الدول الفقيرة تبدأ محادثات في البرازيل للحد من العوائق التجارية بين 44 دولة نامية

TT

ساو باولو ـ رويترز: بدأت الدول الفقيرة محادثات جديدة من أجل الحد من العوائق التجارية في خطوة تهدف الى مكافحة الفقر ودخول أسواق الدول الغنية.

وبدأ وزراء من الارجنتين والبرازيل مفاوضات بشأن توسعة النظام العالمي للتفضيلات التجارية وهو اتفاق على خفض التعريفات الجمركية وتحرير التجارة بين 44 دولة نامية ليضم 40 دولة اخرى على الاقل.

وتعتبر العديد من الدول النامية التجارة مع الدول المجاورة الفقيرة ثاني أفضل اختيار بعد التجارة مع الدول الغنية. لكن معظم الدول لا ترى بديلا لما يطلق عليه التجارة الجنوبية ـ الجنوبية في حين تمنع التعريفات الجمركية وسياسات الدعم صادراتها الزراعية من الوصول الى أسواق اوروبا والولايات المتحدة.

وتريد دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا حرية دخول أكبر لاقتصادات الدول الفقيرة قبل أن تفتح قطاعها الزراعي المزدهر أمام صادرات الدول النامية.

وأبلغ روبرتو لافانا وزير الاقتصاد الارجنتيني المندوبين في اجتماع مؤتمر التجارة والتنمية التابع للامم المتحدة (اونكتاد) المنعقد في البرازيل أن الجولة الجديدة من المفاوضات قد تخرج الملايين من الفقر وتدفع قدما نحو التوصل الى لاتفاق تجاري عالمي.

وأضاف لافانا «التقدم على مسار النظام العالمي للتفضيلات التجارية يمكن أن يسير بالتوازي مع المحادثات المتعددة الاطراف». وتابع «هذا النظام يسهم في احراز تقدم فيما يتعلق بتحرير التجارة العالمية».

وقد تفقد محادثات التجارة العالمية الرامية الى فتح أسواق أوروبا والولايات المتحدة قوة دفعها أو تنهار بالكامل اذا لم يتم التوصل الى اتفاقات أساسية في يوليو (تموز) المقبل.

وأبدى مسؤولون أميركيون قلقهم من أن المفاوضات التي بدأت في الفترة الاخيرة قد تشكل تهديدا لجولة محادثات التجارة الحرة المتعثرة التي بدأتها منظمة التجارة العالمية في الدوحة. وعلى عكس أعضاء منظمة التجارة الحرة لا يتعين على الدول الاعضاء في النظام العالمي للتفضيلات التجارية الدخول في تنازلات تجارية متبادلة مع الدول الصناعية.

وقال مسؤول أميركي يعمل في مجال التنمية طلب عدم نشر اسمه «ليس جيدا ان يصبح احدهما بديلا للاخر». لكن روبنز ريكوبيرو أمين عام مؤتمر الاونكتاد الذي يراقب النظام العالمي للتفضيلات التجارية قال ان ذلك ليس «بديلا للتجارة بين الجنوب والشمال بل مكملا وداعما لها». وتقول الدول الفقيرة انها لا يمكنها القضاء على الجوع الذي يقتل 25 الفا يوميا بمجرد بيع الفاكهة والمواد الخام للدول الغنية. وخلال اجتماعات الاونكتاد التي امتدت أسبوعا حثت الامم المتحدة الدول النامية على التركيز على السلع ذات القيمة المضافة وعلى التجارة الاقليمية. وحث ريكوبيرو الدول الفقيرة على تعديل بنيتها الاساسية ونظمها القانونية حتى تتمكن من جذب التجارة والاستثمارات، لكن هذا ليس بديلا للتجارة مع الدول الغنية.

وقال الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني «نحتاج للسوق الدولية لانها كبيرة». ويوم الاحد الماضي اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول العشرين النامية على المضي قدما فيما يتعلق بالقضايا الزراعية فيما يعد انفراجة جديدة بعد تعثر محادثات منظمة التجارة العالمية لمدة تسعة أشهر بسبب معارضة الدول الغنية لمطالب الدول النامية بأن تتاح لها حرية دخول اسواق السلع الزراعية العالمية.

وأبلغ مايك اوبراين وزير التجارة البريطاني الصحافيين اول من امس «انتهى الجمود...هناك الكثير من النوايا الطيبة».