أوروبا تفرض غرامة قياسية ضد «مايكروسوفت» قيمتها 611 مليون دولار

الشركة ترى في القرار نكسة لقطاع تقنية المعلومات في العالم وخسارة المستهلك الأوروبي.. وتلجأ لمحكمة العدل للطعن في القرار

TT

اعلنت المفوضية الاوروبية رسميا امس توقيع غرامة مالية على شركة مايكروسوفت لصناعة الكومبيوتر تصل الى 497 مليون يورو (حوالي 611 مليون دولار). جاء ذلك على لسان المفوض الاوروبي المكلف بشؤون المنافسة ماريو مونتي امام الصحافيين بمقر المفوضية ببروكسل واكد خلاله على ان الشركة الاميركية قد قامت وبشكل غير مشروع بربط برامج سمعية وبصرية وانظمة الخدمة المركزية ببرامج التشغيل «ويندوز» التي تنتجها. وقالت المفوضية الاوروبية ان فرض العقوبة على الشركة الاميركية قد جاء بسبب عدم التزامها بقانون المنافسة الاوروبي.

وفي مؤتمر صحافي هاتفي عاجل دعت إليه شركة مايكروسوفت ممثلي الصحافة العالمية، ظهر يوم أمس وحضرته «الشرق الأوسط»، قال براد سميث، النائب الأول لرئيس الشركة والمستشار القانوني العام لها، أن قرار المفوضية الأوروبية بفرض غرامة كبيرة عليها، يعتبر نكسة لقطاع تقنية المعلومات في العالم، وأنه سيكون له آثار سلبية على المستهلكين الأوروبيين الذين من المفترض أن يكون هذا القرار قد جاء لمصلحتهم. وأشار سميث الى أن استطلاعا روتينيا للرأي أجرته مايكروسوفت، أشار إلى أن مستخدمي نظام التشغيل ويندوز مرتاحون لوجود نظام «ميديا بلاير» كجزء من النظام. وقال سميث أن هذا يأتي متماشيا مع الاتجاه نحو جعل أجهزة الكومبيوتر الشخصية قادرة أكثر في عصر الإنترنت على دعم أنظمة الوسائط المتعددة، وهي البرمجيات التي تعتمد في توصيلها للمعلومات على الصوت والصور الثابتة والمتحركة. وأوضح سميث أن طلب المفوضية الأوروبية من مايكروسوفت طرح نسخة من نظام التشغيل ويندوز من دون مشغل الوسائط الإعلامية «ويندوز ميديا بلاير» في غضون 90 يوما، وتحديد 120 يوما للالتزام بهذا الشرط، قرار غير عملي. وكانت المفوضية قد أخذت قرارها هذا بحجة أن تضمين مايكروسوفت لبرنامج «ميديا بلاير» مع ويندوز، يحرم الشركات المنافسة مثل شركة «ريل نتووركس» المنتجة لبرنامج «ريل بلاير»، وشركة «أبل كومبيوتر» التي تنتج «كويك تايم»، من القدرة على بيع منتجاتها بشكل حر للجمهور.

وأشار سميث إلى أن هذا القرار جائر لأنه يجبر مايكروسوفت على نزع جزء مهم من نظام ويندوز قد يؤثر سلبيا على أدائه مما سيتسبب بخسائر ملموسة للمستهلك الأوروبي، هذا عدا عن وجود العديد من البرمجيات التي أنتجتها شركات أوروبية بشكل مستقل لتعمل مع ويندوز وتستفيد من مزايا الوسائط المتعددة التي تعمل بها، والتي ستتأثر هي الأخرى ماديا بشكل كبير بسبب اضطرارها لإعادة تصميم برمجياتها مرة أخرى إذا تم فرض التغيير الجديد على ويندوز. وردا على تساؤل حول المنطقة الجغرافية التي ستتأثر بهذا القرار، قال سميث إن هذا الموضوع على درجة بالغة من الأهمية لان عصر الإنترنت أزال الحدود الجغرافية بين مناطق العالم لسهولة انتقال البرمجيات بينها، إلا أن مايكروسوفت ما زالت تنتظر حصولها على النص الكامل لقرار المفوضية لتعرف بالضبط ما يتعلق بهذا الأمر. وقد رفضت شخصيات مسؤولة داخل فرع مايكروسوفت في بروكسل امس التعليق على قرار المفوضية الاوروبية خلال اتصال هاتفي وطالب القسم الاعلامي في الشركة بالانتظار حتى صدور بيان اعلامي حول الازمة.

ويذكر أن مايكروسوفت وفي محاولة منها لتفادي قرار المفوضية الأوروبية، كانت قد تقدمت خلال أشهر من المباحثات ومفاوضات التسوية وانتهاء بقرار أمس، بمجموعة من الاقتراحات التي تعالج مسألة توافق وتكامل وظائف برامج تشغيل الوسائط مع نظام التشغيل ويندوز، فقد اقترحت الشركة تزويد المنافسين وبشكل وصفته بأنه غير مسبوق بإمكانية الدخول إلى تقنيتها، بالإضافة إلى السماح بتركيب مشغلات الوسائط الخاصة بهم على أي جهاز كومبيوتر شخصي يباع مزوداً بنظام تشغيل ويندوز، مما كان سيؤدي إلى توزيع أكثر من مليار مشغل وسائط منافس على مدى السنوات الثلاث القادمة كم تقول، إلا أن المفوضية لم تستجب لهذه المبادرات.