التوقيع في القاهرة على اتفاقية نقل الغاز المصري إلى سوريا والأردن ولبنان

TT

احتفل في القاهرة أمس بتدشين الاتفاقية التنفيذية لنقل وتسويق وتوزيع الغاز الطبيعي المصري بين مصر وسورية والأردن ولبنان، حيث تم توقيع الاتفاقية أمس بمقر مجلس الوزراء المصري بحضور الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري والدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس وزراء سورية والمهندس علي أبو الراغب رئيس وزراء الأردن وسامي قرنفل السفير اللبناني بالقاهرة ممثلاً عن رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان.

ووقع الاتفاقية عن مصر المهندس سامح فهمي وزير البترول وعن سورية المهندس محمد ماهر جمال وزير البترول وعن الأردن المهندس وائل صبري وعن لبنان السفير سامي قرنفل.

وفي حفل التوقيع أكد الدكتور عبيد أن هذا العمل سيسجل في التاريخ العربي المعاصر باعتباره مشروعاً عملياً لدعم التعاون الاقتصادي بين الدول العربية مشيراً إلى أن مشروع اعداد هذه الاتفاقية انتهى خلال ثلاثة أشهر فقط وهو زمن قياسي وأنه قد تم التشاور خلال الفترة الماضية مع الدول الشقيقة حول التعرف على المشروعات المشتركة ذات الجدوى في نقل واستخدام الموارد الطبيعية.

وأكد رئيس الوزراء المصري أن مصر ستضع جميع امكانياتها لتنفيذ هذا الاتفاق، معلناً عن وجود التمويل الخاص بالمشروع معرباً عن أمله في أن يتم تنفيذه في مدة لا تتجاوز 18 شهراً.

ووصف رئيس وزراء سورية محمد مصطفى ميرو المشروع بأنه من أهم المشروعات الاقتصادية المعاصرة التي تعزز العلاقات بين الدول الأربع وغيرها من الدول العربية مما يزيد القدرة على التعاون الكامل مشيراً إلى أن المشروع يقدم الكثير من الدلالات من بينها دلالات سياسية حيث أنه يعبر عن اتفاق زعماء الدول الأربع على ارادة واحدة تجسد مصلحة الأمة العربية.

وأضاف أن المشروع له دلالات أخرى اقتصادية وهي التأكيد على امكانية الاستثمار الأمثل في الموارد الطبيعية والبشرية في عالمنا العربي والاسهام في عملية التنمية الشاملة وتحقيق مشاركة اقتصادية عملية تفتح الباب أمام المزيد من المشاركات الأخرى بين الدول العربية.

وقال المهندس علي أبو الراغب رئيس الوزراء الأردني ان الجدوى الاقتصادية للمشروع تبشر بالخير بالاضافة إلى فوائده الاقتصادية والخدمية مشيراً إلى أنه يفتح الباب أمام استخدام الطاقة النظيفة في تطوير الطاقات الصناعية ويمثل نقلة مهمة لمواجهة تحديات المستقبل والتكتلات الاقتصادية العالمية.

ومن جانبه قال المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري انه تم تأسيس شركة الشرق للغاز الطبيعي وسيتم خلال الشهر القادم الاعلان عن تشكيل شركة أخرى.

يذكر أن تكلفة انشاء الخط نقل الغاز الطبيعي المصري إلى دمشق وبيروت وعمان تبلغ مليار دولار تتولى الشركات المصرية تنفيذه بالكامل وتم الاتفاق على تأسيس شركتين ضمن الاتفاقية هي الشرق للغاز برأسمال 800 مليون دولار والتي ستعمل على مد وتشغيل خط الانابيب البحري من العريش الى الساحل اللبناني بطول 400 كيلومتر خارج المياه الاقليمية الاسرائيلية فضلا عن تسويق الغاز المصري. أما الشركة الثانية العربية للغاز فيبلغ رأسمالها 200 مليون دولار وستقوم بمد وتشغيل خط الانابيب البري وتسويق الغاز المصري والسوري.

وقال د. عبيد عقب التوقيع في تصريحات صحافية ان الاتفاقية تأتي متوافقة مع التطلعات لاقامة تكتل اقتصادي عربي ووصف المشروع بأنه خطوة على طريق التكامل والبناء والتعمير والسلام.

وفي رده على سؤال حول مسار خط نقل الغاز الطبيعي قال ان هناك مسارين مقترحين الأول خط بحري يتجه شمالاً إلى مدينة طرابلس اللبنانية ثم إلى الأراضي السورية والخط الآخر بري يتجه من العريش إلى العقبة إلى الأراضي السورية ثم اللبنانية والدراسات تشير إلى أن المسار البري أقل تكلفة.