الإنفاق على قطاع الاتصالات يصل إلى تريليون دولار وأكثر من 1.5 مليار مستخدم للهواتف الجوالة عالميا

قطاع الهواتف الجوالة في الجزائر يعتبر الأسرع نموا في العالم بنسبة وصلت الى 247.3 % في العام الماضي

TT

قبل حوالي أكثر من عشرين عاما اخترع اول هاتف جوال اسمه «موبيرا سيناتور» من قبل شركة فنلندية مغمورة انذاك اسمها «نوكيا»، ولم يخطر على بال احد ابدا ان الهواتف الجوالة ستصبح اكثر وسائل الاتصال انتشارا في العالم بعد ذلك، وان شركة «نوكيا» ستتحول الى الرائدة في هذا المجال وتتربع على المركز الاول في العالم بعد عقدين من الزمان. وفي الحقيقة اصبح عدد الهواتف الجوالة المستخدمة العالم يتجاوز عدد التلفونات الارضية والسلكية، حيث وصل عددها المستخدم حاليا الى 1.52 مليار. وأصبح من المؤكد ان يتجاوز معدل الانفاق على سوق خدمات الاتصالات لاول مرة خلال العام الجاري تريليون دولار (ألف مليار دولار)، مما ساعد في اعادة الاعتبار لهذا القطاع الحيوي بعد سنوات من التباطؤ. وطبقا للاحصائيات التي قدمتها مؤسسة (أي سي دي) البحثية فان الانفاق على قطاع الاتصالات على المستوى العالمي سيرتفع خلال العام الجاري بحوالي 4.4 % وسينمو في حدود هذه النسبة أو يتجازها من الان وحتى العام 2007. وحسب شركة «نوكيا» فإن عوائد خدمات الاتصالات الجوالة عالميا في عام 2002 بلغ حجمها 460 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن يقفز حجم السوق في عام 2007 ليصل إلى 751 مليار دولار أميركي.

وعلى المستوى العالمي اصبح هناك شخص من كل 4 تقريبا يمتلك هاتفا جوالا، بل انه في اسيا واوروبا حيث يعتبر الجوال الاكثر رواجا تتجاوز نسبة السكان الذين يمتلكون هواتف جوالة 80 %، أما الولايات المتحدة فبدأت تلحق بالركب حيث وصلت فيها هذه النسبة الى حوالي 55 %. وينمو قطاع الهواتف الجوالة بطريقة مطردة حيث بات الهاتف الجوال هو الجهاز الاول في مجال الاتصالات، واصبحت تكلفة بناء شبكات الاتصال اللاسلكية اقل تكلفة من السلكية. وفي الصين فان سوق الهواتف الجوالة ينمو بطريقة انفجارية فقد وصل عدد المستخدمين الى اكثر من 300 مليون، وهو اكبر رقم في العالم، ومن المتوقع ان يبلغ هذا الرقم الى 550 مليون مستخدم في عام 2009 طبقا للبيانات التي اوردتها شركة «ايه أم سي» المتخصصة في في مجال الهواتف الجوالة.

* «نوكيا» تتراجع لكنها الأولى

* وتتنافس حاليا اكثر من 200 شركة في سوق الهواتف الجوالة، الا ان شركة «نوكيا» ما زالت هي الرائدة رغم تراجع حصتها عالميا إلى 28.9 % مقارنة مع 34.6 % في نفس الفترة من عام 2003. وتوشك شركة «سامسونج إلكترونيكس» على تجاوز «موتورولا» لتصبح ثاني اكبر بائع لاجهزة الهاتف الجوال في العالم. واظهرت البيانات التي اصدرتها مجموعة استراتيجي اناليتيكس البحثية كذلك أن شركة كورية اخرى لصناعة الهواتف هي «ال.جي إلكترونيكس» على وشك أن تصبح ضمن أكبر خمس شركات لصناعة الهواتف الجوالة في العالم متجاوزة شركة «سيمنس» الالمانية مع تزايد حصص شركات صناعة الهواتف الجوالة من كوريا واليابان والصين في السوق العالمية على حساب الشركات الاوروبية. وبعد ان واجهت سوق الهواتف الجوالة مصاعب جمة في الفترة الاخيرة عادت إلى الازدهار مجددا، ووفقا لتقرير صدر اخيرا عن مؤسسة «أي دي سي» البحثية فان مبيعات أجهزة الجوال العالمية في الربع الثاني من العام الجاري ارتفعت في جميع المناطق الرئيسية بنسبة نمو سنوية وصلت الى 40.7 بالمائة إلى 169.8 مليون وحدة. وحسب مؤسسة استراتيجي اناليتيكس فان المبيعات السنوية للهواتف الجوالة في عام 2004 من المتوقع ان تصل الى مستوى قياسي (670 مليون جهاز). وشهد عام 2003 بيع نحو 520 مليون جهاز هاتف جوال، وتجاوز عتبة 600 مليون جهاز، ما يعني زيادة سنوية تتجاوز 17 %. ويعكس هذا النمو الكبير الطلب المتزايد من جانب المشترين لاول مرة في الاسواق الناشئة ومن المستهلكين في الدول المتقدمة الذين يسعون لشراء الاشكال الجديدة من الاجهزة المزودة بالكاميرات والشاشات الملونة. فضلا عن ارتفاع نسبة الذين استحدثوا اجهزتهم في الولايات المتحدة واوروبا وكوريا ومنطقة الخليج، وهي عوامل اسهمت في تحقيق هذه الطفرة الواسعة في المبيعات. وكان هناك 1.3 مليار شخص على مستوى العالم يملكون هواتف جوالة العام الماضي، في حين وصل عددهم حاليا الى 1.52 مليار، حوالي 1.25 مليار يعملون وفق نظام «جي. اس. ام». وفي هذا السياق نشرت مؤسسة «بيراميد» للابحاث في شهر يونيو (حزيران) الماضي دراسة بينت فيها ان سوق الهواتف الجوالة في 80 دولة في العالم يشهد نموا قويا خصوصا في منطقتي اسيا واميركا اللاتينية، وتتوقع «بيراميد» يتجاوز عدد المشتركين في الهواتف الجوالة الى 1.6 مليار شخص مع نهاية العام الجاري، حوالي 750 مليون منهم أي 44 % في منطقة الباسيفيك في اسيا. وقالت «بيراميد» ان عدد المشتركين بين خلال الخمس سنوات المقبلة سوف يزداد بمعدل 8.5 % سنويا ومن المرجح ان يصل الى 2.5 مليار شخص مع نهاية عام 2009، مضيفة ان عدد المشتركين ربما يصل ملياري شخص مع نهاية النصف الثاني من العام المقبل.

* سوق الشرق الأوسط

* وحقق سوق الشرق الاوسط وشمال افريقيا قفزة نوعية خلال العام الماضي حيث زاد بنسبة 26 % بعد تجاوز عدد الهواتف التي تم شحنها الى المنطقة 40 مليون وحدة، ومن المتوقع ان تصل الى 50 مليون وحدة مع نهاية العام الجاري وفقا لتقديرات «اي دي سي ان». وتشير بعض الاحصائيات الحديثة الى أن نسبة انتشار الهاتف الجوال في المنطقة تمثل 13% فقط من نسبة السكان أي قرابة 35 مليون مشترك، مما يدلل على إمكانية التوسع والاستثمار بالجوال لجذب اكبر عدد من المشتركين.

وعلى رغم ان نسبة حجم المشتركين تعد صغيرة مقارنة بمناطق اخرى من العالم الا ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تعتبر من اسرع مناطق العالم نموا في قطاع الهواتف الجوالة حيث انه من المتوقع ان يرتفع هذا القطاع بمعدل 12.5% سنويا وعلى مدى الخمسة اعوام المقبلة. ووفقا للارقام التي قدمتها «أيه أم سي» فان بعض الاسواق العربية كانت الاسرع نموا على مستوى العالم في العام الماضي، فقطاع الهواتف الجوالة في الجزائر مثلا كان الاسرع عالميا، بعد ان بلغت نسبة النمو فيه 247.3 % في العام الماضي وارتفع عدد المشتركين الى 1.441.350 مع نهاية العام نفسه مقارنة مع 415.040 في العام الذي سبقه، تلتها تونس بنسبة نمو وصلت 234.2 % حيث ازداد عدد المستخدمين الى 1.951.770 مع نهاية العام نفسه مقارنة مع 585.000 في العام الذي سبقه.

وجاءت بعدها سورية بنسبة نمو بلغت 178% بعد ان ارتفع عدد المشتركين الى 1.140.00 مع نهاية العام نفسه مقارنة مع 410.000 في العام الذي سبقه. وحتى في السودان رغم التوترات القائمة فان معدل النمو السنوي بلغ 117.9% ليتجاوز عدد المستخدمين أكثر من نصف مليون شخص. أما في الخليج فيعتبر السوق السعودي الاكبر في المنطقة حيث يوجد أكثر ثمانية ملايين مستخدم للهاتف الجوال. وتشير بعض التقديرات الاخيرة ان حجم سوق الاتصالات في السعودية حاليا وصل الى حوالي 10 مليارات دولار.