إلهامي الزيات رئيس مجموعة «إمكو» للسياحة والفنادق بدأ مدرسا بالحصة وأسس إحدى أكبر الشركات السياحية في مصر وانتهى به المطاف مرشحا للوزارة

TT

أدخلت مجموعة «إمكو» للسياحة والفنادق العائمة، لأول مرة في مصر، مفهوما جديدا للسياحة داخل مصر في عام 1979، يتمثل في سياحة الحوافز والمؤتمرات، فضلا عن انها اول مجموعة تدخل الكومبيوتر في صناعة السياحة في مصر في كافة انشطتها الداخلية. ويقف خلف قصة نجاح هذا المشروع إلهامي مصطفى الزيات، خريج الجامعة الاميركية عام 1960.

بدأ الزيات حياته مدرسا للرياضيات في مدرسة «ليسيه الحرية»، وكان يعمل بالساعة بمبلغ 50 قرشا ويحصل على 35 جنيها شهريا، وتنقل بين عدة اماكن لينتهي به المطاف حاليا ليكون وكيل «أميركان ايرلاينز»، أكبر شركة طيران في العالم، وأيضا صاحب اكبر شركة سياحية في مصر وهي «إمكو». ولعل الصدفة وحدها لعبت دورها في أن يكون مرشحا لوزارة السياحة في التعديل الاخير، ويتقابل معه رئيس الوزراء المصري المكلف، إلا إنه لم يختر للوزارة، لكي تكون من نصيب زميله أحمد المغربي.

وحول بداياته الاولى قال إلهامي الزيات: لقد بدأت مدرسا للرياضيات بالحصة في المدرسة الفرنسية بعدما غادر المدرسون الفرنسيون مصر على اثر قطع العلاقات مع فرنسا عقب تأميم قناة السويس عام 1956، فكنت اعمل بالساعة بأجر 50 قرشا وكنت احصل في الشهر على 35 جنيها، ثم التحقت بالعمل بعد ذلك في شركة «حابي» للسياحة بقسم حسابات التكاليف، الى أن اشتركت في مسابقة اعلنت عنها شركة «بان اميركان» ونجحت فيها، وانضممت الى قسم المبيعات بفرع الشركة في مصر التي كان مقرها فندق الكونتننتال القديم بميدان الاوبرا بوسط القاهرة. وبعد ذلك انتقلت للعمل مديرا لفرع الشركة في ليبيا عام 1970، وعدت الى مصر عام 1972 لأعمل مديرا اقليميا للشركة، ومن ثم حصلت على الوكالة عام 1977 وأنشأت شركة «إمكو» للسياحة والفنادق العائمة، وهي اختصار للحروف الأولى من اسمي، وهي شركة مساهمة مغلقة تضم زوجتي وابنتي شاهيرة ونها وأحد أقربائي.

وذكر الزيات انه اختار منذ تأسيس الشركة العمل في سوق السياحة العمل بشكل مختلف عن باقي الشركات، حيث ادخل نوعية لم تكن موجودة في مصر وهي سياحة المؤتمرات والحوافز، بالاضافة الى عمله في السياحة العادية مما يجلب في حدود 30 الف سائح سنويا من هذه السياحة الفريدة. وقال اخترت هذه النوعية لانني احاول تقديم كل ما هو جديد، وخطتي للتسويق لمصر من سياحة المؤتمرات أو الحوافز تعتمد على خطط زمنية بعيدة، فعلى سبيل المثال انا الآن اقوم بالترتيب لعقد مؤتمر الروتاري الدولي بمصر الذي سيعقد عام 2011 ويحضره 40 ألف زائر على خلفية هذا المؤتمر، بالاضافة الى انني سأقوم أواخر الشهر الجاري بالسفر الى النمسا والمانيا لمدة 18 يوما للترويج لمؤتمر الطب النفسي الذي سيقام من 10 إلى 14 سبتمبر (ايلول) 2005، ومن قبله مؤتمر الصيادلة العالمي في 7 مارس (اذار) والذي من المقرر أن يحضره 15 ألف زائر.

ويرى رئيس «إمكو» أن هذه النوعية من السياحة تمثل اغلى سياحة في العالم حيث أن السائح يكون من نوعية خاصة، ومعفى من الضرائب، لانه يسافر على اساس حضوره المؤتمر أو من خلال شركة، ويملك قوة شرائية، وينزل في غرفة مزدوجة بثمن الغرفة الفردية مما يتيح له أن يحضر معه اسرته.

وأوضح الزيات أن نجاح «إمكو» لم يأت من فراغ، بل من خلال التطوير المستمر وعلاقتي الطيبة مع شركات السياحة الدولية، لذا فأنا احرص منذ انشاء «أمكو» على السفر بنفسي لمقابلة اصحاب الشركات الدولية حيث اتمتع بعلاقات قوية معهم في أوروبا وأميركا، وهو الامر الذي جعل هذه الشركات تختارني رئيسا للمنظمة الاوروبية لسياحة الحوافز والمؤتمرات 9 سنوات، ورئيسا لمنظمة الشرق الأوسط للسياحة عام 1995، وعضوا في عدة منظمات دولية منها «الأياتا»، والرئيس الحالي لاتحاد الغرف السياحية المصرية.

ويخطط الزيات، الحاصل على ماجستير في ادارة الأعمال من الجامعة الاميركية، بالاضافة لاجادته للغات الاسبانية والانجليزية والفرنسية والالمانية والايطالية، الى أن يجعل من شركته نواة لشركة إلكترونية، حيث يقوم الآن ومعه 340 فنيا واداريا من الجهاز الاداري بالشركة بعمليات تطوير للحاسب الآلي عن طريق عمل برمجة مطورة تسمح ان يكون الاتصال مع الموظفين بالشركة سواء في الداخل أو في فروع الشركة في فرنسا وايطاليا والمانيا واميركا وبريطانيا والنمسا، أو مع العملاء في الداخل والخارج، بحيث يتم التعامل عن طريق الحاسب الآلي ويكون الحجز إلكترونيا سواء في الداخل أو في خارج مصر. وقال الزيات: هذا هو حلم وهدف بدأته عام 1979 بمعونة فنية من خبراء اميركيين وآلات، وأخطط لأنهي هذا المشروع في الأربع سنوات المقبلة، حتى نستطيع ان نساير العصر والسرعة في التقدم التقني. مؤكدا ان هذه العملية تتم بتمويل ذاتي وبمدخلات لأنظمة الحاسب الآلي تختلف عنها في اميركا مثلا بحسب ظروف كل بلد.

وردا على سؤال عما اذا كان يعتمد على أحد افراد الاسرة، قائل: لا يعمل معي بالشركة سوى ابنتي (شاهيرة) فقط، ابنتي الاخرى (نها) تعمل بشركة تصدير والزوجة ربة منزل لا تعمل، أما احفادي فهم صغار، عمر، 4 سنوات، ودانا، 8 سنوات، ومع ذلك فأنا على استعداد لأن يعمل معي من افراد الاسرة من يثبت كفاءته أولا لانني حازم جدا في عملي، بل انني دائما اقول ان نجاحي في سياحة الحوافز بالذات مرتبطة باتصالي المباشر بالشركات الدولية التي تعمل في هذا المجال، ولولا ثقتهم بي وسمعتي الطيبة لفشلت سياحة الحوافز الى مصر لانها سياحة حساسة مرتبطة بشخص من يبيع هذه السياحة اليهم.

وكان الهامي الزيات وكيل شركة طيران «اميركان ايرلاينز» منذ عام 1989، على موعد مع القدر عندما استدعاه رئيس الوزراء المصري احمد نظيف ليتشاور معه حول حمل حقيبة وزارة السياحة في التعديل الوزاري الاخير، وفي هذا الموضوع قال الزيات: أنا على استعداد لخدمة الوطن سواء كنت وزيرا أو غفيرا، لانني لا أنسى أنني تربيت من خير مصر. وفي عز انشغالي بأعمالي الخاصة فإنني أعطي نصف وقتي لخدمة الدولة، ولذلك أنا غير حزين بسبب ان الوزارة لم تكن من نصيبي لان الذي تولاها هو صديق حميم وزميل اكن له كل تقدير واحترامً، وعلى المستوى الشخصي فإنني افضل ان التفت لمصالحي الخاصة خير لي من الأعمال الرسمية.