الأمير سلطان بن سلمان يؤكد أهمية التقدم التقني والنمو الاقتصادي في تجاوز المرحلة المضطربة بين الدول

افتتح الجلسة الافتتاحية لمنتدى برشلونة أمس بالمطالبة بتفعيل سبل الحوار والتفاهم بين الحضارات

TT

طالب الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بتفعيل سبل الحوار والتفاهم بين الحضارات الإنسانية المختلفة، مشيراً إلى أن ذلك يعد السبيل الأمثل للتعايش بين البشرية، مشدداً على أهمية التقدم التقني والنمو الاقتصادي وزيادة المعرفة لتجاوز هذه المرحلة المضطربة بين الدول.

وقال الامير خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحية لفعاليات الحوار الدولي في منتدى برشلونة 2004 التي أنطلقت فعالياته أمس ويستمر على مدى يومين في مركز برشلونة العالمي في اسبانيا إنه من المهم في هذه المرحلة الحاسمة أن يتم بذل المزيد من الجهود لاستقطاب توجهات الأفراد نحو الأشياء التي توحد الشعوب لا أن تفرقهم، وذلك على نحو النسيج الجميل والغني الذي يتمتع به تراثنا، مؤكدا ضرورة تجنب الأشياء التي تفرق المجتمعات والحضارات، مضيفاً «علينا أن نتذكر أننا متحدون كقاطنين على هذه الأرض، وذلك على الرغم من اختلافاتنا».

واستشهد الأمير سلطان في الجلسة التي حضرتها شخصيات كبيرة من بينها حاكم إقليم كاتالونيا، والأمين العام السياحة بإسبانيا، ورئيس المنتدى الثقافي عمدة برشلونة، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، ومساعد رئيس منظمة اليونيسكو، ورئيس مجلس السياحة والسفر العالمي، التي تناولت التنوع الثقافي في السياحة والتنمية المستديمة، بمرأى الأرض الضعيفة والجميلة المعلقة في ظلمة الفضاء الفسيح خلال مشاهدته لها في رحلة المكوك الفضائي ديسكفري عام 1985، والتي قال عنها إنها ستظل مصدر تفكير وإلهام له، مشيراً إلى أن الشعوب مجتمعة يجب أن تتعايش وتزدهر على الكوكب الوحيد لهم على الأقل في هذه المرحلة.

وأضاف أنه من خلال تأمله للحالة المضطربة للعالم اليوم، لا يمكنه سوى التساؤل كانسان من البشر الذين يعيشون على هذه الأرض ممن تميزوا عن غيرهم من المخلوقات بالحكمة والبصيرة، وقال في هذا الصدد «لقد مُكنا أيضاً من رؤية كوكبنا وحيداً وهشاً من الفضاء وفي ضوء قدراتنا الإدراكية غير المسبوقة للتاريخ بنجاحاته وإخفاقاته، وانتصاراته وكوارثه، حري بأن يجعلنا نتساءل لماذا نعيد أخطاءنا السابقة؟ ولماذا نجنح إلى التأكيد على اختلافاتنا عوضاً عن الاحتفاء بالروابط التي تزيد من تماسكنا ويمكن أن تقربنا كبشر أصحاب حضارة متماثلة؟».

وأكد أهمية ضرورة استخدام الحكمة ليس فقط لزيادة المعرفة أو التقدم التقني، والنمو الاقتصادي على أهميتهم فحسب، وانما لانها تقود الجميع لتجاوز هذه المرحلة المضطربة، مبيناً أن الدين الإسلامي كما هو الشأن مع الأديان والثقافات الأخرى يؤيد الحكمة في الحياة.

واستعرض بعد ذلك ما تقوم به بلاده من جهود حثيثة للاهتمام بالتراث والثقافة كجزء من مبادرة تطوير السياحة السعودية، مؤكداً أن تنوع وجمال التراث لدى الشعب السعودي يعد محوراً جوهرياً لعملية إعادة البناء الضخمة لقطاع الآثار والتراث، ولصناعة السياحة التي تشهد نمواً سريعاً ومطرداً، مشيراً إلى أن كافة الدول تعمل بحماس شديد على تلبية الرغبات المتزايدة للسياح في التعرف عن كثب على ثقافات وتراث الآخرين، الأمر الذي جعل السياحة الثقافية إحدى أهم أنواع السياحات وأسرعها نمواً، والتي يتوقع لها التصاعد بشكل أكبر في ظل الاتصالات المتنامية وتقنياتها التي مكنت شعوب العالم من التعلم مع بعضها البعض وأن تتحدث سوياً، وعزز من ذلك بالتطور الكبير في قطاع المواصلات التي مكنت أيضاً وبيسر وسهولة زيارة الأماكن البعيدة وعايشت تجارب الآخرين الثقافية. وأكد الامير سلطان أهمية التفاعل الإنساني الذي يمكن للسياحة أن تسهم فيه بشكل جيد، واصفا السياحة كواحدة من أسرع الصناعات في العالم بأدائها القوي الذي يمكن في حال استثمارها بشكل إيجابي ومتزن أن تتجاوز الحواجز السياسية، وأن تجمع الشعوب مع بعضها البعض، ومستشهداً بآية من القرآن الكريم «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا».