صرح ويليام لاش نائب وزير التجارة الأميركي أن الحكومتين المصرية والأميركية تعملان معا من أجل تهيئة مناخ الاستثمار في مصر لجذب مزيد من الاستثمارات وأيضا جذب الشركات الكبرى، مؤكدا أن هناك اجتماعا سوف يعقد في واشنطن في الرابع عشر من شهر يوليو (تموز) المقبل بين مسؤولي البلدين وأعضاء مجلس الاعمال المصري الأميركي لمناقشة اتفاقية التجارة الحرة والمناطق الاقتصادية المؤهلة بين البلدين والتي تمنح مصر الافضلية لتصدير منتجاتها الى الاسواق الأميركية بدون جمارك. وذكر ان مصر تعتبر من الشركاء الاستراتيجيين والأساسيين لبلاده في المنطقة وان مباحثاتة التي تستمر لمدة يومين بالقاهرة سوف تتناول بحث سبل تنمية تلك العلاقات وتنسيق الجهود مع ممثلي الشركات المصرية للمشاركة في إعادة إعمار العراق.
وقال لاش ان مباحثاته سوف تتناول أيضا الاجتماع مع ممثلى أصحاب 60 شركة مصرية تنوي العمل في العراق ليس في مجال إعادة الاعمار فقط بل وفي المجال التجاري ايضا. وأكد لاش ان اي اصلاح اقتصادي في مصر يجب ان ينبع من داخل مصر ذاتها وان تكون لدى الحكومة المصرية رغبة قوية للاصلاح والشفافية، وذلك لما فيه خدمة للشركات المصرية والاجنبية التي ترغب في الاستثمار في مصر. وأضاف لاش الذي وصل الى القاهره مساء أول من أمس في اطار جولتة في منطقة الشرق الاوسط، والتي استهلها بمصر ثم يزور بعد ذلك كلا من اسرائيل، والاردن «ان الرئيس المصري حسني مبارك وضع اولويات الاصلاح ونحن نحترمها لانها تأتي وفقا لاحتياجات المجتمع المصري».
وقال «لم نشعر في أي وقت من الاوقات في أميركا بالغضب تجاه مصر او المصريين لأن مصر تعتبر من اهم شركائنا الاقتصاديين والتجاريين في المنطقة». واضاف خلال اجتماعه مع مجموعة من الصحافيين على مائدة مستديرة، ان حجم التجارة بين مصر والولايات المتحدة الأميركية يصل الان الى نحو اربعة مليارات دولار كما يصل حجم الاستثمارات الأميركية في مصر الى نحو ثلاثة مليارات دولار. وسوف يعقد لاش مباحثات مع كل من الدكتور يوسف بطرس غالى وزير التجارة الخارجية المصري والدكتور مدحت حسانين وزير المالية تتناول بحث الجهود المشتركة في إطار اتفاقية التجارة العالمية وحماية حقوق الملكية الفكرية والاصلاح الضريبي والجمركي في مصر والشفافية. من جانبه صرح وزير الاسكان والتعمير العراقي عمر الدملوجي أمس، ان الحكومة المؤقتة الجديدة في العراق ستعطي الاولوية للشركات العربية عند منح عقود اعادة اعمار العراق.
واوردت وكالة رويترز أمس بان الدملوجي وصل الى القاهرة مقبلا من لبنان أمس لاجراء محادثات مع الحكومة المصرية ومسؤولي الشركات بشأن امكانية المشاركة في برنامج اعادة اعمار العراق.
وقال للصحافيين «سنعطي للشركات المصرية والعربية الاولوية في تنفيذ عقود اعادة الاعمار في العراق في اطار رغبتنا في التعاون مع أي دولة في هذا المجال». وأضاف ان الحكومة العراقية المؤقتة ستعطي أيضا أولوية لتشغيل العمال العراقيين من أجل الحد من البطالة. وباستثناء شركة «اوراسكوم تليكو»م لتشغيل شبكات الهواتف الجوالة تحجم الشركات المصرية عن المشاركة في اعمار العراق وذلك بسبب الشكوك بشأن مجلس الحكم العراقي الذي حل نفسه في الاول من يونيو (حزيران). ويقول مسؤولون ان مصر تنتظر لترى ما سيحدث بعد الثلاثين من يونيو وهو اليوم المقرر ان تسلم فيه الولايات المتحدة السلطة في العراق لحكومة مؤقتة.