بنك إنجلترا ينهي ترقب السوق ويقرر ترك أسعار الفائدة دون تغيير ومحللون يتوقعون ارتفاعها قريبا

TT

ابقى بنك انجلترا المركزي اسعار الفائدة دون تغيير عند 4.0 بالمائة للشهر الثاني على التوالي امس بعد اجتماعات استمرت يومين وجعلت السوق في حالة ترقب بشأن الفائدة. ويقول محللون ان من شبه المؤكد الان ان بنك انجلترا سيرفع الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية لتصل الى 4.25 بالمائة عندما يجتمع الشهر المقبل وذلك للحد من ارتفاع اسعار المساكن ومستويات الدين. وكانت السوق منقسمة بين من يعتقدون ان القلق ازاء ارتفاع انفاق المستهلكين سيدفع بنك انجلترا الى التحرك هذا الشهر لرفع الفائدة ومن يقولون ان انخفاض التضخم وضعف قطاع الصناعات التحويلية يعني ان البنك قد ينتظر حتى مايو (ايار). وتأخذ اسواق المعاملات الاجلة في حساباتها بالفعل ارتفاع تكلفة الاقراض بواقع نقطة مئوية كاملة بنهاية العام الحالي. ورفع بنك انجلترا بالفعل اسعار الفائدة مرتين منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي باجمالي 50 نقطة اساس.

وعلى صعيد آخر أظهرت أرقام رسمية امس ان العجز التجاري لبريطانيا مع بقية دول العالم سجل انكماشا كبيرا في فبراير (شباط) الماضي عن المستوى القياسي الذي بلغه في الشهر السابق مع ارتفاع الصادرات الى الولايات المتحدة. وقال مكتب الاحصاء الوطني ان العجز في التجارة السلعية انكمش الى 4.25 مليار جنيه استرليني في فبراير الماضي من مستواه القياسي البالغ 5.45مليار في الشهر السابق. وكان المحللون يتوقعون انخفاض العجز الى 4.6مليار جنيه.

انخفض سعر صرف الين امس مع اقبال المستثمرين اليابانيين على تحويل استثماراتهم للخارج في السنة المالية الجديدة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار الاميركي مقابل اليورو الاوروبي بعد بيانات ضعيفة عن قطاع الصناعة في ألمانيا اثارت المخاوف بشأن ضعف النمو في منطقة اليورو. وقال محللون ان السوق تتحرك في نطاقات ضيقة قبل عطلة تستمر أربعة أيام في مناطق كثيرة من أوروبا وعطلة تستمر ثلاثة ايام في الولايات المتحدة. وأظهرت بيانات أن المستثمرين اليابانيين اشتروا 1.67 مليار دولار من الاسهم الاجنبية في الاسبوع الذي انتهى في الثاني من ابريل (نيسان) الحالي مما يدعم الحديث الذي يدور عن تدفق استثمارات على الخارج في بداية السنة المالية الجديدة. الا أن البيانات أظهرت أيضا أن اقبال الاجانب على شراء الاسهم اليابانية سجل مستوى شهريا قياسيا في مارس (اذار) الماضي. وانخفض الين 0.6 في المائة الى 105.90 ين مقابل الدولار و0.25 في المائة الى 128.52 ين مقابل اليورو بحلول الساعة 1030 بتوقيت جرينتش. وتراجعت العملة الاميركية في أوائل جلسة التداول الى 1.2221 دولار مقابل اليورو الاوروبي لتسجل أدنى مستوى هذا الاسبوع قبل أن ترتفع ربع نقطة مئوية الى 1.2143 دولار بانخفاض نحو سنت ونصف السنت عن أعلى مستوى منذ أربعة أشهر والذي سجلته يوم الاثنين الماضي. وتركزت الانظار على الجنيه الاسترليني الذي حافظ على مستواه أمام الدولار وارتفع مقابل اليورو قبل صدور قرار بنك انجلترا المركزي بشأن الفائدة. وانخفض الناتج الصناعي الالماني بنسبة 0.7 في المائة في فبراير الماضي فيما يمثل مفاجأة للمستثمرين والمتعاملين واول انخفاض منذ خمسة اشهر.

وعلى صعيد أداء البورصات قادت اسهم شركات التكنولوجيا الاسهم الاوروبية صعودا أمس مع تهافت المستثمرين على شراء اسهم شركات مثل تي.اونلاين بعد انباء عن نتائج قوية لعملاقي صناعة التكنولوجيا الاميركية ياهو وديل. واثارت ياهو ابتهاج المستثمرين باعلان تحقيق ارباح فصلية بلغت مثلي التوقعات ورفع توقعاتها للمبيعات. كما اعلنت ديل لانتاج اجهزة الكومبيوتر الشخصية انباء جيدة اذ رفعت توقعاتها لعائدات الربع الحالي بواقع 200 مليون دولار. كما اعلن مسؤول كبير في سامسونج اليكترونيكس ان مبيعات الهواتف الجوالة في 2004 ستكون على الارجح افضل من المتوقع. وساعدت انباء سامسونج في ارتفاع سهم نوكيا 1.3 بالمائة في حين صعد سهم الكاتل الفرنسية 1.2 بالمائة. وزادت اسهم اس.تي.مايكروالكترونيكس وانفنيون لانتاج الرقائق الالكترونية واحدا بالمائة و 1.6 بالمائة على التوالي في حين ارتفع سهم اس.ايه.بي لانتاج برنامج الكومبيوتر 1.4 بالمائة. ومن ابرز الاسهم الاخرى التي صعدت سهم «ال.في.ام.اتش» الذي ارتفع حوالي واحد بالمائة بعد ان اعلنت الشركة نمو مبيعات الربع الاول ورفعت النمو المستهدف لعائدات التشغيل في2004 . وبحلول الساعة 0710 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يوروتوب ـ300 بنسبة 0.4 بالمائة ليصل الى 1014 نقطة مقتربا من اعلى مستوى في 20 شهرا الذي بلغه في اوائل مارس الماضي في حين صعد مؤشر يورو ستوكس ـ50 بنسبة 0.5 بالمائة الى 2866 نقطة. ولم يكن التداول مشرقا لكارفور الفرنسية اذ بدا ان ثاني اكبر سلسلة متاجر تجزئة في العالم احبطت مستثمريها عندما اعلنت نمو عائدات الربع الاول بنسبة 3.2 بالمائة وذلك بسبب تباطؤ الطلب في فرنسا سوقها الرئيسية. وهبط سهم كارفور 3.3 بالمائة.

وفي طوكيو حقق مؤشر نيكاي القياسي الياباني مكاسب محدودة ليغلق امس على اعلى مستوى في 32 شهرا بعد ان ادت النتائج القوية لشركة ايتو يوكادو الى ارتفاع اسهم متاجر التجزئة واسهم اخرى تعتمد على الاقتصاد المحلي. وارتفع نيكاي 0.61 بالمائة ليغلق على 12092.59 نقطة مسجلا اعلى مستوى منذ الثامن من اغسطس (اب)2001. ومع بقائه فوق مستوى 12 الف نقطة لليوم الثالث يتوقع المتعاملون الان ان يحظى نيكاي بدعم جيد فوق هذا المستوى. وصعد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.42 بالمائة الى 1209.89 نقطة.