الملتقى العربي للسياحة والسفر ينطلق في بيروت بمشاركة 200 مؤسسة وسط تأكيد على دور القطاع الخاص

حصة الشرق الاوسط من السياحة وصلت إلى 13 مليار دولار بنسبة 0.02% من حجم الإنفاق العالمي

TT

بعد جلسة افتتاحية مسائية غلب عليها الطابع السياسي من خلال كلمة الأمير الوليد بن طلال رئيس شركة المملكة القابضة، وبحضور رئيس الجمهورية إميل لحود، بدأ الملتقى العربي للسياحة والسفر جلساته الرسمية امس في بيروت في قاعة مجاورة لصالة المعرض التي ازدحمت بمشاركة 200 مؤسسة وطنية وخاصة على مساحة 2000 متر مربع.

وتركزت الجلسات على واقع واتجاهات السياحة العربية حيث ترأس الجلسة الأولى وزير السياحة اللبناني علي حسين عبد الله الذي اورد احصاءات صادرة عن منظمة السياحة العالمية تظهر ان حصة منطقة الشرق الأوسط لم تتجاوز 13 مليار دولار من الإنفاق السياحي في العام الماضي من اصل 474 مليار دولار للإنفاق السياحي العالمي نالت منها اوروبا 240 مليار دولار واميركا 114 مليار دولار وآسيا 95 مليار دولار.

وتطرق وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء ووزير العدل الأردني الدكتور صلاح الدين البشر عن التحديات التي تواجه السياحة في العالم العربي وعن توجهات الأردن لبلورة اقتصادية واضحة تعنى بعدد من محرمات النمو، حيث كان التركيز بشكل أساسي على الصناعات التحويلية، والسياحة وتقنية المعلومات. وعزا ذلك الى ان الحكومة وصلت الى إدراك أهمية الشراكة بين القطاع العام والخاص التي تشكل مخرجاً من أزمة اقتصادية مرّ بها الاردن في نهايات الثمانينات، معتبرا انها الطريقة الوحيدة لإيجاد فرص عمل تستطيع ان تستوعب التحديات الاجتماعية التي تواجه الأرض وهي الفقر والبطالة.

وتحدث رئيس هيئة الانماء التجاري والسياحي في امارة الشارقة الشيخ طارق القاسمي عن واقع القطاع السياحي في الامارات فقال: «مما لا شك فيه، بأن وصول اسعار النفط الى مستويات قياسية تبلغ الخمسين دولار للبرميل الواحد ستعود بدخل الموازنة الى تحقيق فوائض كبيرة، الا ان الخطط تجري منذ فترة طويلة على دفع القطاعات الحيوية المرتبطة بالاقتصاد الوطني الى الاعتماد على ذاتها حيث لا يمكن تحقيق طفرة اقتصادية سياحية بدون قنوات مالية سليمة وأسواق لرأس المال يمكنها ضخ السيولة المطلوبة الى المؤسسات والمشاريع القائمة».

أما عمرو عبد الغفار، الممثل الإقليمي للشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية فتناول المتغيرات التي يشهدها العالم وبالتالي القطاع السياحي العالمي حيث تتغير صناعة السفر والسياحة التي شهدت فترة عصبية خلال السنوات الثلاثة الماضية بسبب الصدمات العديدة والمتكررة التي هزت اسس الصناعة نفسها، بدأت بانتكاسات اقتصادية متعاقبة، وتلتها مأساة 11 سبتمبر (ايلول)، ونزاع العراق والهجمات الإرهابية على السياح، فضلا عن وباء الالتهاب الرئوي غير النمطي (سارز)، ووباء انفلونزا الدجاج في آسيا ومختلف الحوادث الطبيعية.

من جهته اورد نائب رئيس المجلس العالمي للسياحة والسفر ريتشارد ميلر جدولا إحصائيا عن وضع الصناعة السياحية في منطقة الشرق الأوسط، معتبرا ان قطر تحتل مركز الصدارة في الدول الأكثر تناميا على هذا الصعيد بالنسبة الى التوقعات في السنوات العشر المقبلة، وتليها البحرين ودول منطقة الخليج. أما بالنسبة للدول الأكثر تكثيفا للسياحة فهي مصر والبحرين والاردن.

بدوره استعرض نائب وزير السياحة السورية مهند كلش واقع الصناعة السياحية في سوريا، مشيرا الى تركيز وزارة السياحة السورية على الترويج للسياحة العربية واعادة هيكلة القطاع السياحي وتسريع وتيرة العمل في انجاز المشاريع السياحية الجديدة خصوصاً في القطاع الفندقي.

واشار مهند الى انه نتيجة لهذا الواقع الجديد المتمثل في زيادة اعداد السياح بنسب عالية، تتجه وزارة السياحة للعمل الى زيادة عدد مقاعد الطيران المتاحة للوصول الى سورية، حيث اعلنت شركة الطيران السورية عن قرارها شراء طائرات جديدة، كما تم اقرار السماح بأحداث شركات خاصة في سورية للنقل الجوي وللرحلات العارضة.

وانعقدت الجلسة الثانية برئاسة رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني، وكانت تحت عنوان «دور شركات الطيران في تطوير السياحة العربية» وتحدث خلالها كل من رئيس هيئة السياحة القطرية والرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر عن قطر كوجهة سياحية تتمتع ببنية تحتية متطورة، ومصادر ضخمة من النفط والغاز، ومناظر طبيعية خلابة، مركزاً على ان هناك توجهاً حكومياً لتحويل الاقتصاد القطري من شكله التقليدي الى وجهة من افضل الوجهات الترفيهية، الثقافية والرياضية، فضلاً عن سياحة الاعمال، مشيرا الى ان عدد السياح الذي توافدوا الى قطر بلغ 400 الف، في حين تسعى بلاده لاستهداف مليون سائح مع العام 2010.

من ناحيته تحدث رئيس مجلس الادارة والمدير العام لشركة الطيران الشرق الاوسط محمد الحوت الذي اكد على اهمية تقديم التسهيلات لتنشيط قطاع السياحة والسفر. ولفت الحوت الى ان طيران الشرق الاوسط ستنقل هذا العام مليونا و150 الف راكب، محققاً بذلك الرقم الذي حققته الشركة عام 1974. وتناولت الجلسة الثالثة: «السياحة والاستثمار ودور المشاريع الكبرى في تطوير السياحة» وانعقدت برئاسة ناصر نويس، رئيس مجلس ادارة مجموعة روتانا. وتحدث فيها رئيس هيئة السياحة في وزارة الثقافة في العراق احمد الجبوري، اضافة الى رئيس شركة «هوسبتاليتي» غسان صادر الذي ناقش تطوير القطاع السياحي في الشرق الأوسط، والمدير التنفيذي للتسويق والعمليات في شركة النخيل وحيد عطا الله، متطرقا الى مشاريع النخيل في دبي.