عمان تسعى لاجتذاب السياح وسط تزايد الإقبال على اكتشاف قلاعها التاريخية

أكثر من مليون سائح أجنبي يزورون السلطنة سنويا وتوقعات بتجاوز العائدات 5% عام 2020

TT

مسقط ـ رويترز: عند قاع شبه الجزيرة العربية ترقد سلطنة عمان في سلام حيث تبدو تحت امطارها الموسمية مثل واحة في منطقة الخليج المضطربة في الشرق الاوسط.

لقد استيقظت عمان فجأة وأدركت ان لديها مزارات قيمة وجذابة. ويرى عدد متزايد من السائحين انها مقصد سياحي نادر يتيح بيئة نظيفة من الصحارى والجبال والبحر وتاريخ عريق.

قال صالح الزكواني الذي اسس مطبوعة «ابيكس» التي تعد اول دورية سياحية تروج لثروة عمان السياحية في الثمانينات «لم تكن هناك سياحة على الاطلاق. لم تكن السياحة في الصورة. استيقظنا لندرك اننا نعيش في فردوس».

وتابع: «إنه فردوس من نوع مختلف. ليس لدى اي دولة اخرى في المنطقة مثيل لذلك». وبالفعل لا يمكن لأحد من جيران عمان ان ينافسها في مناظرها الطبيعية الجميلة ولا حصونها الشامخة او شواطئها الرملية او صحرائها البديعة وجبالها الوعرة. وتشهد 500 من الحصون والقلاع وابراج المراقبة والمتاحف والمساجد تاريخا مجيدا يعود الى خمسة الاف عام. وقد شيد البرتغاليون قلعتي جلالي وميراني لحماية المدخل الى العاصمة مسقط. وقالت السائحة الفرنسية شانتال كلستر«انه مكان ساحر. الشواطئ الخلابة الخضراء والجبال ذات اللونين البنفسجي والاسود مذهلة. يبدو الامر كما لو انك وصلت الى واحة».

وفي العاصمة مسقط يمكن للسياح ان يجدوا كل ما يريدونه، اذ يمكن اخذ قارب ومراقبة الدلافين والحيتان او التوجه الى الكهوف او قيادة السيارات عبر الصحراء او الغوص في اعماق التاريخ بزيارة المتاحف والقلاع والاسواق القديمة. وفوق كل ذلك فانه في الوقت الذي تعصف فيه التوترات بالعالمين الاسلامي والعربي فان عمان تبدو حقا واحة للتسامح والسلام والهدوء. ويقول السياح ان ما يجعل عمان مكانا خاصا للغاية هو شعبها المتسامح المضياف. والعمانيون ودودون للغاية، ومع فخرهم بثقافتهم وتقاليدهم الدينية فانهم لا يفرضون ذلك على الزائرين. ولا يفوت السائحون ملاحظة التسامح والاعتدال، إذ قالت الالمانية كريستينا كلاوس «هذا المكان متعدد الثقافات وهو ودي للغاية.. عمان آمنة وجميلة وتنعم بالسلام».

وذكرت الالمانية اورسولا باولوس التي تقصد البلاد بانتظام منذ 20 عاما «اننا نسترخي على الشاطئ. نحب الشمس والشاطئ. انه هادئ للغاية ليس هناك دراجات مائية سريعة ولا ضجيج ولا زحام». وقال سالم المعمري وكيل وزارة السياحة ان اكثر من مليون سائح يزورون عمان سنويا. والبريطانيون لهم الحصة الاكبر وبعدهم يأتي الالمان ثم الفرنسيون والايطاليون.

وتابع المعمري ان عائدات السياحة تمثل واحدا في المائة من اجمالي الناتج المحلي الا انه يتوقع ان تزيد عام 2020 لتصبح ما بين ثلاثة وخمسة في المائة من اجمالي الناتج المحلي. الا انه قال ان عمان الحريصة على الحفاظ على تراثها قلقة من التوسع في استقبال اعداد اكبر من السياح. وافاد «لا نريد ان تفقد عمان جوهرها وروحها. اننا حساسون للغاية بشأن هذه القضية. نتطلع للسياحة المحددة. نريد السياح الذين يحترمون عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا. اننا متفائلون للغاية ولسنا في عجلة من الأمر».