الدولار يرتفع لأعلى مستوى أمام الين واليورو في شهور مدعوما بتوقعات أسعار الفائدة الأميركية

TT

تلقى الدولار دعما من اكثر من جهة امس ليرتفع لأعلى مستوى منذ ثمانية شهور امام الين ولخمسة شهور ونصف امام اليورو، حيث ساعدت التوقعات بارتفاع اسعار الفائدة الاميركية المحتمل، اضافة الى بيانات الوظائف الاميركية التي جاءت قوية بخلاف التوقعات.

وارتفع الدولار أمس الى أعلى مستوى امام الين منذ ما قبل اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في سبتمبر (ايلول) الماضي عندما دعا وزراء المالية الى مرونة أكبر في أسواق العملة، مما أدى الى هبوط الدولار. وقد هبطت العملة الاميركية حوالي ينين يوم الجمعة 19 سبتمبر (ايلول) من العام الماضي قبل يوم من صدور بيان مجموعة السبع لتصل الى 113.53 ين. وعند استئناف التعامل يوم الاثنين 22 سبتمبر كان رد فعل الدولار لدعوة المرونة في الاسواق حادا حتى انه فتح منخفضا أكثر من ين مسجلا 112.38 ين. والآن أدى هبوط أسواق الاسهم اليابانية نحو خمسة في المائة والتوقعات برفع أسعار الفائدة الاميركية واحتمالات تباطؤ الاقتصاد الصيني الى ارتفاع الدولار أكثر من واحد في المائة امام الين أمس. وانخفض الذهب بشدة أمس في اوروبا ووصل الى مستويات لم يشهدها منذ اكتوبر (تشرين الاول) 2003 مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أقل جاذبية للمستثمرين غير الاميركيين. وبحلول الساعة 09:26 بتوقيت جرينتش بلغ الذهب في المعاملات الفورية 373.25 ـ 374 دولارا للاوقية (الاونصة) بعد ان هبط الى 372.75 دولار مسجلا أدنى سعر منذ 22 اكتوبر. وأغلق الذهب في السوق الاميركية يوم الجمعة على 378.75 ـ379.45 دولار. واقترب الدولار من أعلى مستويات في خمسة شهور ونصف الشهر امام اليورو بعد ان عززت بيانات قوية عن الوظائف الاميركية يوم الجمعة التوقعات برفع أسعار الفائدة الاميركية قريبا. وارتفع سعر صرف الدولار الاميركي الى أعلى مستوياته منذ ثمانية أشهر مقابل الين الياباني واقترب من أعلى مستوى منذ خمسة أشهر ونصف الشهر مقابل اليورو الاوروبي امس لتجدد التوقعات برفع الفائدة الاميركية بعد تقرير أظهر تحسنا مفاجئا في سوق العمل بالولايات المتحدة. وأدى التقرير الذي أظهر اضافة 288 ألف وظيفة جديدة للاقتصاد الاميركي في ابريل (نيسان) الماضي مقابل توقعات بأن يبلغ العدد 173 ألفا فقط الى زيادة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) قد ينظر في رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع ربما في يونيو (حزيران). وتأثر الين الياباني أيضا بانخفاض حاد في أسعار الاسهم، اذ هوى مؤشر نيكاي الرئيسي 4.84 في المائة مع اقبال المستثمرين على البيع توقعا لارتفاع الفائدة الاميركية ووسط مخاوف من احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وانذار أمني في السفارة الاميركية بطوكيو. وأدت بيانات الوظائف الاميركية التي أعلنت يوم الجمعة الى انخفاض اليورو قرابة سنتين وهبوط العملة اليابانية أكثر من ينين مقابل الدولار. وانخفض الجنيه الاسترليني أكثر من نصف نقطة مئوية مقابل الدولار امس مع استمرار ارتفاع العملة الاميركية في أعقاب اعلان تقرير الوظائف الجديدة يوم الجمعة الذي أظهر تحسنا مفاجئا في سوق العمل الاميركي الشهر الماضي. لكن وسط التوترات القائمة بشأن قيم الاسهم وارتفاع أسعار النفط احتفظت العملة البريطانية بمكاسبها الاخيرة مقابل اليورو الاوروبي وتفوقت في الاداء على العملات الاسيوية والدولار الاسترالي. وقال محللون ان اقتصاد بريطانيا المزدهر ووضعها كمصدر صاف للنفط سيفيد الاسترليني على الارجح لان المخاوف بشأن التوتر في الشرق الاوسط أبقت على أسعار النفط العالمية قرب أعلى مستوى منذ 13 عاما. وفي أوائل المعاملات الاوروبية انخفض الجنيه الاسترليني 0.6 في المائة الى 1.7760 دولار واستقر دون تغيير يذكر أمام العملة الاوروبية الموحدة على 66.53 بنس لليورو. وأدى انخفاض حاد في أسواق الاسهم اليابانية الى ارتفاع العملة البريطانية لأعلى مستوى منذ شهرين متجاوزة 201.60 ين. وفي اسواق البورصة فتحت الاسهم الاوروبية على انخفاض حاد أمس متأثرة بمخاوف مزدوجة من ان يؤدي رفع اسعار الفائدة الاميركية في يونيو ووصول اسعار النفط الخام الى أعلى مستوياتها في حوالي 14 عاما الى ارتفاع التضخم وتقلص الانتعاش الاقتصادي. وهبطت وول ستريت يوم الجمعة وسط اجواء القلق بشأن اسعار الفائدة والنفط بعد اغلاق اسواق اوروبا وسادت توقعات بمزيد من الخسائر عند استئناف عمل بورصات نيويورك. كما هبطت اسواق الاسهم في اسيا خلال الليل. وبعد بيانات الوظائف الاميركية التي أعلنت يوم الجمعة وجاءت أقوى من المتوقع تراهن الاسواق المالية الآن على ان مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل. وأظهرت بيانات الجمعة نمو الوظائف الاميركية 288 الف وظيفة في ابريل مقارنة مع التوقعات بنمو في حدود 173 الف وظيفة، مما عزز مخاوف السوق من رفع اسعار الفائدة في وقت اقرب من المتوقع. وفي طوكيو هبطت الاسهم اليابانية بشدة أمس، وسجل مؤشر توبكس أكبر خسائر بالنسبة المئوية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة بعد ان عززت توقعات رفع اسعار الفائدة الامريكية المخاوف من تعرض وول ستريت لخسائر أخرى. كما زادت عمليات البيع بعد ان ارسلت السفارة الاميركية في اليابان أمس تحذيرا عبر البريد الالكتروني الى المواطنين الاميركيين من احتمال تعرضها لهجوم هذا الاسبوع وان كانت قد أضافت انه ليس بوسعها تحديد مدى مصداقية التهديد. وهوى مؤشر توبكس الواسع النطاق 5.68 في المائة ليغلق على 1085.54 نقطة، وهذه أكبر خسارة بالنسبة المئوية للمؤشر منذ هبوطه 6.36 في المائة في 12 سبتمبر 2001، وهو اليوم الذي تهاوت فيه اسواق الاسهم العالمية عقب هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. وهبط مؤشر نيكاي القياسي بنسبة 4.84 في المائة او 554.12 نقطة ليغلق على 10884.70 نقطة منخفضا عن مستوى 11 الف نقطة للمرة الاولى منذ 26 فبراير (شباط) وفتحت الاسهم الاميركية على انخفاض امس مع ازدياد المخاوف من قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي برفع اسعار الفائدة ربما بحلول الشهر المقبل. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 39.60 نقطة أي بنسبة 0.39 في المائة الى 10077.74 نقطة، في حين تراجع مؤشر ستاندارد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 3.27 نقطة بنسبة 0.30 في المائة الى 1095.43 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 15.10 نقطة بنسبة 0.79 في المائة الى 1902.86 نقطة.