وفد من رجال الأعمال السعوديين ومسؤولين حكوميين يبحثون في أستراليا وجيبوتي إنهاء أزمة استيراد المواشي

TT

يتوجه اليوم وفد تجاري سعودي يضم 16 رجل أعمال يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية الى جمهورية استراليا في زيـارة خاصة تستهدف انتهاء أزمة استيراد المواشي الأسترالية بعد امتناع الموردين الأستراليين التصدير للسعودية في أغسطس (اب) العام الماضي بعد رفض الرياض دخول شحنة أغنام تصل الى 57 ألف رأس من الأغنام الأسترالية لإصابة أكثر من 6 في المائة منها، كما تهدف الزيارة الى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وفتح الأسواق المشتركة وزيادة حجم التبادل التجاري.

كما يغادر بداية شهر مايو (آيار) المقبل وفد حكومي سعودي تترأسه وزارة الزراعة السعودية وعضوية وزارة التجارة والصناعة، ووزارة الصحة لزيارة جيبوتي للنظر في إمكانية رفع الحظر عن المواشي الجيبوتية، وخاصة الأغنام والماعز بعد حظر استمر قرابة 3 سنوات لفرض السعودية حظراًَ على استيرادها لإصابتها بمرض الوادي المتصدع.

ويأتي توجه الفريق الحكومي السعودي لجيبوتي وفقاً لما أكدته مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط» بعد أن خاطبت وزارة الزراعة الجيبوتية الزراعة السعودية التي أكدت لها تحسن الوضع الصحي وإنهاء كافة الشروط الصحية والمحاجر الزراعية لتصدير المواشي للسعودية وخلوها من كافة الأمراض المعدية، خاصة أن تجارة المواشي بين السعودية تصل نحو 300 ألف رأس من الماشية سنوياً.

من جهة أخرى، ذكر الدكتور فهد صالح السلطان الأمين العام لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية «ان الاجتماعات التي سيخوضها الوفد التجاري السعودي ونظراؤهم رجال الأعمال الأستراليون تهدف إلى تطوير وتنمية العلاقات التجارية بين السعودية واستراليا وكذلك التفاهم مع الجانب الاسترالي حول امكانية إنشاء مجلس أعمال سعودي استرالي مشترك».

وقال الدكتور السلطان «إن الوفد الذي سيلتقي بممثلي العديد من الشركات الاسترالية يضم مجموعة من مستوردي اللحوم والمواشي الحية وذلك بغرض الوقوف على المشكلات التي تواجه تصدير اللحوم الاسترالية إلى السعودية والتوصل لأفضل الحلول بشأنها، وتصدر استراليا أكثر من ستة ملايين رأس من الأغنام ومليون رأس من الماشية للشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا بقيمة تزيد عن مليار دولار استرالي (660 مليون دولار) وتعتبر السعودية أكبر سوق للأغنام الاسترالية حيث تستورد في حالة استقرار تدفق الصادرات الاسترالية ما يقارب الثلث».

وأوضح السلطان «أن زيـارة الوفد السعودي تكتسب أهمية خاصة في ظل حرص البلدين على تنمية العلاقات والتبادلات التجارية بينهما في مواكبة التغيرات على الصعيد العالمي»، مشيراً إلى أن الزيارة تنسجم مع توجهات السعودية من خلال القطاع الخاص لتفعيل وزيادة الأنشطة الاقتصادية والتبادلات التجارية مع مختلف دول العالم ومن بينها استراليا.

وبين السلطان «أن الزيارة تهدف إلى عقد اجتماعات مكثفة بين رجال الأعمال من الجانبين لاستكشاف الفرص المتاحة وتذليل العقبات التي تعترض تدفق التبادلات التجارية، كما تهدف إلى تشجيع الصادرات السعودية إلى استراليا وكذلك الاستثمارات المشتركة والإطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة والملائمة لتطلعات المستثمرين من الجانبين».

يشار إلى أن القطاع الخاص السعودي دأب خلال الفترة الأخيرة على إنشاء مجالس أعمال مشتركة مع نظرائه في العالم. ومجلس الأعمال هو تجمع اقتصادي لرجال الأعمال هدفه تفعيل العلاقات الثنائية اقتصادياً وتجارياً واستثمارياً مع الدول الأجنبية من خلال إطار منهجي يحقق الأهداف المرسومة للعلاقة مع هذه الدول أو تلك. ويهدف مجلس الأعمال إلى تطوير التعاون التجاري والاقتصادي وتعزيز الشراكة الشاملة بين قطاعي الأعمال في السعودية والدول الأخرى، ومن بين أهداف المجلس عكس مؤشرات القوة والاستقرار الذي يحظى به والقدرات الكامنة للاقتصاد السعودي وكذلك البحث عن الفرص الاستثمارية وطرح المواضيع التي تهم رجال الأعمال. ومن خلال المجالس المشتركة يقوم القطاع الخاص السعودي لرجال الأعمال في الخارج بتوضيح الرؤى حول المناخ الاستثماري بالمملكة والفرص الاستثمارية المتاحة.

ومن أهم أهداف المجالس المشتركة زيـادة حصة الصادرات السعودية نحو الأسواق الخارجية وإنشاء المشروعات المشتركة ونقل التقنية إلى المملكة مع الاهتمام بمعالجة كافة العقبات التي تعترض التدفق التجاري والاستثماري. ويتولى مجلس الغرف السعودية بالتنسيق مع الغرف السعودية ترشيح رجال الأعمال ممن لديهم اهتمامات وانشطة تجارية مع البلد المعني لعضوية مجلس الأعمال المشترك، كما يقوم بدور الأمانة العامة لهذه المجالس للجانب السعودي.