صندوق النقد الدولي يبدأ في موسكو مهمة أساسية لتخفيف الدين الروسي

TT

موسكو ـ أ.ف.ب: بدأ وفد من صندوق النقد الدولي يوم أمس مهمة في موسكو ستكون نتيجتها حاسمة لتخفيف عبء الدين الموروث عن الاتحاد السوفياتي السابق والذي يلقي بثقله على مالية الدولة الروسية.

ومن المفترض ان يبدأ خبراء صندوق النقد الدولي التفاوض على اتفاق تعاون جديد، كما قال لوكالة فرانس برس مكتب صندوق النقد الدولي في العاصمة الروسية.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اوضح كريستوفر غرانفيل من مجموعة «يونايتد فايننشال غروب» المالية «هذه مهمة اساسية لصندوق النقد الدولي لأن دائني نادي باريس لم يوافقوا على تخفيف الدين، حتى على المدى القريب، من دون اتفاق مسبق على برنامج مع صندوق النقد الدولي».

ولم تلحظ روسيا، التي تعول على اعادة جدولة دينها العام لنادي باريس، في موازنتها للعام 2001، مبلغ 3.3 مليار دولار يفترض تسديدها هذه السنة.

وادى التأخر في تسديد الدفعات الاولى الى اثارة غضب الدائنين، وفي طليعتهم المانيا. وهددت برلين موسكو بعدم ضمها عضواً كاملا في مجموعة الدول الثماني، فيما بذل الروس جهودا استمرت سنوات لقبولهم الى طاولة الدول الاكثر تصنيعا.

وامام غضب الغربيين، تراجعت موسكو عن موقفها، وطلب الرئيس فلاديمير بوتين من الحكومة ايجاد حل في اقرب وقت ممكن.

واشار غرانفيل الى ان «الروس يستطيعون ان يدفعوا هذه السنة من خلال الاستعانة باحتياطات البنك المركزي» التي تقدر بـ 28 مليون دولار. لكنه اضاف «انهم لا يستطيعون الاستمرار في العام 2002 وخصوصا في العام 2003 عندما ستتضاعف خدمة الدين الى 6 مليارات دولار تقريبا».

ويشكل تسديد مجمل الدين الروسي (لصندوق النقد الدولي واعتمادات مختلفة ...) البند الاول في ميزانية العام الحالي، ويلقي بثقله الى حد كبير على هوامش المناورة لدى الحكومة. ويبلغ اجمالي الدين لنادي باريس وحده 3،48 مليار دولار، منها 38 مليارا موروثة من الاتحاد السوفياتي السابق.

وفي اعقاب فشل المهمة السابقة لصندوق النقد الدولي في موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني)، اختلفت آراء الخبراء حول فرص التوصل الى اتفاق. وجاء في تحليل اعدته مجموعة «رنيسانس كابيتال» المالية «يتعين على روسيا القيام بكثير من الخطوات اذا ما ارادت الحصول على موافقة وفد صندوق النقد الدولي».

واضافت المجموعة «الا اذا حصلت معجزة، لا تتوقع روسيا ايجاد آذان صاغية لدى صندوق النقد الدولي»، مشيرة الى «تحفظ الحكومة الروسية الذي يبلغ حد التعنت عن اعادة تنظيم القطاع المصرفي». ولم تلب الحكومة الروسية هذا الطلب الذي اوصى به صندوق النقد الدولي منذ الازمة المالية صيف العام 1998.

واشارت المجموعة من جهة اخرى الى ان وصول جورج بوش الى البيت الابيض الذي ربط تقديم المساعدة الى روسيا بمكافحة الفساد، «جعل صندوق النقد الدولي بمنأى عن الضغوط لحمله على ابرام اتفاق».

وقال ميكاييل ديلاغوين من معهد مشاكل العولمة «لقد اسأنا الى جميع دائنينا بتصريحاتنا الاولى التي اعلنا فيها اننا لن ندفع. واقصى ما يمكن ان ننتظره من صندوق النقد الدولي هو تصريحات مطمئنة».

لكن غرانفيل يبدو اكثر تفاؤلا. واكد ان «الروس سيتوصلون في نهاية المطاف الى اتفاق على برنامج». وخلص الى القول ان «صندوق النقد الدولي سيكون اكثر مرونة من المرة السابقة حول الارتفاع المرتقب لاسعار النفط الذي كان سبب فشل المهمة الاولى. اما بالنسبة الى الاصلاحات البنيوية، فان الجميع متفقون على المبادئ، والمهل وحدها هي المطروحة للمناقشة».