتم على المباني والمشاريع القائمة.
وتشير بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» الى ان قطاع الانشاءات ينقسم الى قطاعين الاول مباني سكنية والاخر الانشاءات، وفي غضون الفترة من 1995 ـ 2000 تضاعف حجم مبان الاسكان لتصل الى 28.2 مليار ريال (7.5 مليار دولار) بينما هبطت الاعمال الاخرى داخل القطاع بمعدل 45 في المائة لتصل الى 26.8 مليار ريال (7 مليار دولار) عام 2000، بعد ان كانت 49.1 مليار ريال (13.1 مليار دولار) عام 1995. ويتوقع ارتفاع معدلات الاسكان الجديدة لمقابلة الزيادات في الاعداد السكانية والتي تقترب من 3 في المائة كل عام.
من جهة اخرى، هناك ارتباط قوي بين قطاع البويات في السعودية ونشاط قطاع العقار والذي يرتبط بشكل كبير باسعار النفط، فعلى سبيل المثال فان اجراء صيانة للمباني كل 3 اعوام سوف يبقي مستوى الطلب عند وضعه الحالي الجيد حتى لو لم تضف انشاءات جديدة. وتشير الدراسة كذلك الى ان العملاء في السوق السعودي اصبحوا اكثر تعقيدا في طلباتهم من حيث اختيار الالوان وتصاميم الديكورات في منازلهم. ولذا فان صناعة البويات في حاجة ماسة لتلبية هذه الاحتياجات الجديدة للعملاء.
وتشير الدراسة الى ان تزايد حجم استيراد المواد الخام بشكل كبير عام 2001 بنسبة 25 في المائة لتصل الى 458 مليون ريال مقارنة بـ 367 مليون في العام الاسبق، وبكميات تصل الى 54.4 الف طن. كما تزايد الاستيراد خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة ليعكس الزيادة الكبيرة في حجم الانشاءات في السعودية. وتحتل هولندا قائمة اكبر خمس دول مصدرة للسعودية حيث تشكل البويات المصدرة منها نسبة 24 في المائة من اجمالي حجم الواردات السعودية من البويات، ثم اميركا بنسبة 11 في المائة، انجلترا بنسبة 10 في المائة، المانيا بنسبة 10 في المائة، ثم ايطاليا بنسبة 3 في المائة. أما الصادرات السعودية فانها شهدت انخفاضا في عام 2000 نتيجة لارتفاع الطلب المحلي ولذا انخفض حجم التصدير بنسبة 56 في المائة ليصل الى 150 مليار ريال مما يمثل هبوطا كبيرا بالمقارنة بالمستوى العالي في عام 1997 والذي كان 340 مليار ريال، وهذا الوضع سجل انخفاضا في حجم الانتاج المحلي المصدر من 71.2 الف طن الى 43.6 الف طن في الفترة نفسها. ويعد السوق الاكبر للصادرات السعودية هي السوق الخليجي والذي شكل 78 في المائة من حجم الصادرات السعودية.