العراق يعيد فرض رسوم جمركية بـ5 في المائة مع انتعاش حركة الاستيراد

ميناء أم قصر يشهد حركة دؤوبة رغم تطبيق القرار وميناء أبو فلوس يصبح نقطة حدودية

TT

أم قصر (العراق) ـ رويترز: أعاد العراق فرض رسوم جمركية أمس وسط توقعات استبعدت أن يؤدي الرسم الموحد المتواضع بنسبة خمسة في المائة الى التخفيف من اقبال العراقيين على السلع المستوردة من سيارات وأجهزة كهربائية وملابس. فيما دخل ميناء ابو فلوس القريب من الفاو وابي الخصيب مرحلة جديدة بعد ان أصبح نقطة حدودية رسمية اعتبارا من امس. وتصطف مئات الشاحنات الصغيرة البيضاء في ميناء أم قصر، أكبر موانئ العراق فيما يمثل أحد مظاهر طوفان السلع المستوردة التي انهالت على العراق بعد الحرب التي أسقطت حكم صدام حسين.

وتأمل الادارة التي يقودها الاميركيون في العراق أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة الى توجه الواردات من خلال نقاط الدخول الرسمية حتى يتسنى تسجيلها لتحقيق بعض النظام والانضباط الى السوق. وقال بيتر بينجام مستشار الموانئ والشؤون البحرية بسلطة التحالف المؤقتة لرويترز «سيساعد ذلك الموانئ على تنظيم العمل وتدوين الاحصاءات». وأعفت السلطات المواد الغذائية والادوية والمعدات الطبية والكتب والملابس من الرسم الجمركي الجديد وكذلك الامدادات الانسانية التي تستوردها وكالات المساعدات والسلع التي سيعاد تصديرها. وكان ميناء أم قصر أول هدف رئيسي في الحرب البرية التي شنتها الولايات المتحدة على العراق في العام الماضي ولكنه أصبح الآن يعج بالحركة. ورست في الميناء سفينة حبوب استرالية في انتظار تفريغ حمولتها. وتقوم ناقلة من دبي بنقل الركاب والسيارات والمزيد من الاجهزة الكهربائية بينما يتأهب قطار بضائع للانطلاق شمالا. ويقوم العمال بحركة دائبة حول البوابات على أمل أن يطلبهم أحد للعمل. وتتراص مئات الحاويات على أرض الميناء بينما تقف رافعتان صينيتان يمكن لكل منهما تفريغ 25 شاحنة في اليوم.

ويفتقر ميناء أم قصر لمعدات الشحن والتفريغ اللازمة لنقل الحاويات بهذه الاعداد عبر الميناء مما يؤدي الى حدوث اختناق. وقال حسن زاير مدير الجمارك بالميناء ان رسم الخمسة في المائة لن يردع المستوردين لانه لا يقارن بالرسوم الباهظة التي كانت مفروضة في عهد صدام. وأضاف «في تلك الايام كان الرسم الجمركي 200 في المائة على السيارات و100 في المائة على الحلوى و75 في المائة على أجهزة التكييف و50 في المائة على الملابس و30 في المائة على أجهزة التلفزيون». ومنذ فترة طويلة طغى ميناء أم قصر على ميناء البصرة القديم على ممر شط العرب والذي دمر خلال الحرب العراقية ـ الايرانية من 1980 الى 1988 وما زال في حالة مزرية. كما أنه أكبر من ميناء ابو فلوس الذي أصبح نقطة حدودية رسمية امس ومن ميناء خور الزبير على شط العرب. وقال مسؤول ان حركة الشحن والتفريغ بالميناء في العام الماضي بلغت سبعة ملايين طن ومن المتوقع ان ترتفع الى عشرة ملايين هذا العام. وأنهت شركة مقاولات تركية تطهير ميناء أم قصر من 29 سفينة غرقت خلال الحرب مع ايران مما سيسمح بتعميق الميناء الى 12.5 متر لاستيعاب سفن تصل حمولتها الى 60 ألف طن. ويجري الآن تقطيع زورقي قطر يكتسيان بالصدأ; أحدهما تغمره المياه لبيعهما كخردة بمقتضى خطة تشرف عليها وكالة تابعة للامم المتحدة. وقد زودت شركة بكتل الاميركية الميناء بالكهرباء والاضاءة والمياه. وما زالت السرقات تمثل مشكلة الا أنه تمت السيطرة على عمليات السلب الواسعة التي أعقبت الحرب. ويوجد بالميناء 250 حارسا أمنيا عراقيا مسلحين ببنادق هجومية لحماية السياج الخارجي الذي يبلغ طوله 11 كيلومترا يدعمهم 40 حارسا توظفهم شركة غربية للخدمات الامنية. ويقوم مشاة البحرية الملكية بتدريب شرطة عراقية جديدة للدوريات النهرية على استخدام زوارق دورية صغيرة وزوارق مطاطية على اعتراض المهربين وغيرهم من المجرمين. وتساعد شركة ستيفدورنج سيرفيسيز أوف أميركا في ادارة الميناء بعقد يسري حتى يونيو (حزيران) من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ولها ستة خبراء يعملون الى جانب العراقيين. وقال بينجام ان المسؤولين العراقيين عن ادارة ميناء أم قصر أدركوا أنهم يفتقرون للخبرة اللازمة لادارة الميناء بالوسائل الحديثة بسبب العزلة الدولية التي فرضت على العراق خلال 12 عاما من العقوبات الدولية.