«الشرق الأوسط» في مشوار اكتشاف واستطلاع من غرب أميركا إلى جنوبها (2 من 2)

«نيسان» تشرح بالأرقام النقلة من المديونية إلى الريادة بين صانعي السيارات

TT

خلال عقد التسعينات من القرن الفائت كانت نيسان «صانع السيارات المريض» في اليابان. فبالرغم من انتاجها سيارات عالية الجودة عجزت عن اجتذاب مشترين جدد، فأخذت تخسر وتراكمت مديونيتها بصورة خطيرة. وفعلاً عندما فكرت مجموعة دايملر كرايسلر في شراء حصة في نيسان، فانها تراجعت على الفور لدى اكتشاف حجم المديونية وتعقيدات الوضع العام للشركة التي كانت لفترة ما غير بعيدة من انجح صانعي العالم.

ولكن وسط ذهول العالم تقدمت مجموعة رينو الفرنسية (الأصغر حجماً من حيث العمليات والطاقة الانتاجية من نيسان) عام 1999 لشراء حصة سيطرة على العملاق الياباني الجريح. وتحول الذهول الى اعجاب خلال سنوات قليلة مع نجاح كارلوس غصن، المدير الذي انتدبته رينو لانقاذ نيسان، في قلب الأوضاع رأساً على عقب وانجاز «خطة الثلاث سنوات لانعاش نيسان».

غصن، الذي تعلم اللغة اليابانية ـ وأجادها ـ لكي يثبت للمساهمين والمديرين اليابانيين جدية التزامه بشركتهم، بدأ في الواقع يصيب النجاح المأمول خلال سنتين، أما الباقي.. فبات تاريخاً مسجلاً ومعروفاً تستحق ان تعتز به نيسان ورينو.. وطبعاً غصن. فقد اعيد تنظيم عمليات الانتاج والتوريد وخطط التصنيع ووقف الهدر وتطوير التسويق. ومن الأمثلة على تحسين النجاعة الاستعاضة عن 24 منصة كانت معتمدة لمختلف الطرازات عام 1999 واعتمدت 15 منصة فقط لعام; 2005 خمس منها مخصّصة لـ91% من مجموع الانتاج.

أكثر من هذا، منذ عام 2000 أطلقت الشركة عشرات الطرازات والموديلات الجديدة. وبموجب خطة «نيسان فاليو ـ آب» (أي قيمة أكبر) المعلنة هذا العام ستطرح 28 سيارة ومركبة جديدة بينها 10 ستباع في أسواق الشرق الأوسط. وحالياً بين أبرز الطرازات المبيعة في المنطقة: «التيما» و«مايكرا» و«مورانو» و«باثفايندر» و«باترول» و«اكس ترايل» و«صني» و«350 زد».

* الحكاية منذ بدايتها

* مع ان جذور شركة نيسان تعود لتاريخ سابق، يمكن القول ان الانطلاقة الحقيقة للشركة كانت عام 1914 بتصنيعها طراز «دات». عام 1933، أسست شركة جيدوشا سايزو (التي تحولت لاحقاً الى نيسان) مركزها في مدينة يوكوهاما قرب طوكيو. وفي العام التالي غيّر الاسم الى نيسان.

عام 1935 خروج اول سيارة نيسان من خط تجميع متكامل في مصنع يوكوهاما.

عام 1945، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، نيسان تستأنف الانتاج (بدعم تقني من شركة أوستن البريطانية).

عام 1957 نيسان تباشر تصنيع الرافعات الشوكية (الفورك ليفت)، وفي العام التالي 1958 تبدأ تصدير السيارات الى السوق الأميركية ومن ثم اسواق العالم. وعام 1959 تبدأ نيسان الانتاج في مصنعها بتايوان (الصين الوطنية سابقاً).

عقد الستينات يشهد توسعاً ونمواً كبيرين في أعمال نيسان ابتداء من تأسيس نيسان أميركا عام 1960 وانتهاء باطلاق الطراز الرياضي الشهير داتسون «240 زد» عام 1969. حجم الصادرات تجاوز المليون وحدة.

عام 1972 تجاوز حجم انتاج مصانع نيسان داخل اليابان عشرة ملايين وحدة. وعام 1979 تأسيس مركز التصميم الدولي في الولايات المتحدة.

وعام 1980 خروج اول مركبة وهي شاحنة بيك آب من مصنع نيسان الضخم في بلدة سميرنا لولاية تينيسي الأميركية. وفي العام الثاني جرى توحيد ماركات الشركة بالغاء داتسون والاكتفاء بنيسان اسماً وحيداً. بعد انشاء مركز ابحاث وتطوير في اميركا عام 1983، ومرافق تصنيع في بريطانيا عام 1984، نيسان تطلق ماركة اينفينيتي الفاخرة في السوق الأميركية.

عام 1994 تجاوز حجم الانتاج التراكمي في اليابان 60 مليون وحدة، وعام 1996 تجاوز الانتاج الخارجي عشرة ملايين وحدة. مشاكل المديونية تؤدي الى اتفاق تحالف مع رينو تمتلك بموجبه المجموعة الفرنسية 36.8% من نيسان. رينو تعلن «خطة انقاذ نيسان».

عام 2000 نيسان تعلن تأسيسها مركزاً عالمياً لها. وفي العام التالي تباشر بناء مصنع ضخم في بلدة كانتون بولاية ميسيسيبي. وعام 2002 رينو ترفع حصتها في نيسان الى 44.4% ونيسان حصتها في رينو الى 15%.

عام 2003 نيسان تؤسس مركز التطوير الاوروبي في العاصمة البريطانية لندن، وتعقد تحالفاً مع شركة دونغ فينغ الصينية.

وعام 2004 نيسان تقرر جعل ماركة اينفينيتي ماركة عالمية، وتطلق خطة تطوير جديدة هي «نيسان فاليو ـ آب» (قيمة أكبر) لتوسيع حجم العمليات (رفع حجم الانتاج من نحو 3 ملايين الى 4.2 مليون وحدة) وزيادة الربحية وتنويع الانتاج.

* معلومات سريعة عن نيسان ـ عدد موظفيها والعاملين فيها عالمياً: 130 الف موظف وعامل ـ حجم المبيعات لسنة 2003: ثلاثة ملايين و57 الف سيارة ومركبة ـ عدد المصانع ومراكز التجميع: 25 ـ عدد مراكز الأبحاث والتطوير: 9 ـ عدد مراكز التصميم: 3 ـ عدد الدول التي لنيسان فيها وجود: 190 دولة ـ عدد منافذ البيع: 7900 منفذ