انطلقت أمس في سلطنة عمان اجتماعات (ايكاردا) الدورة 44 التي تستمر يومين بمشاركة عدد من الخبراء يمثلون عددا من الدول العربية. وقال الدكتور احمد بن ناصر البكري مساعد مدير عام الزراعة للبحوث والارشاد الزراعي والمنسق الوطني لبرنامج ايكاردا لشبه الجزيرة العربية ان الاجتماع سيتضن مناقشة وضع سياسات الايكاردا وتقييم البرامج واعتماد الموازنة المالية. وتتمثل مهام إيكاردا في تحسين المستوى المعيشي للسكان من خلال إجراء البحوث والتدريب في المناطق الجافة من بلدان العالم النامي، عن طريق زيادة إنتاج المحاصيل وإنتاجيتها، وتحسين الجودة الغذائية، وحفظ قاعدة الموارد الطبيعية والمحافظة عليها في الوقت نفسه. كما يقع على عاتق إيكاردا تقديم البحوث الزراعية، وتبادل الأصول الوراثية والمعلومات بحرية لإجراء البحوث، وحماية حقوق الملكية الفكرية بما فيها المعارف المحلية للمزارعين، وتنمية الموارد البشرية، واستخدام الموارد الطبيعية بشكل مستديم والتخفيف من وطأة الفقر وخاصة بين النساء والأطفال. وتعمل إيكاردا على خدمة العالم النامي برمته لتحسين محاصيل الشعير والعدس والفول، وكفاءة استعمالات المياه في الحقل في المناطق الجافة من البلدان النامية، وتحسين تغذية وإنتاجية المجترات الصغيرة (الأغنام والماعز)، وإحياء المراعي الطبيعية وإدارتها وغيرها من الامور.
ومن جهته قال المهندس خلفان بن صالح بن محمد الناعبي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية العماني ان الاجتماع سيناقش مخرجات الاجتماع السنوي للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية والذي انعقد أخيرا في المكسيك خلال الفترة 25 ـ 29 أكتوبر (تشرين الاول) 2004، بالإضافة إلى الاطلاع على تقارير ونتائج العمل لبرامج وأنشطة ايكاردا في منطقة وسط آسيا وشمال غرب افريقيا وكذلك التقرير المالي للمركز.
تجدر الاشارة إلى أن منطقة عمل إيكاردا تغطي التوزيع الجغرافي لمنطقة وسط وغرب آسيا وشمال أفريقيا وكذلك البلدان النامية ذات المناطق الجافة والمناخ تحت المداري والمعتدل. من جهة أخرى اشار الدكتور عادل البلتاجي المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا) في كلمته ان العالم يعاني الآن من تغير المناخ الذي صاحبه بشكل مباشر الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة وزيادة الجفاف الى المناطق الجافة بطبيعتها، مبينا ان ايكاردا تبذل شتى الجهود ووضع التصورات لما يمكن أن يحدث في المستقبل، لاسيما الخمسين عاما المقبلة من خلال استخدام أحدث المعطيات العالمية لرفع كفاءة استخدام المياه للحفاظ على الموارد الطبيعية كالتنوع الحيوي وزيادة الانتاجية والتركيز على جودة المنتج.
واشادت الدكتورة مارغريت كاتلي كارلسون رئيسة مجلس الأمناء بالتطور والتنمية المتسارعة التي تعيشها السلطنة، وركزت على المعلومات الهامة حول زراعة وانتاج النخيل بالسلطنة لاسيما المشاريع البحثية المشتركة بين السلطنة وايكاردا، وقالت: «ان البيانات والنتائج التي تم الحصول عليها مشجعة ومتميزة للغاية نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها الباحثون العمانيون في المجالات الزراعية، وهذه النتائج ستساعد في خدمة القطاع الزراعي ليس في السلطنة فحسب ولكنها يمكن أن تشمل جميع دول العالم النامي».