«أوبك» تقر خفض الإنتاج وليبيا تنافس على استضافة القمة للعام المقبل

النعيمي: نستهدف مستوى 25 دولارا للبرميل * واشنطن تحث المنظمة على عدم الإضرار بالاقتصاد الأميركي

TT

قررت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» خفض انتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يوميا ابتداء من اليوم، تنفيذا لقرار اتخذته في فبراير (شباط) الماضي في الجزائر، كما أكد وزراء شاركوا في الاجتماع. وقال وزراء الطاقة الجزائري شكيب خليل، والقطري عبد الله بن حمد العطية، والكويتي الشيخ أحمد فهد الصباح «إن دول أوبك التي تطبق نظام الحصص ستنفذ القرار الذي تم الاتفاق عليه في فبراير في الجزائر». وتساءل خليل أمام الصحافيين لم التأجيل ؟ مضيفا ان «المبررات التي قدمتها الكويت لتأجيل قرار الجزائر واهية حقا».. وأوضح «حدث للتو انخفاض للطلب بمقدار 2.5 مليون برميل يوميا. والتأجيل يعني المزيد من المشاكل».

من جانبه أكد النعيمي ان سياسة بلاده المعلنة مرارا هي العمل على مد الاسواق بما يكفيها من الانتاج، وبالعمل وفقا لأسعار 22 ـ 28 دولارا للبرميل، مؤكدا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان سياسة المملكة تقوم على مبدأ لا ضرر ولا ضرار».

وقال النعيمي «ان الدعوة التي اطلقتها السعودية بضرورة عقد قمة لرؤساء دول اوبك كانت وفقا لاتفاق اجمع عليه بضرورة عقد هذا اللقاء كل خمس سنوات، وقد سبق عقد قمتين في 1975، وعام 2000». من جهة أخرى قال مندوبون يحضرون اجتماع وزراء نفط اوبك أمس «ان كلا من ليبيا والسعودية تريد استضافة قمة اوبك في عام 2005»، واقترح فتحي بن شتوان وزير النفط الليبي رسميا على الاجتماع استضافة القمة بينما قال على النعيمي وزير البترول السعودي «ان الرياض ستقدم عرضا رسميا خلال الاسبوعين القادمين».

وفي واشنطن، حث البيت الابيض «اوبك» أمس على عدم اتخاذ قرارات ربما تضر بالاقتصاد الاميركي لكنه لم يرق الى انتقاد قرار المنظمة المضي قدما في تقييد معروض النفط. وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين بعد قرار «اوبك» إنه «من الاهمية بمكان ألا يتخذ المنتجون قرارات تضر باقتصادنا. نعتقد ان اسعار النفط يجب ان تحددها قوى السوق بغية ضمان توافر امدادات مناسبة». وقال ان الادارة التي مارست ضغوطا على «اوبك» لرفع قيود التصدير للمساعدة في السيطرة على اسعار البنزين في الولايات المتحدة و«ما زالت منخرطة في مباحثات مع كبار المنتجين في انحاء العالم لمناقشة وجهات نظرنا فيما يتعلق بظروف السوق».

وقال وزير البترول علي النعيمي «إن من الصعب القول ما اذا كانت أسعار النفط الحالية تؤثر على النمو الاقتصادي العالمي». وكان النعيمي يتحدث بعد اتفاق الوزراء، على خفض الانتاج، وسط مخاوف الدول المستهلكة للنفط من أن يؤدي ارتفاع الاسعار الى ابطاء معدلات النمو. وقال النعيمي «ان أوبك ما زالت تستهدف مستوى 25 دولارا للبرميل». من جانبه قال وزير النفط الايراني بيغان زنكنة «ان أوبك اتفقت على تنفيذ الاتفاق الخاص بخفض الانتاج بمقدار مليون برميل يوميا بداية من اليوم».

على صعيد آخر قال بورنومو يوسجيانتورو رئيس «أوبك» إنه «يشعر بالقلق لانخفاض قيمة الدولار وأثره على ايرادات الدول الاعضاء في المنظمة». وكان وزراء في «أوبك»، قد قالوا من قبل ان انخفاض قيمة الدولار أحد العوامل وراء ارتفاع أسعار النفط.

وأكد بورنومو يوسجيانتورو في جانب آخر من حديثه «أن وزراء الدول الاعضاء سيتمكنون من اجراء مشاورات بشأن السياسة الانتاجية عندما يشاركون في مؤتمر للمنتجين والمستهلكين يعقد في امستردام في أواخر مايو (ايار).

وقال بورنومو وزير النفط الاندونيسي للصحافيين عقب جلسة للوزراء «ان الاجتماع التالي لأوبك سيعقد في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل». من جانبه قال ابراهيم بحر العلوم وزير النفط العراقي أمس ان العراق يصدر الآن 1.9 مليون برميل من النفط يوميا كلها من الحقول الجنوبية. وكان بحر العلوم يتحدث للصحافيين بعد اجتماع لمنظمة «أوبك» في فيينا. على صعيد أسعار النفط العالمية ارتفع الخام الأميركي 25 سنتا للبرميل الى 36.50 دولار للبرميل، في التعاملات الإلكترونية لسوق نايمكس فيما سجل البنزين أعلى مستوى على الاطلاق عند 1.177 دولار للغالون، فيما دعت ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش «اوبك» لالغاء التخفيضات في محاولة للسيطرة على الاسعار في الولايات المتحدة ومنع اسعار الطاقة المرتفعة من الاضرار بالنمو الاقتصادي، وطالبت الكويت والامارات المنظمة، بدراسة تأجيل التخفيضات المقررة في ابريل (نيسان) في محاولة لتهدئة الاسعار.

في حين قلص مزيج برنت القياسي مكاسبه في المعاملات الآجلة ببورصة البترول الدولية أمس، بعد أنباء اخماد حريق تسبب في ارتفاع أسعار البنزين الأميركية الى مستويات قياسية.

وفي وقت لاحق قال متحدث باسم بي.بي في لندن ان الحريق اخمد. وقالت بي.بي انه لا توجد اية دلائل على ان الانفجار والحريق نتيجة عوامل خارجية، رغم انه جاء بعد ايام من تحذير مكتب المباحث الاتحادي مصافي النفط في تكساس من هجمات ارهابية محتملة قبل الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني). وبدأ الحريق بوحدة لانتاج البنزين بالمصفاة التي تبلغ طاقتها الانتاجية 447 الف برميل يوميا بمدينة تكساس سيتي في ولاية تكساس.

وقالت بي.بي البريطانية ان سبب الحريق غير معروف ولكن يبدو انه اندلع بشكل غير متعمد.

وقالت آن سميث المتحدثة باسم شركة بي.بي «ليس هناك مؤشرات على ان الحادث نتيجة اي عوامل خارجية»، وفرضت بي.بي اجراءات أمن صارمة في المصفاة بعد تحذيرات مكتب المباحث في الخامس والعشرين من مارس (اذار) الحالي.

وقالت سميث انه لم ترد اية انباء عن وقوع اصابات من جراء الحريق. واضافت ان بقية وحدات المصفاة ومجمع الكيماويات تعمل بشكل طبيعي. وذكر المتحدث في لندن ان من السابق لأوانه تحديد مدى تأثير الحريق على الانتاج في المستقبل.