«أوبك» ترجئ قرار زيادة الإنتاج إلى اجتماع بيروت في يونيو المقبل

وكالة الطاقة الدولية تحمل الدول المستهلكة جزءا من مسؤولية ارتفاع أسعار النفط

TT

أعربت أوبك أمس عن قلقها البالغ بخصوص ارتفاع اسعار النفط العالمية، وقالت انها لا تريد تعريض النمو الاقتصادي العالمي للخطر. الا ان رئيس منظمة البلدان المصدرة للبترول «اوبك» بورنومو يوسيجيانتورو قال «ان القرار الخاص بزيادة الانتاج سينتظر الاجتماع الكامل لاوبك في بيروت في الثالث من يونيو (حزيران)». وكان بورنومو يتحدث عقب اجتماع غير رسمي لوزراء اوبك في امستردام على هامش منتدى الطاقة. ولم يتوصل الاجتماع الى اي توصية بخصوص اقتراح السعودية زيادة حصص الانتاج مليوني برميل على الاقل يوميا، للنزول بالاسعار من دون مستوياتها الحالية التي بلغت 40 دولارا للبرميل بالنسبة للخام الأميركي الخفيف.

وكان وزير البترول السعودي على النعيمي صرح أول من أمس ان السعودية قررت بالفعل رفع انتاجها الى تسعة ملايين برميل يوميا الشهر المقبل ارتفاعا من 8.3 مليون برميل في اليوم في ابريل (نيسان).

من جانبه قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود ماندل أمس ان الدول المستهلكة للنفط ينبغي ان تتحمل المسؤولية مع اوبك عن الارتفاع المحموم لاسعار النفط الذي يهدد بعرقلة النمو الاقتصادي العالمي.

وأضاف ان ضعف كفاءة استخدام الطاقة ونقص طاقة التكرير، ساهما في رفع اسعار الوقود اضافة الى القيود التي فرضتها اوبك على الامدادات. وقال ماندل متحدثا لـ«رويترز» في مقابلة قبيل مؤتمر بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط «لا اقول انهم في اوبك مسؤولون عن الامر بمجمله فنحن الدول المستهلكة مسؤولون عن جانب منه». واضاف «من الصحيح ان طاقة التكرير لا تستطيع المواكبة. من الصحيح ان ثمة اختناقات في عملية التكرير ومن الصحيح ان الزيادة في الطلب جاءت اكبر من المتوقع». واضاف «المفهوم انه سيظل هناك اختناق لفترة طويلة». وتابع «ربما يتعين على الدول المستهلكة ان تبدي مزيدا من الاهتمام بسبل زيادة كفاءة استخدام الطاقة».

وكان المدير التنفيذي للوكالة قد أشاد في تصريح له أول من أمس بخطوة السعودية بزيادة الانتاج، وقال «انني على ثقة من انها خطوة في الاتجاه الصحيح».

واضاف «انني اولا اشعر بالسعادة لان السعودية اقرت بان لقضايا التموين دورا في الوضع الحالي وبان الاسعار المرتفعة يمكن ان تضر بالاقتصاد». من جهتها قالت ايران وهي ثاني اكبر منتج في اوبك بعد السعودية انها لن تعارض الاقتراح لكنها حذرت من ان ما يرفع اسعار النفط هو عوامل خارج سيطرة اوبك.

وقال وزير النفط الايراني بيغان زنكانة «لا اعترض عليه. من المفيد ارسال رسالة للمستهلكين... لكن ليس كل شيء بايدينا».

وقررت السعودية، زعيمة الدول الاعضاء في الاوبك أمس في امستردام ان تلقي بكل ثقلها في الميزان وذلك عبر تقديمها الوعد بزيادة انتاجها بنسبة كبيرة لتهدئة مخاوف الدول المستهلكة ازاء ارتفاع اسعار النفط. وحول التحفظات التي صدرت عن بعض الاعضاء حول فعالية مثل هذا الاجراء في الاسواق، ابدى النعيمي تصميمه الكلي، وقال امام الصحافيين «لا تشككوا أبدا بكلام السعودية».

ويواجه وزراء اوبك ضغوطا قوية من الدول الصناعية. ويبدي الاوروبيون والاميركيون قلقهم من تاثيرات اسعار النفط على الانتعاش الاقتصادي العالمي وسيجددون هذا القلق اليوم وغدا في اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع وروسيا في نيويورك.

وعلق وزير الخزانة الاميركي جون سنو على قرار السعودية زيادة انتاجها النفطي لدفع منظمة اوبك الى القيام بالشيء نفسه من اجل تخفيض سعر النفط قائلا انه «خبر سار».

ودعا بعض وزراء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الذين يعقدون اجتماعا هذا الاسبوع في نيويورك الى تحرك سريع من جانب اوبك.

وفي نيويورك، قال مصدر في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ان المجموعة لا تملك ادوات تمكنها من التصدي لارتفاع اسعار النفط، ومن ثم فمن غير المتوقع ان يتضمن البيان الختامي لاجتماع وزراء مالية المجموعة في مطلع الاسبوع اية مبادرة بهذا الصدد.

وقال المصدر ان من بين جوانب المشكلة عدم استعداد الولايات المتحدة لمناقشة امكان الضخ من احتياطياتها الاستراتيجية للحد من صعود الاسعار. واضاف المصدر في افادة للصحافيين قبيل الاجتماع «فيما يخص الاحتياطيات نعرف من خبرة الماضي ان الأميركيين غير مستعدين لذلك. ولم يتم فتح هذا الموضوع ولا اعتقد انه سيفتح». وقال المصدر «في ما يتعلق بالنفط لا اتوقع اي شيء في البيان... الظروف التي تجعلنا نعتقد ان بامكان مجموعة الدول السبع القيام بمبادرة غير قائمة... الموقف الحالي ليس من المواقف التي يمكن للمجموعة ان تمارس فيها تاثيرا».