أسعار النفط تتراجع في الأسواق العالمية وسط شكوك في تنفيذ «أوبك» لخفض الإنتاج

رئيس وكالة الطاقة يلقي باللوم على «أوبك» في المضاربة على الأسعار * العراق يتطلع لرفع الإنتاج إلى 2.25 مليون برميل بنهاية 2004

TT

هبطت أسعار النفط أمس مع تفاقم شكوك المتعاملين في أن يؤدي قرار اوبك بخفض الانتاج الى تقلص المعروض فعليا في السوق التي هبطت بشدة امس قبل انباء عن زيادة كبيرة في مخزونات الخام بالولايات المتحدة. وفقد الخام الأميركي الخفيف 43 سنتا ليصل الى 35.33 دولار، للبرميل بعد ان فقد 1.4 بالمائة أول من أمس، في حين ارتفع برنت في بورصة البترول الدولية بلندن تسعة سنتات الى 31.60 دولار للبرميل بعد أن هبط نحو دولار كامل أول من أمس. وعلى صعيد سعر سلة «أوبك» فقد هبط أول من أمس الى 31.49 دولار للبرميل من 31.70 دولار الثلاثاء الماضي. وتتشكك السوق في مدى تأثير قرار «اوبك» الذي كان متوقعا على نطاق واسع بالمضي قدما في خفض الانتاج اعتبارا من أمس، بواقع مليون برميل يوميا. وبالاضافة الى الشكوك بشأن «اوبك» ادت بيانات أميركية اظهرت عودة مخزونات البنزين الى مستوياتها قبل عام ووصول مخزونات النفط الخام الى اعلى مستوياتها في 19 شهرا الى خسائر حادة في اسواق النفط الليلة قبل الماضية. ويقول متعاملون في السوق لانهم لا يتوقعون ان تطبق «اوبك» بالكامل تخفيضات ابريل.

من جانبه، قال كلود مانديل رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس «ان أوبك مسؤولة بدرجة كبيرة عن اذكاء عمليات المضاربة على أسعار النفط». وأكد مانديل مجددا في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية نشرت أمس« أنه غير سعيد بقرار «أوبك» خفض الانتاج، رغم شكاوى المستهلكين بشان أسعار النفط التي وصلت الى اعلى مستوياتها في 13 عاما».

وقال مانديل «تلوم أوبك المضاربين باعتبار انهم مصدر دفع الاسعار صعودا.. لكن من يذكي عمليات المضاربة.. اذا لم تكن القيود على الانتاج والمخزونات المنخفضة.. أعتقد أن «أوبك» مسؤولة بدرجة كبيرة عن عمليات المضاربة على أسعار النفط».

الا أن دونالد جونستون الامين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أكد أمس «ان ارتفاع أسعار النفط وقرار منظمة «أوبك» خفض الانتاج سيكون لهما أثر محدود على التضخم العالمي وامكانيات النمو». وقال المسؤول لرويترز ردا على سؤال عن الاثر المحتمل لارتفاع أسعار النفط الخام وقرار «أوبك».. «لم أر أي أرقام تظهر أنه سيكون لذلك أثر خطير على التضخم الاساسي ولا على تقديرات النمو». وقال الوفد العراقي في بيان صدر على هامش الاجتماع ان «اوبك مدعوة الى تحقيق توازن في السوق ليس فقط على الصعيد المادي بل ايضا على الصعيد النفسي».

ورأى البيان ان «المستهلكين يمكن أن يشعروا بمزيد من الثقة في حال تجنبت المنظمة الادلاء بتصريحات علنية حول تغييرات جديدة في سقف الانتاج، أو رفع الاسعار التي حددت اوبك هامشها بما بين 22 و28 دولارا للبرميل منذ 1999».

في الوقت نفسه، قال جبار لعيبي المدير العام لشركة نفط الجنوب العراقية أمس «ان انتاج النفط في جنوب البلاد قد يصل الى ما بين 2.25 و2.3 مليون برميل يوميا بنهاية عام 2004».

وقال لعيبي«ان الشركة تأمل ببدء تطور منشآت النفط في منتصف العام الحالي بعد عمليات الاصلاح واعادة الاعمار التي اعقبت الحرب». واضاف «نخطط لزيادة الانتاج. وربما نصل بنهاية العام الى ما بين 2.25 و2.3 مليون برميل يوميا».

وذكر «ان حقول النفط في جنوب العراق تنتج حاليا نحو مليوني برميل يوميا». وقال ان صادرات النفط من خور العمية تبلغ نحو200 الف برميل يوميا مقارنة مع مستوى مستهدف يتراوح بين 300 و400 الف برميل يوميا، وذلك بسبب انخفاض الانتاج من حقل نفط ميسان شمال البصرة.

من جانب اخر، قال ادموند داوكورو مستشار الرئيس النيجيري للشؤون البترولية أمس ان منظمة «أوبك» قد ترفع سقف الانتاج في اجتماعها في يونيو (حزيران) المقبل رغم أن العديد من الاعضاء لن يتمكنوا من تنفيذ التخفيضات الاخيرة قبل الشهر المقبل.

وفي اوسلو، قال وزير الطاقة النرويجي اينار شتينسنايس أمس «ان اسعار النفط مرتفعة للغاية وان بلاده وهي منتج مستقل لا تنوي خفض او زيادة الانتاج بعد قرار اوبك خفض الامدادات».

وقال الوزير في تصريح لرويترز بعد اجتماع مع وزير النفط والغاز العماني محمد بن حمد بن سيف الرمحي في اوسلو «اسعار النفط لا تزال مرتفعة جدا. ومن جانبنا ليس هناك خيار للمشاركة في اي خفض في انتاج النفط الآن».