الأردن ينفذ حملة ترويجية لاستقطاب السياحة الخليجية كبديل للأوروبية

TT

تشهد السياحة الى الاردن ركودا عميقا منذ الربع الاخير من العام الماضي وقد شهدت الفنادق والمرافق السياحية الاردنية الغاء حجوزات افواج سياحية من دول اوروبا واميركا الشمالية واسرائيل حتى شهر ابريل (نيسان) المقبل.

وأدت تحذيرات اطلقتها حكومات بعض الدول الغربية لرعاياها بضرورة توخي الحذر في دول منطقة الشرق الاوسط الى عزوف سياحي شامل كان اكثر وطأة في فلسطين واسرائيل ثم الاردن وكان الاقل تأثرا مصر. وقال مديرون ومستثمرون في القطاع الفندقي والسياحي الاردني لـ«الشرق الأوسط» ان معدل الاشغال الفندقي لا يزيد عن 20 في المائة وهو معدل يقل بمقدار 25 في المائة عن الاشغال اللازم لتغطية تكاليف التشغيل والاستثمار.

وعزا المستثمرون ذلك الى التطورات السياسية والامنية التي تشهدها المنطقة منذ اواخر شهر سبتمبر (ايلول) الماضي اثر اندلاع الانتفاضة واعمال العنف التي تمارسها السلطات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وطالب مديرو الفنادق ومكاتب السياحة والسفر الحكومة الاردنية والجهات المختصة بضرورة اتخاذ خطوات لتشجيع الطلب على السياحة في الاردن والاتجاه نحو دول جديدة لاستقطاب السياحة منها وتقديم عروض وبرامج حتى لا يتعرض الموسم السياحي في الاردن والذي يبلغ ذروته خلال اشهر الصيف الى ضربة كبيرة.

ويتوقع مسؤولون حكوميون ان تنمو السياحة بمعدل 10 في المائة عن ارقام العام الماضي واعربوا عن املهم في ان تشهد المنطقة مزيدا من الاستقرار مؤكدين ان الاستقرار من شأنه ان يعيد السياحة الى دول الاقليم بصورة افضل.

وكشف رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر الاردنية وعضو مجلس ادارة هيئة تنشيط السياحة بشارة صوالحة عن برنامج تسويقي للسياحة الاردنية في دول الخليج العربي يبدأ تنفيذه الاسبوع المقبل بزيارة دولة البحرين ثم الى دول خليجية اخرى.

واضاف ان الحكومة الاردنية رصدت هذا العام 7 ملايين دولار للترويج السياحي اضافة الى اموال اخرى تنفقها شركات القطاع الخاص لنفس الغرض مشيرا الى ان البدايات تعتبر واعدة حيث بدأت بعض الحجوزات تسجل لدى شركات الطيران والفنادق الاردنية اعتبارا من الشهر المقبل.

وانتقد رجل الاعمال والمستثمر في القطاع الفندقي د. احمد الحوراني بعض الاجراءات التي تحول دون نمو السياحة داعيا الى انفتاح كامل وتقديم تسهيلات اكبر للسياح القادمين الى الاردن ومشيرا الى ان الفنادق الاردنية تقدم اسعارا وعروضا تعتبر الاقل على مستوى دول الاقليم.

واشار الى ان السياحة الى الاردن كانت نشطة للغاية حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي وان نسبة الاشغال كانت تزيد عن 70 في المائة في المتوسط وان عددا كبيرا من الفنادق كانت نسب الاشغال تفوق هذه النسبة.

وردا على سؤال حول زيادة عدد الفنادق المصنفة والغرف الفندقية في الاردن قال د.الحوراني ان السوق الاردنية تحتمل هذا العدد وان التوقعات بنمو حركة السياحة الى الاردن تبرر المزيد من الاستثمار في بناء الفنادق والمرافق السياحية وقال ان العرض يولد الطلب في المرافق الفندقية والسياحية داعيا الى تطوير الخدمات والمنتجات الفندقية والسياحة في الاردن.

وكان مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي الاردني احمد عبد الفتاح قد اعلن الاسبوع الماضي عن خطة للمؤسسة للاستثمار في القطاع الفندقي والسياحي باعادة تأهيل مرافق يمتلكها على الشاطئ الشرقي للبحر الاحمر وبناء فنادق جديدة في منطقة العقبة التي ستباشر العمل كمنطقة اقتصادية خاصة اعتبارا من بداية الشهر المقبل.

وحقق الاردن مقبوضات سياحية حجمها 590 مليون دينار (835 مليون دولار) عن العام الماضي بزيادة طفيفة عن ارقام العام قبل الماضي وبلغت 11.5 في المائة كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي وذلك مقابل توقعات حجمها مليار دولار.

واعتبر صوالحة ان تراجع السياحة الى الاردن خلال الربع الاخير من العام الماضي بانه استجابة طبيعية للتوترات التي شهدتها المنطقة ووصف التراجع بانه كبير وتجاوز نسبة 75 في المائة الا ان صوالحة عاد فاكد ان الفرصة ما زالت مهيأة لتحسين اداء القطاع السياحي والعودة به الى المستويات السابقة.

وتشكل السياحة العربية وبخاصة الخليجية نحو 50 في المائة من السياحة القادمة الى الاردن ويعول الاردن كثيرا هذا العام على استقطاب المزيد من السياحة العربية والخليجية بعد ان سن تشريعات لتنظيم خدمات الفنادق والاجنحة الفندقية وكذلك زيادة عدد الفنادق فئة ثلاث واربعة نجوم وهي الاكثر ملائمة للسياحة العائلية الخليجية القادمة الى الاردن.