النعيمي: السعودية قد ترفع الإنتاج إلى 10.5 مليون برميل إذا اقتضت الضرورة

أسعار النفط تتعزز فوق 40 دولارا مع المخاوف بشأن الإمدادات وواشنطن توجه أنظارها إلى البترول الأفريقي

TT

قال وزير البترول السعودي علي النعيمي في مقابلة صحافية نشرت امس، ان السعودية مستمرة في انتاج 9.1 مليون برميل يوميا وانها قد ترفع الانتاج الى 10.5 مليون برميل يوميا اذا اقتضت الضرورة.

لكن النعيمي قال لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، ان زيادة الانتاج لن تضمن خفض الاسعار اذا ظلت المخاوف في السوق العالمية من اضطراب الامدادات. وكانت السعودية رفعت الانتاج الى 9.1 مليون برميل يوميا في يونيو (حزيران) بما يتجاوز حصتها الجديدة في أوبك البالغة 8.29 مليون برميل في امس. لكن هذه الزيادة فشلت في الحيلولة دون عودة أسعار النفط الأميركية للارتفاع عن مستوى 40 دولارا للبرميل.

وقال النعيمي: «السعودية تنتج 9.1 مليون برميل يوميا، ويمكنها زيادة ذلك الى 10.5 مليون برميل يوميا. لكن اذا ظلت السوق مقتنعة أنها ستشهد مشاكل في الامدادات فلا يمكننا تغيير ذلك». وأضاف الوزير السعودي «بالاضافة الى ذلك، فاننا سنفتتح في نهاية الشهر منشآت استخراج بطاقة 800 الف برميل يوميا منها 650 الفا اضافية». وفي وقت سابق من العام الجاري، قال النعيمي ان الانتاج الجديد من حقلي القطيف وأبو سعفه سيحل محل انتاج حقول قديمة أو أقل اقتصادية وانه لن يرفع الطاقة الانتاجية عن 10.5 مليون برميل يوميا.

وردا على سؤال عما اذا كانت الاسعار قد ترتفع الى 50 دولارا للبرميل، قال النعيمي ان منظمة أوبك قدرت الطلب بأقل من حجمه الواقعي هذا العام اذ توقعت ارتفاعه بواقع 1.1 مليون برميل يوميا فقط بدلا من الزيادة الحقيقية التي تبلغ 2.1 مليون برميل في امس. وقال ان الانتاج السعودي مستقر وان الحقول تتمتع بالحماية الكافية. وأضاف النعيمي أن عودة النفط العراقي للاسواق موضع ترحيب في السوق النفطية، وأنها لن تجعل العراق منافسا للسعودية لأن الطلب سيستمر في النمو. وتابع «بحلول عام 2020 سيحتاج العالم الى 120 مليون برميل يوميا، أي ما يزيد 40 مليون برميل يوميا عن الآن. ونحن نحتاج أن يعمل كل المنتجون على تلبية هذا الطلب... فنحن نريد سوقا مستقرا لا سوقا متوترا على حافة الانفجار». وتأتي مقابلة النعيمي في وقت قال متعاملون ان مزيج برنت القياسي سجل انخفاضا بسيطا في أوائل المعاملات امس بعد ارتفاع حاد في اليوم السابق رغم بيانات المخزون الأميركي التي أظهرت ارتفاعا أكبر من المتوقع.

وحافظت اسعار النفط العالمية على قوتها فوق مستوى 40 دولارا للبرميل امس بعد ان اظهرت بيانات اسبوعية، ان طلبا قويا يفوق التوقعات في الولايات المتحدة يلتهم الانتاج الاضافي لـ«اوبك» ويبقي على المخاوف من نقص الامدادات.

وتراجع الخام الأميركي الخفيف في بورصة نيويورك التجارية «نايمكس» 28 سنتا الى 40.05 دولار للبرميل بعد ان سجل امس قفزة بلغت 1.25 دولار. وفي بورصة البترول الدولية بلندن انخفض سعر خام القياس الاوروبي مزيح برنت 29 سنتا الى 37.48 دولار للبرميل.

وارتفعت اسعار النفط الأميركي الى مستوى بلغ 35.52 دولار للبرميل في نهاية يونيو (حزيران) بسبب قوة الطلب الأميركي وسلسلة توقفات للامدادات من النرويج ونيجيريا والعراق.

وما زال الطلب الأميركي يفوق معظم التوقعات رغم الاسعار المرتفعة. وقالت ادارة معلومات الطاقة الأميركية اول من امس ان استهلاك المنتجات البترولية في الاسابيع الاربعة حتى الثاني من يوليو (تموز) زاد بنسبة 3.4 في المائة الى 20.461 مليون برميل يوميا. وارتفع متوسط الطلب منذ بداية العام بنسبة 2.9 في المائة الى 20.396 مليون برميل يوميا.

وقالت الادارة ان مخزونات البنزين في الولايات المتحدة زادت مليون برميل فقط الاسبوع الماضي الى ما يزيد قليلا على 206 ملايين برميل رغم معدل مرتفع للانتاج في مصافي التكرير واستيراد 1.3 مليون برميل يوميا، وهو ثاني اكبر متوسط اسبوعي مسجل.

وأظهرت بيانات حكومية اميركية اول من امس، أن مخزون النفط الخام ارتفع 100 ألف برميل فقط لكن مخزونات المشتقات والبنزين التي كانت مصدر قلق للمتعاملين في الاسواق ارتفعت بقدر أكبر كثيرا من المتوقع. ومما ساهم في ارتفاع الاسعار انباء اعتزام شركة «بي.بي» البريطانية اغلاق وحدة فصل الكبريت بمصفاة تكساس سيتي التي تبلغ طاقتها 470 ألف برميل يوميا.

من ناحية اخرى، قال تقرير استراتيجي ان الطفرة النفطية التي تشهدها دول وسط وغرب افريقيا ربما تؤدي الى رفاهية شعوبها او قد تقود الى كارثة في المنطقة. وقال التقرير الذي اصدره مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن اول من امس تحت عنوان «تصاعد الرهانات الاميركية في افريقيا»، ان تنامي الصادرات النفطية لكل من نيجيريا وانغولا سيحسن بشكل معتبر الموقع الدولي لهاتين الدولتين. ودعا التقرير الى توجيه اهتمام كبير «المصدرين غير المستقرين» في المنطقة مثل غينيا الاستوائية وتشاد وساو تومي وبرنسيبي. واشار التقرير الى الاهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة حيث انها تشتمل على 60 مليار برميل من النفط، وانها تقدم برميلا من كل اربعة براميل جديدة تأتي الى السوق النفطية من خارج منطقة الخليج. واضاف التقرير ان هذه المنطقة يمكن ان تضيف من 2.5 ـ 3 مليون برميل من النفط يوميا خلال 7 ـ 10 سنوات مقبلة الى السوق النفطية العالمية.