السعودية: تباطؤ الطلب على المشالح يدفع لنشوء سوق للمستعمل وانتعاش خدمة التأجير

533 دولارا سعر المشلح الأصلي وارتفاع مبيعات موسم العيد المقدرة لا تتعدى 5%

TT

أسهم تباطؤ الطلب العام على المشالح في السعودية والارتفاعات النسبية في مواسم البيع الذي قدره عاملون فيه بأقل من 5 في المائة، لنشوء سوق للمشالح المستعملة وتسويقها جنبا لجنب مع المشالح الجديدة وانتشار خدمة التأجير لدى بعض المتاجر المتخصصة مع قبول السعوديين الذين يضطرون لاستخدام المشالح في عدد من المناسبات سنويا.

وتراوحت أسعار المشالح المستعملة في سوق الزل في العاصمة الرياض، بين 60 ريالا ( 16 دولارا)، و500 ريال ( 133.3 دولار) للمشلح المتواضع التصنيع وهو مستورد من سورية في حين يصل سعر الحساوي المستعمل لنحو ألفي ريال (533 دولارا)، في حين يبدأ سعره فوق 500 ريال ( 133.3 دولار).

ويتحشد كبار السن من السعوديين وغيرهم من العمالة العربية الأخرى العاملة في السوق للسمسرة والتسويق على أكوام من المشالح بألوانها المختلفة وأصنافها المتنوعة التي يحملوها البعض على ذراعيه ويمشي في محيط السوق لتسويقها أحيانا في دخول في خلافات حادة مع الزبائن ترتفع معها الأصوات وكثيرا ما تنتهي بتفرق الطرفين.

ويتحاشى العاملون السعوديون في هذا المجال البيعي الدخول في الحلف والذمم إذ يقلون في وصف ميزات المشلح المستعمل وأصالته ويتحوّطون عوضا عن ذلك بتذكير العميل أن السلعة أمامه ويمكنه الإطلاع فيها وفحصها قبل شرائها، وهو الأمر الذي يفسر عدم تأكيدهم على نوع المشلح ومكان صناعته في دلالة على تحرز شرعي وتخوف من الدخول في ذمم في المقابل يزيد في العمالة المشتغلة في السمسرة وصف السلعة والتأكيد على جودتها فلا يفاجئ الواقف في السوق للفرجة على سلعة ما بتسلل عامل من خلفه ليلبسه مشلحا غالي الثمن ويقول: «عريس.. ما شاء الله».

ويقول عبدالله بن عبدالعزيز بن منصور بائع في السوق إن محدودية الوضع المادي للفرد السعودي قادت لتباطؤ في حركة نمو السوق وهو الأمر الذي يفسر نشوء سوق للمستعمل لإكمال دورة المنتج وإعادة للسوق ثانية بعد أن يشتريها العميل مرة أخرى، مفيدا أن المشلح المستعمل أخذ في التنامي والانتشار في السوق بشكل كثيف.

وأوضح بن منصور أن مما دفع السوق للاستقرار وركود الطلب هو صعود الأسعار واختلافها عن السابق منذ عشرات السنين، مشيرا إلى أن تزايد الأشكال والأصناف تحل جزءا من الركود خاصة في مواسم البيع المتمثلة في الأعياد والصيف. وأكد عامل يشتغل في السمسرة رفض الإفصاح عن نفسه مكتفيا بالاسم الأول صالح أنه يبحث عن مكاسب ولو كانت بسيطة قد لا تتجاوز في أكثرها 50 ريالا (13.3دولار) مفيدا أن المنافسة واقتصار البيع في مواسم محددة وأصناف وأشكال المشالح ومصادرها ومسوقيها والمصانع المتخصصة أسهم كل ذلك في إحداث عدم ثقة وتراجع أسعار بعض المشالح وإدخال الشك والريبة في ذهن العميل.

وبين صالح أن من المهم التأكد من عملية قياس المشلح وطوله ليتمكن السمسار من تسويقه بثقة وإضفاء مزيد من الحماس على عملية السمسرة، مفيدا أن التغيير في أطوال المشلح وهو ما يسمى بـ«الخبن» يفقده نسبة كبيرة من سعره الأصلي خاصة مع تزايد معرفة بعض العملاء بأنواع وأصناف المشالح. من جانبه، يصف عبد الله السالم يدير متجرا لبيع المشالح المستعملة أن هناك أصنافا ليست معروفة بالجودة وأصالة الإنتاج يتم تسويقها عبر السمسرة للعملاء كبعض المشالح السورية والكويتية والإماراتية بأنها عالية الجودة والحياكة، مشيرا إلى أن الأسعار تنطلق مع بداية السمسرة بحسب تقييم الراغب في المشلح وهي تخضع لدقة المشلح ونظافة أجزائه وعدم تعرضه لتشققات أو ثقوب.

وأفاد السالم أن ظاهرة بيع المشالح المستخدمة اتخذت مسلكا جديدا غير السمسرة إذ بدأت بعض المحال بيعها وعرضها للعملاء بل وتعليقها في واجهة المتاجر بعد انخفاض في الإقبال لشراء المشالح الذي يراه يرجع إلى الفكر للجيل المقبل وتخليه التدريجي ولو بشكل نسبي عن عادة لبس المشلح في بعض المناسبات.

وزاد السالم أن البائعين انطلقوا في سياسة لتحريك بضائع المشالح المستخدمة عبر تأجيرها على العملاء، مبينا أن هناك قبولا واسعا بين بعضهم لاستئجار المشلح المستعمل النظيف وخاصة «الفاخر» منها لافتا إلى أن أسعار الاستئجار تنطلق من 70 ريالا (18.6 دولار) للمشالح العادية إلى أكثر من 100 ريال (26.6 دولار) للمشالح الراقية وتمتد فترة الإيجار إلى ثلاثة أيام. وأضاف السالم أنه يتم التأمين على المشالح باختلاف قيمتها وجودتها بقيمة لا تقل في معظم الأحيان عن 500 ريال (113 دولارا) مبينا أنه لا يمكن صيانة المشلح على الإطلاق كما يتصور البعض، إذ لا يمكن خلع «الزري» وإعادة حياكته من جديد بل إن أقصى ما يمكن صنعه للمشلح هو تلميع الزري وإضفاء لمعان أكثر وغسله لتجميل لونه وتجديده.

ويقدر تجار السوق والمتخصصون في تسويقه وبيعه بكميات ضخمة إلى أن حجم سوق المشالح والفراء في السعودية يلامس 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار) تقريبا خاصة مع تماسك أسعار بعض المشالح ولو على قدمها إضافة إلى ارتفاع سعرها الذي يصل في المتوسط 1500 ريال (400 دولار) وحتى أكثر من 6 آلاف ريال (1.6 ألف دولار).