الصين تستورد 25 طنا من قنديل البحر المصري والصيادون يتحولون من السمك إلى القناديل

TT

بلغ ما استوردته الصين من قناديل البحر المصرية 25 طنا عام 2003، ومن المتوقع ان تتضاعف الكمية هذا العام، في ضوء تحول عشرات من صيادي السمك المصريين بمدينة العريش، الشمال الشرقي بسيناء، لصيد قنديل البحر الذي تحول من مصدر تهديد دائم لحركة السياحة الى مصدر رزق لهؤلاء الصيادين الذين زادت أعمالهم في هذا المجال الجديد مع وجود شركة صينية بالمحافظة تقوم بشراء القنديل الواحد بنحو جنيه مصري الأمر الذي دفع مدير بحيرة البردويل الى القول: «ظلت السلطات المحلية بشمال سيناء سنوات طويلة تبحث عن طريقة فعالة للقضاء على هذا المخلوق الذي ليس له رأس أو قلب ويصيب المصطافين بلسعات قوية، لكنها لم تحقق النجاح المأمول، والآن انقلب الوضع.

وأضاف المهندس نافل حسين نافل مدير البحيرة أن معظم مراكب الصيد العاملة في العريش اتجهت نحو صيد قنديل البحر بدلا من الأسماك لارتفاع العائد الاقتصادي من بيعه للشركة الصينية.

وتقوم احدى الشركات الصينية بجمع كميات كبيرة من قنديل البحر تمهيدا لتصديره حيث تتم عملية الجمع بواسطة الصيادين وذلك بمركز تجميع بمنطقة سلمانة ببئر العبد حيث يتم تقطيعه وتجهيزه واعداده للتصدير من خلال رش بعض المواد التي تساعد على الحفاظ عليه خاصة الأجزاء التي ستستخدم في الغذاء فيما سيتم تجفيف الأجزاء الأخرى التي ستستخدم في الصناعات الكيماوية والأدوية.

وتابع أن الشركة قامت العام الماضي بجمع نحو 25 طنا من القناديل الزرقاء التي تقوم الشركة بشرائها، مشيرا الى أن العام الحالي سيشهد مضاعفة الكمية وقد زاد من الجدوى الاقتصادية لعمليات صيد قنديل البحر اعلان السلطات المحلية بمحافظة شمال سيناء عن شراء القناديل ذات اللون الأبيض نظير عشرة قروش للقنديل لتطهير شواطئ سيناء نهائيا من قنديل البحر الذي يهدد حركة السياحة والاصطياف على شواطئ سيناء على البحر المتوسط.

وقنديل البحر مخلوق لا فقري مكون من الماء وهو ليس له قلب أو رأس أو عظام ويمثل الماء نسبة من 95 الى 97 في المائة من وزنه ويعيش في كل محيطات العالم، وهناك أنواع سامة منه مثل صندوق استراليا الذي له سم فعال قاتل يوازي سم الكوبرا الا ان هذه النوع غير موجود بالسواحل المصرية.

ويستخدم الجانب الصيني قنديل البحر في الصناعات الكيماوية المتعددة، ويقول أبو عادل أحد صيادي شمال سيناء: قنديل البحر كان منتشرا بشكل كثيف على شواطئ سيناء وعمليات صيدها كانت سهلة لأن القنديل لا يستطيع الاختفاء ويوجد طافيا فوق سطح الماء بجانب ان الشركة الصينية وضعت مبالغ مغرية لشراء القنديل الواحد.

ويبدأ موسم هجرة القنديل الى سواحل سيناء في شهر يونيو (حزيران) من كل عام حيث ينتشر بكثافة عالية على طول سواحل البحر المتوسط وتصل كثافته من قنديل الى قنديلين في كل متر مكعب من الماء وهو يجرف بكثرة مع موج البحر وتأتي هجرته من المحيطات المرتبطة بالبحر المتوسط في اتجاه الغرب للشرق.

ويقول سالم عيد صياد آخر: موسم الصيد في البحيرة طويل وممتد أما موسم صيد القنديل فهو محدود لذلك اتجهنا نحو صيد القناديل وبعد انتهاء الموسم سنعود لصيد الأسماك.

وتعتبر أشهر أنواع القناديل المهاجرة الى سواحل سيناء هي الأبيض والأزرق أما النوع المنقط فهو من الأنواع السامة وهو غير موجود بالشواطئ المصرية.

وكانت محافظة شمال سيناء قد قامت منذ عشر سنوات بتنفيذ حملات يشارك فيها الشباب لصيد القناديل بتمويل من الهيئة العامة لتنشيط السياحة الا انه لم يكن يستفاد من القناديل التي كان يتم صيدها لأنه كان يتم اعدامها.

ويقول عبد الله الحجاوي مدير ادارة البيئة بشمال سيناء ان انتشار قنديل البحر يرجع الي اختفاء الاعداء الطبيعيين له في البحر خاصة الترسة ـ السلحفاة البحرية ـ وسمك الوقار الذين يتغذى عليه وأن عمليات صيده والاستفادة منه في الصناعات الكيماوية تتم في العديد من الدول التي ينتشر بشواطئها وان اسرائيل تستخدم قنديل البحر في تصنيع واستخراج مواد التنظيف.

وتابع ان عمليات التصدير ستؤدي الى التوسع في عمليات صيده من جانب المستثمرين والأفراد نظرا للجدوى الاقتصادية التي يحققها، الغريب ان أيا من الجهات البحثية المصرية لم يلفت نظره تنامي اهتمام دول مثل الصين واسرائيل بقنديل البحر.