موردو الأرز السعوديون يترقبون مبيعات تفوق 53 مليون دولار رغم انحسار أعمال الجمعيات الخيرية العام الجاري

توقع استهلاك 25 مليون كيس من زكاة الفطرة و5% النمو السنوي للنشاط

TT

توقع عدد من مستوردي الأرز في السعودية أن تلامس مبيعاتهم خلال موسم فطرة هذا العام الذي يتوجه معظم السعوديين فيه لإخراج زكاة الفطر المفروضة من قوت البلد المتعارف عليه، نحو 200 مليون ريال (53.3 مليون دولار) الأمر الذي يتنبأون معه باستهلاك قرابة 75 ألف طن تمثل 25 مليون كيس صغير من الأرز تزن 3 كيلوغرامات (صاعا شرعيا تاما).

ونفى المستوردون حدوث تأثيرات على عوائدهم جراء انحسار أعمال بعض المؤسسات الخيرية السعودية في الخارج والتغاء بعضها خاصة التي ترتبط بعقود مع مؤسسات توريد الأرز خلال السنوات الماضية مفيدين أن التوجه المكثف للأعمال الخيرية في داخل البلاد دفع لزيادة الكميات المطلوبة فخلق نوعا من توازن في الطلب بين السابق واللاحق.

وقال محمد العبد الرحمن الشعلان مدير عام شركة «عبد الرحمن ومحمد العبد العزيز الشعلان» إنه لم يلمس تأثيرا يمكن وصفه بالسلبي جراء انحسار عقود التموين مع بعض الجمعيات الخيرية نتيجة إغلاقها مقابل تزايد الإقبال المتوافق مع استمرار نمو الاستهلاك السنوي في السعودية، مبينا أن نسبة ما تستحوذ عليه الجمعيات الخيرية من إجمالي استهلاك الأرز في موسم زكاة الفطر المبارك تمثل نحو 30 في المائة.

وأشار الشعلان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن من الأسباب التي أسهمت في زيادة مبيعات العام الجاري من الأرز ارتفاع نسبة مخصصات الإعلان في جميع أشكال وسائل الإعلام مفصحا عن توجه المستوردين السعوديين لتكثيف سياسة الدعاية والإعلان لجميع وارداتهم من الأرز للاستحواذ على نسبة جيدة من السوق في ظل التنافس الكبير ودخول عشرات الأسماء الجديدة التي تسعى لحجز أماكنها في السوق إلا أن معظمها لا يلبث حتى ينسحب مع اشتداد المنافسة.

من جانبه، قال أحمد المهيدب مدير التسويق بشركة المهيدب للأغذية إحدى أقدم المؤسسات العاملة في تسويق الأرز أن أبرز الملاحظات البارزة في سلكوك السوق لتسويق زكاة الفطر هي استغلال بعض المؤسسات العاملة للموسم الجاري وبيع وارداتهم من الأرز ضعيف الجودة عبر طرق ملتوية كالتغليف بأكياس جميلة قبل طرحه في الأسواق لإدراكهم بحتمية الشراء مع ضيق الوقت.

وأضاف المهيدب الذي انتهجت شركته سياسة تخصيص كميات قليلة لموسم زكاة الفطر، أن الشركات التي تحترم عملاءها لا تخوض في مثل تلك السلوكيات الشائنة مفيدا أن أعدادا كثيرة من المؤسسات تدخل في السوق برغبة الاستحواذ عليه والاستفادة منه وتخرج متكبدة خسائر كبيرة جراء عدم الإدراك بأسرار السوق وجديّة العمل إذ تحتاج سلعة الأرز لإمكانيات تخزين عالية وسياسة تسويق دقيقة مع منتج عالي الجودة. إلى ذلك، أفاد عبد الله بلشرف مدير عام الوكالات بمؤسسة عمر بلشرف التجارية أن دخول الشركات الصغيرة غير المنظمة تسبب في إرباك السوق واضفى عليه نوعا من الاهتزاز خاصة في ثقة المستهلك مع المورد، مشيرا إلى أن السوق يشهد خروج عشرات المؤسسات سنويا جراء محاولة بعضها الدخول والاستفادة من الموسم السنوي بشكل غير منظم ومخطط له. وبين بلشرف أن الأسماء المعروفة والموثوقة في توريد الأرز المعتبر لا تزال تحافظ على اسمها وتسعى دائما لتطوير ذاتها للمحافظة على عملائها مؤكدا استقرار أسعار الأرز خلال موسم البيع الحالي على مستوياتها السابقة نتيجة توفر كميات ضخمة من الأرز لدى الموردين مع سياسة التخزين الدقيقة والاحتياطية التي ينتهجها التجار لإمداد السوق بكل الكميات المطلوبة. ويمثل الأرز القوت الأساسي في السعودية ومنطقة الخليج إجمالا، حيث يقدر حجم الواردات السنوية من هذه السلعة بنحو مليون طن، تستحوذ الهند على نسبة 58.5 في المائة من إجمالي هذه الكمية بما يعادل 410 آلاف طن، يليها الأرز الأميركي الذي تبلغ واردات السعودية منه حوالي 115 ألف طن سنويا، ثم الباكستاني بحوالي 90 ألف طن، والتايلندي بنحو 30 ألف طن، والأسترالي بحوالي 25 ألف طن، وتتوزع النسبة المتبقية بين مصادر عدة من بينها فيتنام ومصر.