واشنطن تعتزم استخدام الاحتياطي الاستراتيجي وأسعار النفط تتراجع بعد صعودها الحاد

* توقعات بارتفاع واردات واشنطن بعد نهاية إعصار «ايفان» * خبير: حساسية السوق سببها عدم توافر كميات كافية من البترول الخفيف

TT

أعلن البيت الأبيض أمس أن وزارة الطاقة تدرس إمكانية استخدام الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأميركي بناء على طلب المصافي في ساحل خليج المكسيك بعد مرور إعصار إيفان.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان في تصريح صحافي «إنها مسألة تبحثها وزارة الطاقة». وقال أيضا «إنها تدرس الطلب الذي قدمته المصافي في ساحل خليج المكسيك بشأن اقتراض كميات صغيرة من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي لفترة وجيزة من اجل ضمان استمرار عمل نظامنا حتى استئناف الإنتاج والاستيراد».

وتراجعت أسعار النفط الأميركي للعقود الآجلة في التعاملات الإلكترونية لبورصة نايمكس أمس بفعل توقعات بأن الولايات المتحدة ربما تقرض مصافي نفطية أميركية بعض الخام من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي. وهبط سعر الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 55 سنتا الى 47.80 دولار للبرميل بعد ان سجل قفزة بلغت 1.59 دولار امس عندما اظهرت بيانات هبوطا حادا في المخزونات الأميركية. وانخفض سعر خام القياس الاوروبي مزيج برنت 33 سنتا الى 44.65 دولار للبرميل. وقال سمسار مقره نيويورك، السوق يخشى ان يحدث سحب للنفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي. وفي تعليق على التذبذب الذي شهدته اسعار النفط وارتفاعها لتقترب من السعر التاريخي لخام غرب تكساس جراء تعطل وصول شحنات النفط الى بعض مصافي البترول الاميركية على خليج المكسيك وإثر الانباء عن استخدام جزء من المخزون الاستراتيجي الاميركي، قال وليد خدوري رئيس تحرير نشرة «ميس» المتخصصة في شؤون النفط امس «ان السوق يتسم بحساسية كبيرة تجاه المتغيرات السعرية نتيجة عدم توافر كميات كافية من النفط الخفيف المرغوب من قبل المصافي». واصفا في اتصال مع «الشرق الأوسط» الارتفاع الذي شهدته اسعار النفط بسبب تعطل وصول شحنات النفط الى مصافي جنوب اميركا بغير المعقول، وان كمية النفط التي تعطل وصولها والبالغة حوالي 1.5 مليون برميل لم تفقد.

وقال مصدر حكومي أول من امس ان شركتين أميركيتين لتكرير النفط طلبتا اقراضهما نفطا من الاحتياطي الاستراتيجي بعد ان أحدث اعصار ايفان نقصا حادا في الامدادات مما دفع الاسعار للصعود. وأضاف المصدر ان مسؤولي ادارة بوش يدرسون الطلب. والمرة السابقة التي اقرضت فيها الحكومة الأميركية نفطا من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي كانت في أواخر عام 2002 بعد نقص في الامدادات نتج عن أحوال جوية مماثلة.

وأشار تقرير صدر اخيرا عن وكالة معلومات الطاقة بوزارة الطاقة الاميركية، ان الاسبوع المنتهي في 17 سبتمبر (أيلول) الجاري شهد تراجعا في امدادات النفط الى مصافي التكرير الاميركية بحوالي 1.3 مليون برميل يوميا، وان العديد من المصافي علقت عملها لقناعتها بأن التوقف الإرادي يسهل عملية الرجوع للانتاج مقارنة بالتوقف لاسباب خارجة وطارئة. كما توقفت بعض المصافي لتعذر وصول البترول الخام وتوقفت مصافي أخرى بسبب تعطل الطاقة الكهربائية، مما نتج عنه تراجع في انتاج المصافي وبالتالي لجوء الكثير من التجار للسحب من مخزونهم التجاري.

وتوقع التقرير أن يشهد الأسبوع المقبل زيادة ملحوظة في حجم واردات أميركا من النفط، كما ستقوم المصافي بالعمل بمستويات عالية لا تقل عن مستوياتها ما قبل الاعصار. وأشار التقرير الى أن النصف الثاني من سبتمبر وكذلك على مدى شهر اكتوبر (تشرين الأول) تشهد كميات ضخ البترول الخام الى المصافي الاميركية تراجعا نتيجة لجوء هذه المصافي لجدولة عمليات صيانة دورية خلال هذه الفترة من العام استعدادا لموسم الشتاء، مشيرا الى ان التغيرات التي شهدتها امدادات النفط خلال الاسبوع الماضي رسمت صورة مبهمة لاتجاهات عمل المصافي للفترة المقبلة.

وأشار التقرير الى أن ارتفاع واردات أميركا من مادة البروبان خلال الاسبوعي المنتهي في 17 سبتمبر، ساهم في زيادة المخزون التجاري بواقع 2.2 مليون برميل ليصل حجم المخزون الى حوالي 63.8 مليون برميل. وذكر التقرير الأسبوعي الذي تصدرة وكالة معلومات الطاقة في وزارة الطاقة الاميركية انه وبالرغم من ان إعصار ايفان أعاق جزءا كبيرا من حركة الشحن عبر خليج المسكيك، إلا ان عددا من كبرى شحنات البروبان استطاعت الوصول الى منطقة هيوستن خلال فترة الاعصار.

وأشار التقرير الى أن الاحتياطي التجاري الأميركي من النفط الخام شهد خلال الاسبوع الماضي المنتهي في 17 سبتمبر تراجع بحوالي 9.1 مليون برميل ليصل الى 269.5 مليون برميل وبذلك يكون هذا الاحتياطي قد تراجع بحوالي 11.3 مليون برميل على مدى العام. كما شهد المخزون التجاري من مادة الجازولين ارتفاعا خلال الاسبوع بحوالي 1.5 مليون برميل ليصل الى 199.7 مليون برميل.

من جانب آخر قال مسؤول نفطي عراقي ان مخربين هاجموا أمس خط أنابيب يربط بين حقول النفط الشمالية والجنوبية في العراق وأوقفوا الضخ عبر الخط. وقع التفجير في جزء من خط الأنابيب يمتد قرب النجف جنوب بغداد. ويستخدم الخط أساسا في تغذية مصافي النفط العراقية وسبق أن تعرض لعدة هجمات هذا العام ويحتاج بالفعل لإصلاحات كثيرة.

والخط مصمم لنقل خام البصرة الخفيف الى الشمال أو الانتاج من حقول كركوك الشمالية الى الجنوب. ولا يمتد الخط الى مرفأي العراق على الخليج. وقال وكيل ملاحي ان صادرات النفط الخام من مرفأ البصرة النفطي الجنوبي استمرت بمعدل 1.9 مليون برميل يوميا أمس الخميس. وفي وقت سابق من هذا الاسبوع استأنف خط الأنابيب الشمالي الضخ بمعدل 225 الف برميل يوميا. وقال وكيل ملاحي ان صادرات العراق الجنوبية من النفط استمرت أمس الخميس بمعدل 1.9 مليون برميل في اليوم، أي ما يقرب من طاقتها القصوى.