سحب جديد لإطارات فايرستون بعد حوادث ووفيات تعرضت لها مركبات فورد «اكسكرجن»

TT

اعلنت «دارة سلامة المرور على الطرقات السريعة» الاتحادية الاميركية يوم الخميس الماضي طلبها من شركة «بريدجستون ـ فايرستون اميركا الشمالية»، الذراع الأميركية لشركة بريدجستون اليابانية، المباشرة بسحب آخر للإطارات التي تصنعها بعد تسجيل عدة حوادث لمركبات من طراز فورد «اكسكرجن» مزودة بها أسفرت حتى الآن عن خمس وفيات. ويعد هذا السحب الأول من نوعه منذ اعتماد الحكومة الأميركية نظام انذار مبكر جديد في اعقاب حوادث انقلابات مميتة لمركبات فورد«كسبلورر» مزودة بإطارات من صنع فايرستون أدى تقشرها وانسلاخها الى تلك الانقلابات في أوخر العقد الماضي. طلب السحب او الاستدعاء الجديد أيضاً يشمل فورد وفايرستون (التي تملكها بريدجستون)، اذ سيجري تبديل 290 الف اطار من انتاج فايرستون مستخدمة في مركبات فورد «اكسكرجن» الوعرية الضخمة المتعددة الاستخدامات. وأوضح أحد مسؤولي شركة فورد ان الاطارات المشكوك في جودتها هي من نوع «ستيلتكس راديال آيه/تي بحجم ال تي 265/75 آر 16، لود رينج دي» من انتاج مصنع في جولييت بمقاطعة كيبيك الكندية. وقد استخدمت في نحو 80 الف مركبة «اكسكرجن» من موديلات 2000 و2001 و2002 وحتى بعض مركبات مطلع 2003. هذا، ومع ان حجم السحب هذه المرة يبدو محدوداً بالمقارنة مع عملية سحب ملايين الاطارات من نوع «ويلدرنيس» التي أقدمت عليها فايرستون وفورد عامي 2000 و2001 فانها تطرح مزيداً من علامات الاستفهام على مستوى انتاج «بريدجستون ـ فايرستون اميركا الشمالية»، التي تتخذ من مدينة ناشفيل عاصمة ولاية تينيسي الأميركية مقراً لها، وعلى مستقبلها أيضا.

* نهاية قرن من التعاون

* فقبل ثلاث سنوات أنهت شركة فورد نحو قرن كامل من التعاون مع فايرستون ـ أحد أهم صانعي الاطارات التاريخيين في الولايات المتحدة ـ بسبب عيوب التقشر والانسلاخ السطحي للاطارات نوع «ويلدرنيس» التي كانت تنتجها فايرستون وتمد بها فورد، والتي ادت الى مقتل ما لا يقل عن 271 شخصاً في انقلابات مركبات فورد «اكسبلورر» الهائلة الشعبية في أميركا. ومنذ ذلك الحين تحولت الانظار وعلامات الاستفهام الى نحو 41 مليون اطار من نوع «ستيلتك» المستخدمة في الـ«اكسكرجن» الشقيق الأكبر لـ«اكسبلورر»، بجانب الناقلات الضخمة والكارافانات وسيارات الاسعاف الكبيرة. وبالفعل أكملت «ادارة سلامة المرور على الطرقات السريعة» عام 2002 التحقيق الذي كانت فتحته حول نوع «ستيلتكس». واستنتجت في حينه ان اداء هذه الاطارات ليس أسوأ بكثير من مستوى اداء منافسيها، ومع ان أحد المحامين المتخصصين بالاصابات الشخصية، واسمه جوزيف ليزوني، طالب «الادارة» خلال العام ذاته باعادة فتح التحقيق إلا ان طلبه رفض.

ولكن يوم الخميس الماضي تقرر سحب طراز واحد من نوع «ستيلتكس»، في ما وصفته فايرستون بـ«حملة طوعية من أجل السلامة»، تحت سقف نظام الانذار المبكر الذي يجبر الصانعين على تقديم طيف واسع من المعطيات للسلطات الحكومية بمعدل مرة كل اربعة أشهر. وكشف النقاب عن بواكير المعلومات في ديسمبر (كانون الأول) الفائت وقد تضمنت ثلاثة حوادث اودت بحياة خمسة أشخاص وأربعة احوادث أخرى أسفرت عن اصابات غير قاتلة. واوضح ناطق باسم «الادارة» انه تبين «الحصيلة التي جرى الاطلاع عليها تستحق مزيداً من البحث والتمحيص» واردف ان «الادارة» كانت تتجه نحو فتح تحقيق قبل ان تبادر الشركة الصانعة الى التحرك من جانبها.

* خدمة «نيويورك تايمز»