نيويورك ـ رويترز: خفضت شركة غوغل، صاحبة احد أشهر محركات البحث على الإنترنت أمس النطاق السعري للاصدار الاولي لأسهمها الذي تترقبه الاسواق على أحر من الجمر بعد أن سقط الاصدار فريسة للقلق بشأن انخفاض الطلب على الاسهم. وقررت غوغل خفض النطاق السعري للاسهم في الاكتتاب العام الى ما بين 85 و95 دولارا للسهم من ما بين 108 دولارات و135 دولارا للسهم.
وفي بيان على موقعها على الإنترنت الخاص بالاصدار، أعلنت الشركة ومقرها كاليفورنيا أن مساهميها قرروا خفض عدد الاسهم التي سيبيعونها الى 5.5 مليون سهم من نحو 11.6 مليون سهم في ضوء خفض السعر المستهدف. وقالت غوغل انه بالاضافة الى ما سيبيعه المساهمون، فانها لا تزال تنوي بيع حوالي 14.1 مليون سهم. وأكدت متحدثة باسم غوغل ما ورد في الموقع على الإنترنت لكنها امتنعت عن الادلاء بمزيد من التعليقات.
وتقلص هذه التعديلات قيمة الاصدار الاولي الى نحو 1.9 مليار دولار. كما أنها تخفض القيمة الاجمالية القصوى المحتملة للشركة الى 25.8 مليار دولار من 36.6 مليار دولار وفق ما ورد في المستندات التي قدمتها الشركة الى السلطات. وقالت غوغل ان المساهمين البائعين قد يعرضون 2.9 مليون سهم اضافية لتلبية الطلب. وأضافت أنها طلبت من لجنة الاوراق المالية والبورصات الأميركية اعلان سريان بيان تسجيل اسهمها اعتبارا من الساعة الرابعة عصر أمس الاربعاء (20:00 بتوقيت غرينتش)، وهي الخطوة الرسمية لبدء بيع اسهمها للمستثمرين. وتمثل هذه التعديلات أحدث حلقة في سلسلة من المشاكل التي واجهت الاكتتاب العام الاولي منذ أعلنت غوغل عنه للمرة الاولى في ابريل (نيسان) الماضي.
ولم يكن تعديل السعر مفاجأة لبعض مديري صناديق الاستثمار الذين أشاروا الى توتر الاسواق تجاه أسهم قطاع التقنية، وكذلك اختيار غوغل لنسخة معدلة من أسلوب المزاد العكسي لبيع الاسهم، الامر الذي ربما يكون قد حد من اقبال المؤسسات الاستثمارية على الاسهم. وفي المزاد العكسي يبدأ البائع بعرض سعر مرتفع ويستمر في خفضه الى ان يظهر المشتري الذي يقبل بهذا السعر. وفي حالة الاسهم، فإنه يتم بيعها بأعلى سعر. وقالت ايلين كريشتون مديرة الصناديق لشركة «ايجون اسيت مناجمنت» البريطانية التي تبلغ استثماراتها ملياري دولار«ما من وسيلة لتقييمها..
لا أحد يستطيع أن يقول انه اكتتب في اصدار عام أولي لأن غوغل اسم تجاري يتمتع بسمعة طيبة». ومن المحتمل أن يجعل الاكتتاب الاولي من سيرجي برين ولاري بيج مؤسسي غوغل اللذين ما زالا في الثلاثينات من العمر من أصحاب المليارات. لكن المشاكل لاحقت الاصدار، وخاصة في الاسبوعين الاخيرين.
ومن هذه المشاكل تراجع سوق الاصدارات الاولية ومخاوف من ان تكون مقابلة أجرتها مجلة «بلاي بوي» مع مؤسسي الشركة قد انتهكت قوانين الاوراق المالية بالاضافة الى الكشف عن بدء تحقيق غير رسمي في لجنة الاوراق المالية والبورصات في العرض الذي قدمته غوغل لاعادة شراء أكثر من 23 مليون سهم ربما تكون أصدرتها بالمخالفة للقانون. وأمس الثلاثاء لم تقر اللجنة بيان قيد أسهم غوغل من دون إبداء أسباب.
ومن العوامل التي تؤثر سلبا على الاصدار، الغموض الذي تواجهه غوغل في سوق تشهد منافسة ضارية حيث أن شركتي مايكروسوفت وياهو المتنافستين لديهما السيولة المالية الكافية للاستثمار بشدة في تطوير الصناعة.