تنافس شرس وحرب أسعار بين أقطاب الكيبل التلفزيوني في الإمارات على سوق متنامية عالية الربحية

الخدمات المصرفية وشبكة الإنترنت فائقة السرعة تعزز جاذبية الإقبال على الاشتراكات

TT

تشهد اسواق الامارات منذ الخريف الماضي حرب اسعار شرسة بين قطبي خدمات الكيبل التلفزيوني اوربت وشوتايم، وصلت الى حد اغراء الزبائن المندهشين بتقديم كافة التجهيزات مجانا شرط دفع مبلغ الاشتراك الزهيد فقط فيما يتلقى الزبائن المشتركون الذين شارف اشتراكهم على الانتهاء مكالمات هاتفية حتى في منتصف الليل من مندوبي المبيعات ترجوهم تجديد الاشتراك مقابل مزايا كثيرة، ومنها الحصول على مشاهدة مجانية اضافية لمدة ثلاثين يوما. وفيما ينشغل القطبان بحربهما الشرسة تقف مؤسسة اماراتية دخلت سوق الكيبل التلفزيوني مطلع القرن الحالي في منطقة منعزلة بعيدة عن اضرار حروب التنافس معتمدة على مخاطبة زبون تعرفه جيدا وتقدم له باقة من الخدمات العصرية والمتطورة بسعر يبدأ من حوالي 15 دولارا شهريا تجعله ربما في غنى عن خدمات الآخرين. فبالاضافة الى القنوات التلفزيونية المنوعة تقدم «رؤية الامارات» مجموعة كبيرة من خدمات التلفزيون التفاعلي من اكثرها شعبية الالعاب الإلكترونية التفاعلية منها ما هو مجاني مشمولا بالاشتراك الاساسي، ومنها ما هو مدفوع الاجر. وتجري المؤسسة التابعة لشركة «اتصالات» الاماراتية دراسات لاستخدام تقنية جديدة تعمل على توفير القنوات التلفزيونية عن طريق بروتوكول الإنترنت واطلاق خدمة الإنترنت عالية السرعة من دون الحاجة للاشتراك المنفصل مع اتصالات. كما ان الشركة بصدد تقديم خدمات تدعم ما يعرف الان بمفهوم التلفزيون التفاعلي ومنها على سبيل المثال استقبال الرسائل القصيرة على شاشة التليفزيون وكذلك خدمة «الأخبار» بوصول رسائل بريد إلكتروني الى المشاهد على شاشة التلفزيون بحيث يذهب الى الإنترنت لقراءتها اذا أراد. ومن بين الخدمات الاخرى التي تقوم الشركة بدراسة ادخالها ايضاً «التسوق الإلكتروني» وخدمة «المصرف التلفزيوني» حيث ستتم الاستفادة من تقنيات النفاذ العالي السرعة الى الإنترنت ليتمكن «المشاهد» من متابعة امواله في البنك والقيام بالعمليات المصرفية وشراء احتياجاته المختلفة من المتاجر الإلكترونية. ويختلف المراقبون حول مدى تقبل شريحة واسعة من المستهلكين التخلي عن العصر الذهبي للمشاهدة المجانية، معتبرين ان بطولات كرة القدم المنقولة حصريا على قنوات الكيبل كسرت هذا الحاجز لدى المستهلك منذ زمن وجعلته يقبل على استكشاف «مزايا» الكيبل المتعددة. وفيما قدرت شبكة شوتايم التلفزيونية الأميركية اجمالي عوائدها عام 2002 في الشرق الاوسط بأكثر من 13 مليون دولار من قاعدة مشتركين بلغت 250 الف منزل وفندق فإن هذه الارقام لا تتوفر لدى اوربت التي يرى خبراء بأنها اكثر انتشارا من منافستها. من جهة اخرى، تخطط «رؤية الامارات» الى الوصول الى كافة مناطق البلاد بحلول نهاية العام الحالي خاصة بعد ان طبقت بنجاح تقنية البث اللاسلكي الى العديد من مدن الامارات فيما يتجاوز عدد المنازل المشتركة بهذا الكيبل 200 الف منزل. ووفقا للمدير التنفيذي لرؤية الامارات حميد ساحوه الذي كان موجودا امس في معرض «كابسات 2004» لخدمات وتقنيات الكيبل والاقمار الصناعية الذي افتتح امس بدبي فإن المؤسسة تستثمر نحو 2.5 مليار درهم (681 مليون دولار) لتغطية البلاد بخدمة الكيبل التلفزيوني. وتعرض رؤية الإمارات في جناحها في معرض كابسات 2004 مجموعة من الألعاب التلفزيونية التفاعلية وخدمات الوسائط المتعددة الجديدة والتعليم الإلكتروني التفاعلي.