وكالة الطاقة الدولية: مخزونات النفط في الدول الصناعية تتزايد قبل حلول فصل الشتاء بفضل ارتفاع إنتاج «أوبك» وانتعاش الطلب

صعود النفط في «نايمكس» أكثر من دولار بعد تراجع المخزون الأميركي * الكويت والعراق يخفضان أسعار الصادرات

TT

صعدت أسعار النفط الخام في العقود الآجلة في بورصة نيويورك التجارية «نايمكس» اكثر من دولار أمس بعد ان اظهرت بيانات تراجعا اكبر من المتوقع في المخزون الأميركي.

وزاد الخام الأميركي الخفيف في عقد اكتوبر (تشرين الاول)، في نايمكس 1.18 دولار الى 43.95 دولار للبرميل بعد ان صعد قبلا الى 44 دولارا. وتوقع المحللون الفنيون ان يكون مستوى الدعم عند 42 دولارا ومستوى المقاومة عند 44 دولارا. وقالت ادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية أمس ان مخزون النفط الخام هبط 1.4 مليون برميل في الاسبوع الماضي الى 285.7 مليون برميل. وتوقع محللون تراجعا يبلغ في المتوسط 800 الف برميل. وزاد سعر برنت القياسي 71 سنتا الى 41.10 للبرميل. وقال مسؤول ايراني بارز أمس ان هناك اجماعا في اوبك على ضرورة رفع النطاق السعري المستهدف للنفط الى متوسط 30 دولارا للبرميل ولكن المنظمة لم تتفق بعد على موعد تطبيق المستوى الاعلى.

وفي تقريرها الشهري قالت وكالة الطاقة الدولية ان مخزونات النفط بالدول الصناعية تتزايد قبل حلول فصل الشتاء بفضل ارتفاع انتاج الدول الاعضاء في منظمة أوبك. وأضافت انه من الواضح في الوقت الراهن أن العرض يتجاوز الطلب وأن المخزونات تتزايد... وفي حين أن الطلب يتزايد فان المعروض العالمي يزداد أيضا». وقدرت الوكالة أن الطلب المتوقع على النفط من انتاج منظمة أوبك في الربع الاخير من العام 28.3 مليون برميل يوميا مقارنة مع تقديرها لانتاج المنظمة في أغسطس (اب) وهو 29.3 مليون برميل في اليوم.

واذا استمر انتاج أوبك بمعدلاته الحالية فان ذلك يعني زيادة في المخزونات بواقع مليون برميل يوميا وذلك مقارنة مع العام الماضي الذي استقرت فيه المخزونات من دون تغيير في الربع الاخير منه. وأضافت الوكالة «من الناحية النظرية سيتعين على السعودية أن تقلص الانتاج الى نحو 8.8 مليون برميل يوميا في الربع الاخير اذا ارادت تقييد زيادة المخزونات في الدول المستهلكة». وقالت ان الارتفاع الاخير في انتاج أوبك قد يكون مؤقتا وان السعودية قد تقلص مع منتجين اخرين الانتاج في الأشهر المقبلة اذا رأت تراجعا في الطلب على نفطها.

وقالت الوكالة ان أحدث البيانات تشير الى ارتفاع المخزون في يوليو (تموز). وأضافت ارتفع اجمالي المخزونات النفطية التجارية بواقع 18 مليون برميل في يوليو (تموز) وتجاوزت الزيادة في مخزونات المنتجات المكررة...انخفاضا في مخزون النفط». وتابعت أن مخزونات النفط الخام التجارية في الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية متوسطة وأن مخزون البنزين الأميركي أعلى من مستواه العادي. وقالت انه في حين انخفض مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة من يوليو الى أغسطس (اب) الى الحد الادنى من نطاقه في السنوات الخمس السابقة فمن المتوقع أن تستأنف المخزونات ارتفاعها في الاشهر المقبلة.

الى ذلك قال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأميركية أمس ان ارتفاع أسعار النفط لم يصل حتى الان الى الحد الذي يهدد فيه النمو الاقتصادي العالمي. وقال جون تيلور في لقاء مع ممثلي وسائل الاعلام على الافطار ان أسعار النفط المرتفعة تمثل بعض العبء على الاقتصاد لكنها لم تصل بعد الى نقطة تهدد عندها النمو العالمي الذي يسير بمعدل قوي في الوقت الحالي.

من جهة أخرى قال مسؤول نفطي عراقي ان العراق يصدر النفط بما يقترب من طاقته القصوى من مرفأيه الجنوبيين أمس بينما تستمر عملية ضخ النفط عبر خط الانابيب الشمالي الممتد الى تركيا.

الى ذلك قال مصدر في مؤسسة البترول الكويتية أمس ان الكويت خفضت سعر البيع الرسمي لصادراتها النفطية للمشترين الآسيويين في اكتوبر (تشرين الاول) بواقع 35 سنتا للبرميل ليصل الى متوسط أسعار خامي عمان ودبي ناقصا دولارين للبرميل.

كما خفض العراق سعر بيع خام البصرة الخفيف لشهر اكتوبر لمختلف انحاء العالم، وذلك حسب ما ذكرته مصادر تجارية وبلغ الخفض للشحنات المتجهة الى الولايات المتحدة 1.70 دولار للبرميل بالمقارنة مع شهر سبتمبر (ايلول) الحالي.

من جهة أخرى قالت دراسة نشرت أمس انه رغم اكتشافات نفطية كبيرة في أفريقيا وأميركا اللاتينية فان انخفاض الانتاج على نطاق واسع سيجعل الاسواق العالمية أكثر اعتمادا على الشرق الاوسط وروسيا حتى نهاية العقد الحالي. وأدى نمو كبير في الطلب على النفط الى تقليص الطاقة الانتاجية الاحتياطية العالمية الى أدنى مستوياتها في 30 عاما بفضل النمو الشديد في الطلب على النفط بالصين.

لكن مؤسسة بي.اف.سي انرجي الاستشارية في واشنطن تقول انه رغم اقتراب أسعار النفط من 50 دولارا للبرميل الشهر الماضي فان الدول غير الاعضاء في أوبك تنتج ما يزيد عن ثمانية مليارات برميل سنويا على اكتشافاتها الجديدة.

وقالت بي.اف.سي ان خطر نفاد الامدادات العالمية ليس وشيكا. لكن نضوب بعض الاحتياطيات قد يقلص الامدادات اذا لم تكتشف الدول سبلا جديدة لانتاج نفط للتعويض عن الحقول المستنفدة. وأضافت ان من المستبعد أن تؤدي اكتشافات مهمة في دول أفريقية مثل نيجيريا وانجولا وغينيا الاستوائية الى وقف هذا الانخفاض. وقال مايك رودجرز المدير بالمؤسسة في ندوة ينظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «نحن ننتج أكثر مما نكتشف بقدر كبير. ونحن لا نتوقع في الحقيقة تغير ذلك كثيرا في الفترة من الان وحتى نهاية العقد». وقالت المؤسسة ان الدول غير الاعضاء في منظمة أوبك بدأت تشغيل مشروعاتها الكبرى في الثمانينات وان هذه الحقول بلغت ذروة امكانياتها أو ان انتاجها بدأ ينخفض. وأضافت أن دولا مثل المكسيك وماليزيا والصين وصلت الى اعلى امكانيات الانتاج وستجد أن من الصعب الحفاظ على هذا المستوى.