رئيس أوبك: الدول المنتجة أكدت اهتمامها بالالتزام بتطبيق نظام الحصص في اجتماع فيينا

TT

اكد رئيس اوبك وزير النفط الاندونيسي ان قرار الدول المنتجة أول من أمس في اجتماع فيينا، يعكس رغبة هذه الدول، في الاهتمام بتطبيق نظام الحصص، وقال بورنو يوسيجيانتورو في حديث لـ«الشرق الاوسط» على هامش الاجتماع ان جميع الوزراء عبروا عن التزامهم وموافقتهم على سحب الفائض من النفط في الاسواق. وبسؤاله عما يدور في اوساط النفط العالمية، من ان التزام الدول المنتجة بقرار خفض الانتاج هو بعيد عن الواقع أجاب: «كل ما يدور يعكس «جمال» الاوبك فالمنظمة هي دول مستقلة ذات رأي وسيادة لكل قطر منها مصالحه الخاصة ورغم ذلك فانهم يجتمعون، ويتناقشون ويدرسون الحقائق ودقائق المعلومات الخاصة بكل ما يتعلق بالنفط وهذا ما جعلهم يقررون بالامس تخفيض انتاجهم مليون برميل يوميا وما جعلهم في ذات الوقت يصرون على ضرورة التزامهم بالحصص المقررة، وبلساني انقل للجميع ان الوزراء اعضاء الاوبك عبروا عن موافقتهم بسحب الفائض من النفط من الاسواق». ويستطرد رئيس اوبك موضحا «ان الاسواق حاليا تزخر بكفاية من النفط، وصلت الى 28 مليون برميل يوميا، بما في ذلك الانتاج العراقي، ولهذا ومع دخول فصل الربيع فإن الطلب على النفط سيقل مما قد ينعكس انهيارا على الاسعار وهذا ما لا ترغبه اية دولة من دول الاوبك مما يعني ضرورة التزام الجميع بالحصص المقررة ولمصلحتها اولا.

وردا على سؤال لماذا لا يتم تعديل الحصص بالصورة المرضية للدول مما يؤكد التزامها. اوضح «ان هناك مجموعة من الخبراء يمثلون الدول الاعضاء يقومون حاليا باعداد دراسة جديدة تتضمن عوامل جديدة لاعادة توزيع الحصص «الكوتة» الانتاجية لكل دولة من دول «الاوبك» ومن ذلك دراسة كمية الانتاج والاحتياطي والعوامل الديمغرافية ومستوى نمو الدخل وحالما ترفع هذه المجموعة توصياتها للمؤتمر الوزاري فإن «الاوبك» حينها ستخرج بقرار جديد عن الحصص». وتقدم وزير النفط العماني قبل ايام باقتراح ان تستبدل «اوبك» الدولار كعملة لنفطها باليورو او الين.. ما رأيكم في هذا الاقتراح؟! يقول: هذا الامر يهمنا جدا فقيمة الدولار اضحت مكان تساؤل وقد انعكس انهياره على اسعار النفط التي هي في الواقع لا تعكس القيمة الحقيقية للنفط، ثم يستدرك ومع اننا نرحب بآراء ومقترحات الدول المنتجة للنفط من خارج «الاوبك» الا اننا عندما نتخذ قرارا فاننا نتخذه باجماع الدول الاعضاء وما وافقنا عليه هو دراسة اثار قيمة الدولار على أسعار نفطنا ما لم تشمله تلك الدراسة فلن استطيع القول ان كنا سنتحول عن الدولار! وردا على سؤال حول تأثير الاسعار الحالية للنفط على النمو الاقتصادي العالمي؟

أجاب بلفت النظر للازدهار الاقتصادي العالمي ضاربا مثلا بالاقتصاد الاميركي والصيني، مؤكدا ان ذلك يؤكد الحاجة لمزيد من النفط كطاقة مضيفا انهم وبرغم ايمانهم بالحاجة لنفطهم الا انهم لا يرغبون في بيعه بأسعار تفوق السعر الذي يرونه معقولا والذي حددته «الاوبك» في نطاق 22 ـ 28 دولارا للبرميل اذا انهم يعلمون تماما ان الاسعار بالغة العلو حتى لو جنوها ربحا على المستوى القريب فانها ستؤدي لانهيار على المدى البعيد عند حدوث تضخم وقد ضرب مثالا باسعار عام 1973 عندما ضربت الدول المنتجة الدول المستهلكة الا ان النتيجة بعدها كانت سيئة للدول المنتجة والتي في معظمها دول نامية. وقد اكد الامين العام المكلف «بالاوبك» ما صرح به امس الاول عدد من الوزراء ان اسعار النفط الحالية وهي الاعلى لا علاقة لها بحجم الفرص والطلب، موضحا ان عدة عوامل تؤثر سلبا او ايجابا في سعر النفط العالمي كما تؤثر في مدى استقرار اسواقه مذكرا ان «اوبك» تؤثر فقط في حوالي 40 في المائة من النفط العالمي وما عدا ذلك فليست لديها سيطرة عليه.

وفي سؤال عن رأيه حول ما ابداه الرئيس الاميركي بوش من خيبة امل بشأن قرار «الاوبك» بخفض انتاجها قال: «حسنا فلنؤكد مرة اخرى ان اوبك ليست منظمة سياسية بل اقتصادية بحتة هدفها استقرار اسواق النفط وانها دول ذات سيادة تعمل وتقرر وفقا لما تراه صحيحا».