أسعار النفط تتراجع عن أعلى مستوياتها بعد دعوة السعودية لزيادة الانتاج 1.5 مليون برميل يوميا

النعيمي يؤكد لقاء مع وزراء «أوبك» في امستردام لمناقشة التفاصيل واستمرار انتعاش الطلب في النصف الثاني من العام الحالي

TT

تراجعت أسعار النفط صباح أمس ، بعد ان سجلت في اواخر الاسبوع الماضي اقصى مستوى لها منذ نحو 14 سنة، نتيجة تصريحات صدرت عن وزير البترول السعودي المهندس علي النعيمي يدعو فيها لرفع انتاج اوبك الى 1.5 مليون برميل يوميا. وتراجع سعر برميل نفط برنت بحر الشمال تسليم يونيو (حزيران) في لندن بمقدار 1.16 دولار ليهبط الى 35.58 دولار ، فيما تراجع سعر النفط الخام في نيويورك 1.28 دولار ليصل الى 38.65 دولار، في المبادلات الإلكترونية التي تسبق افتتاح السوق الرسمي. وقال النعيمي امس «ان من الضروري رفع سقف انتاج اوبك بحوالي 1.5 مليون برميل يوميا كحد أدنى من أجل المحافظة على التوازن بين العرض والطلب على النفط الخام، كاشفا انه سيناقش وضع السوق بشكل مفصل خلال الاجتماع الوزاري المقبل لمنتدى الطاقة الدولي الذي سيعقد في امستردام في هولندا خلال الشهر الحالي، مبينا انه سيلتقي بوزراء أوبك، وسيتم التفاهم معهم حول زيادة سقف الانتاج في اجتماع المنظمة غير العادي في بيروت اوائل الشهر المقبل.

وقال النعيمي في حوار صحافي اجرته معه «وكالة الانباء السعودية» أمس «ان بلاده ترى ان من الضروري رفع سقف الانتاج, حيث أصبح من الواضح ان الطلب وخصوصا من آسيا في تزايد وسينتعش في النصف الثاني من هذا العام».

وفي اجابة لسؤال حوال أسباب ارتفاع اسعار البترول ارجع المسؤول السعودي ذلك لعدة اسباب، أهمها تخوف السوق غير المبرر من نقص الامدادات في بعض الدول والمناطق المنتجة للبترول، في وقت لا توجد فيه طاقة انتاجية فائضة الا في السعودية وربما في دولتين او ثلاث دول اخرى.

واضاف وزير البترول السعودي ان هناك اتجاها من المضاربين والمستثمرين الى الشراء والاحتفاظ بعقود طويلة المدى في المواد الاولية مثل البترول، وهذا الاتجاه نتيجة طبيعية للنمو القوي في الاقتصاد العالمي مع انخفاض نسبة الفوائد على العملات والسندات، كما ان توقع نقص بعض أنواع البنزين في الولايات المتحدة نتيجة لانظمة البيئة، فاقمت من الأزمة وساهمت في ارتفاع الأسعار.

وعن اهتمام السعودية بالارتفاع الحالي لأسعار البترول، قال النعيمي «ان السعودية مهتمة بهذه القضايا، وانها تراقب السوق عن كثب وعلى اتصال مستمر ومكثف مع عملائها ومع الدول المستوردة للبترول، وان سياسة السعودية مبنية على أسس واضحة وهي الاعتدال الذي هو امتداد لسياسة السعودية في مختلف القضايا، وثانيا استقرار السوق البترولية من نواحي التوازن، بين العرض، والطلب وعدم وجود شح في الامدادات، وتفادي تذبذب الأسعار الذي قد يضر بالدول المنتجة، والمستهلكة والصناعة البترولية.

مضيفا «ان السعودية لا تريد أن ترى الأسعار مرتفعة بشكل قد يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي ونموه أو يؤثر سلبا على الطلب على البترول».

وفي هذا الصدد علق الخبير الاقتصادي السعودي الدكتور احسان بو حليقة الخبير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بقوله «ان السعودية ودول أوبك الاخرى، ليست مسؤولة عن الارتفاع الحالي لأسعار البترول ولكنها لا تستطيع تجاهل هذه الطفرة السعرية، مشيرا الى ان السعودية تهدف من اعلانها هذا الحاجة لرفع سقف الانتاج الى تهدئة الاسعار لتعود الى مستويات تقترب من السعر المستهدف او حتى سعر الثلاثين دولار».

وقال بوحليقة ان الدول المنتجة تتخوف من الارتفاع المبالغ فيه لاسعار البترول الذي يؤدى الى تضخم في الدول المستهلكة مما يخلق تباطؤا في اقتصاداتها، ويقلل استهلاكها للنفط ويدفعها لاستخدام احتياطاتها الاستراتيجية منه مما يضعف الطلب على النفط في السوق العالمي وهو صاحب اثر سلبي على اسعاره بالنهاية.

وقال «ان الارتفاع الحالي لأسعار النفط يعود لانتعاش الطلب الحقيقي على النفط نتيجة لانتعاش الاقتصاد العالمي، وخصوصا في الصين، وأوربا وأميركا، وكذلك الزيادة في رغبة الدول المستهلكة في رفع مخزوناتها الاستراتيجية من النفط فأميركا لوحدها رفعت احتياطاتها بحوالي 35 مليون برميل».

من جانبه رحب وزير النفط النرويجي اينار شتينسنايس أمس بدعوة السعودية لزيادة انتاج النفط بهدف خفض أسعاره، لكنه قال انه ليس هناك ما يمكن للنرويج عمله لمساعدة منظمة أوبك. وقال الوزير لرويترز «يسعدني ان تضطلع اوبك بمسؤوليتها في السوق، تجاه استقرار اسعار النفط عند مستويات طبيعية بشكل اكبر فأسعار النفط لا تزال مرتفعة». وأضاف «اننا ننتج بالفعل بأقصى طاقتنا وليس لدينا طاقة اضافية لانتاج المزيد». وقال شتينسنايس «نحن نتابع سوق النفط عن كثب لاننا نشعر أن علينا مسؤولية كثالث أكبر مصدر للنفط في العالم. لكن ليس هناك ما يمكننا عمله لاننا ننتج بأقصى طاقة».

وعلق جون هسو المحلل في مصرف باركليز كابيتال قائلا ان «السعوديين تدخلوا وقالوا انهم يودون اعطاء قدر من الاعتدال والثبات لاسعار السوق». وافاد ان «السعوديين سبق أن أعلنوا عزمهم على زيادة الانتاج، وكان ذلك في مقدورهم».

من جانبه، قال شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري أمس «ان التوترات في الشرق الاوسط ستبقي على ارتفاع أسعار النفط حتى اذا اتفقت دول أوبك على زيادة المعروض في اجتماعها التالي». وقال خليل «لا يهم ما اذا كنا سنزيد الانتاج أم لا. فلن يكون لذلك أثر على الاسعار». وقال خليل ان التوترات في الشرق الاوسط وخاصة العراق ستبقي على ارتفاع أسعار النفط حتى نهاية العام.

وكان النفط الأميركي الخفيف ارتفع يوم الجمعة الماضي الى 40 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ 13 عاما.