الإمارات تحذر من تعرض منطقة الخليج لأسوأ تهديد مائي خلال ربع القرن المقبل

وزير الكهرباء والماء الإماراتي: دول المنطقة تتجه لاستثمار 10 مليارات دولار في محطات التحلية

TT

حذر حميد بن ناصر العويس وزير الكهرباء والماء الاماراتي أمس من ان منطقة الخليج ستواجه خلال الـ25 سنة المقبلة أسوأ أزمة مياه في العالم ما لم تتخذ اجراءات لتجنب ذلك. وأشار في هذا الصدد الى انه بحلول عام 2025 سيرتفع العجز المائي لدى دول المنطقة الى اكثر من 31 مليار متر مكعب. وقال في كلمة بمناسبة الاحتفالات بأسبوع المياه الخليجي «إنه اذا كانت مشكلة المياه في دول مجلس التعاون الخليجي تعد أقل حدة وأكثر قابلية للسيطرة عليها والتعاون معها بحكم أوضاعها الاقتصادية، فان ذلك لا ينفي أن ثمة مؤشرات توحي من دون شك بأن الوضع المائي في هذه البلدان هو وضع هش وخطير بالنظر الى ضعف المصادر الطبيعية للمياه».

وقال العويس ان من بين التحديات التي تواجهها دول المنطقة ارتفاع الطلب على المياه على مدى الثلاثة عقود الماضية بسبب التطور العمراني والحضاري والصناعي والنمو السكاني». واوضح «أن عدد سكان دول مجلس التعاون تضاعف خلال العقود الخمسة الماضية من 5 ملايين نسمة الى ما يقارب 30 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل عددهم بحلول عام 2025 الى أكثر من 56 مليون نسمة، وبمعدلات تصل الى أكثر من 3 في المائة سنويا».

وأوضح «أن هذه الزيادة يقابلها تزايد في الطلب على المياه، كما سيصاحبها توسع كبير في الزراعة، وأصبح هذا القطاع المستهلك الرئيسي للمياه وخاصة الجوفية وبنسبة تصل الى 85 في المائة».

واضاف وزير الكهرباء والماء الاماراتي، أنه من ضمن التحديات كذلك وجود عجز مائي يبلغ حوالي 15 مليار متر مكعب سنويا تتم تغطيته من السحب الجائر وغير المرشد من المياه الجوفية غير المتجددة، حيث من المتوقع أن يرتفع هذا العجز مع بداية عام 2025 الى أكثر من 31 مليار متر مكعب سنويا».

واوضح «أن التحدي الاكبر الذي تواجهه دول المنطقة يكمن في كيفية ادارة المصادر المائية على الوجه الأكمل ورفع كفاءة استخدام المياه الى حدها الأقصى».

وأكد العويس في كلمته أنه لمواجهة هذه التحديات كان لا بد لدول المجلس من التوجه نحو تحلية مياه البحر.

مشيرا الى أنه في دولة الامارات وصلت القدرات الانتاجية في عام 2003 الى أكثر من 800 غالون يوميا ما يشكل 11% من اجمالي القدرة الانتاجية لمحطات التحلية في العالم، بينما تشكل دول مجلس التعاون 50 في المائة من القدرة الانتاجية لمحطات التحليه لجميع بلدان العالم. وتوقع «أن يرتفع انتاج هذه المحطات خلال العقدين المقبلين من مليارين و860 مليون غالون يوميا الى ثمانية مليارات و800 مليون غالون يوميا، موضحا ان هذه الدول ستزيد من استثماراتها في هذا المجال من 5 الى 10 مليارات دولار أميركي. واشار العويس الى ان السعة التشغيلية لمحطات التحلية في المملكة العربية السعودية قد بلغت مليارا ومائة وستة وستين مليون غالون، تليها دولة الامارات التي وصلت فيها السعة التشغيلية لمحطات التحلية الى 800 مليون غالون يوميا، ثم دولة الكويت ثلاثمائة وتسعة وثلاثين مليون غالون يوميا، ثم دولة قطر 115 مليون غالون يوميا ثم مملكة البحرين تسعة وستين مليون غالون يوميا ثم سلطنة عمان ثلاثة واربعين مليون غالون يوميا.

واضاف انه من ذلك يتضح مدى اعتماد دول مجلس التعاون على تحلية مياه البحر في تأمين احتياجاتها من مياه الشرب، حيث أصبحت خيارا استراتيجيا يتلاءم مع أوضاعها.

واوضح ان حجم هدر الماء يصل الى ما يزيد عن 20% من اجمالي المياه المنتجة ضمن تلك المعطيات الدولية والاقليمية والمحلية، مشيرا الى ان العالم ودول الخليج جزءا منه يقف عند حافة أزمة مياه تهددنا جميعا بل تنذر باحتمالات بروز صراعات لدى كثير من دول العالم بسبب التنازع على موارد المياه.