«أدميك» اللبنانية تطلق مشروعا لبناء مجمع تجاري واستهلاكي ضخم شمال بيروت بتكلفة 70 مليون دولار

TT

تشهد بيروت في الوقت الراهن تشييد واحد من أضخم مشاريع المجمعات التجارية في منطقة الدورة ـ نهر الموت (الضاحية الشمالية لبيروت)، وهو عبارة عن مجمع متكامل مملوك من قبل مجموعة ادميك التي قامت قبل سنوات بافتتاح مجمع « بي هاتش في» للأدوات المنزلية والإلكترونية والمجمع الاستهلاكي «مونوبري» الاسم الفرنسي المعروف للمواد الغذائية والاستهلاكية. وسيكون المشروع الجديد، الذي لم يختر مالكوه (آل ابشي) تسمية له حتى الآن، عبارة عن «مول» كبير يضم محال تجارية للإيجار وفروع تابعة لمجموعة «ادميك» عبارة عن «هيبرماركت» ويحمل علامات دولية في عالم المواد الغذائية منها «G.ant Casino» وسيتخذ اسمها اضافة الى مخزن «بي. هاتش. في».

وقال رئيس مجلس ادارة مجموعة «ادميك» ميشال ابشي لـ «الشرق الأوسط«: «ان ابرز عامل يحدد اهمية المول ويساهم في إنجاحه هو الموقع، لذلك اخترنا الارض عند منطقة نهر الموت من بين خيارات عدة، كون هذه المنطقة تقع على خط اساسي لمخرج بيروت الشمالي، كما انها تعتبر نقطة التقاء نحو مختلف المناطق». وسيمتد المشروع على مساحة 72 الف مترا مربعا، اما مساحة البناء (متضمنة طابقين تحت الارض خصصت لمواقف السيارات) فستتخطى 200 الف متر مربع. وستبلغ مساحة الطابق الواحد 45 الف متر مربع، اضافة الى المحال التجارية وعددها حوالي مائة محل وكذلك مطاعم ومقاه.

ويتابع ابشي قائلا ان المجمع صمم بطريقة بسيطة تجعل الدخول والخروج منه سهل للغاية، وستكون له مداخل من جهات مختلفة، كضبية والدورة والطريق البحرية، ومع وجود اسمين بارزين، هما« «BHV» و«G.ant Casino » لا سيما مع تخصص الثانية بالمواد الغذائية، مشيرا الى توقعاته بأن يكون التردد على المجمع بشكل دائم، حيث ان متاجر المواد الغذائية تستقطب حضور المستهلكين.

وحول بعد الموقع عن قلب العاصمة بيروت قال رئيس مجلس ادارة مجموعة ادميك ان هذا الامر لا يقلقه حيث « ان اللبناني يستعمل سيارته لقضاء جميع احتياجاته، ثم ان وقوعه على اوتوستراد وفي منطقة ليست محاطة بعمارات يعني انه لن تكون هناك زحمة في محيطه، ما يجعل الدخول والخروج منه اسهل وأسرع، مضيفا انه في باريس مثلاً المجمعات الكبيرة لا تقع في قلب العاصمة وفي الاحياء انما عند الضواحي وفي محيط المدن». ويتولى الاعمال الهندسية للمشروع مكتب ميشال ابي نادر ومن المتفرض ان يتم انجاز المرحلتين الاوليين مع نهاية العام الجاري حيث يتوقع افتتاح قسم من المجمع وكل من «BHVS» و«G. ant Casino». ويحتل الهيبرماركت مساحة كبيرة من المجمع، حيث تم من خلاله ادخال مفهوم جديد عبر مساحة شاسعة والتنوع في مصدر المنتوجات والاسعار على حد قول أبشي. وعن سعر ايجار المتر للمحال والمعايير التي تحدده، قال ابشي «اننا سنطلق رسمياً خلال الشهر الجاري عملية تأجير المحال، ويعتمد السعر على موقع المحل ومساحته وفترة الايجار والمنتوجات التي ستوضع فيه»، مشيرا الى ان لدى الشركة مخططا تسويقا عموماً يفترض ان يتراوح سعر المتر ما بين 650 و1200 دولار سنوياً، وكلما كبرت المساحة انخفض السعر، لكن هناك محال تتراوح ما بين 50 و100 متر مربع واخرى ما بين 100 و200 متر مربع.

ومن المتوقع ان تبلغ التكلفة الاجمالية للمشروع الذي سينجز بالكامل في نهاية العام المقبل 70 مليون دولار، وفي هذا الصدر اشار أبشي الى ان «ارتفاع سعر اليورو زاد من سعر مواد البناء المستوردة الى جانب الى ارتفاع اسعار مواد البناء المحلية، اضافة الى التوسعة التي طرأت على المساحة، وكل ذلك ساهم في زيادة الميزانية».

وعن الفترة التي يفترض ان تستغرق الى حين استرجاع الاموال الاستثمارية رد قائلا «يصعب التكهن بهذه الفترة اليوم لكن اعتقد انها ستستغرق عشر سنوات. الفائدة في لبنان مرتفعة جداً اذ تصل حتى 10 في المائة اما في الخارج فلا تتعدى 2.5 في المائة».

وفي رده سؤال عن امكانية استيعاب لبنان للمزيد من هذه المشاريع لا سيما في ظل الطفرة للمجمعات التجارية التي نشأت قبل سنوات، اجاب ابشي «كثيرا ما نتساءل هل بامكان البلد استيعاب المزيد من المجمعات التجارية، وبالمقابل لا نتساءل عن نوعية هذه المجمعات، وهل المجمعات الموجودة تلبي حاجة التجار؟ ببساطة المجمعات التي لبت حاجات التجار امتلأت بالكامل، اما تلك التي لم تصمم بعناية فما زالت خاوية. في السنوات المقبلة سيحصل فرز للمجمعات التي هي اليوم قيد الانشاء والجيد منها سيستمر. موقع المجمع مهم جداً وطريقة تصميمه وتقسيمه ايضاً».

وحول المنافسة، وفي ما اذا كان اصحاب هذه المخازن التجارية الكبرى يسعون الى منافسة بعضهم البعض او منافسة المحال الصغيرة، قال ابشي «المستهلك يتطور، فمن الطبيعي اختلاف طريقة تسوقه عن الامس، فجودة المزيد من المجمعات خلال السنوات العشر الاخيرة واكبت تطور المستهلك وحاجة اللبناني لمرافق تسويقية جديدة. لكن هذا لا يعني نهاية نوعية محلات متوسطة وصغيرة اعتادت عليها الناس وعلى منتجاتها وموقعها الجيد. وبالنسبة الينا فإننا نتوجه الى الطبقة المتوسطة والراقية وليس للنخبة فقط، ولذلك فمشاريعنا تستقطب الكثير من الناس. ومن خلال «BHV» و«Monoprix» لدينا منتوجات تلائم جميع الشرائح الاجتماعية.