مصدر خليجي: «أوبك» تعتزم تخفيض الإنتاج في اجتماعها مارس المقبل

شكيب خليل: المنظمة مستعدة لتزويد احتياجات أميركا بالنفط استجابة لحاجات المستهلكين

TT

قال مصدر خليجي مطلع على السياسة النفطية السعودية امس ان دول اوبك تميل نحو اجراء خفض آخر في انتاجها الشهر المقبل بسبب مخاوفها من ان يؤثر التباطؤ الاقتصادي على الطلب على الخام. وأضاف المصدر ان الخفض مطلوب على الارجح بسبب تراجع الطلب على خامات اوبك خلال بقية العام وارتفاع المخزونات خاصة في الولايات المتحدة.

وتوقع تزايد صادرات العراق. وابلغ المصدر رويترز «بسبب التقديرات الاخيرة قد تعدل اوبك مستويات انتاجها خلال اجتماعها في مارس (اذار). وأضاف «سيقرر الوزراء في الاغلب خفض الانتاج عندما يجتمعون في 17 مارس.

وتابع ان نطاق الخفض الذي قد تنفذه اوبك ليصبح ثاني خفض لانتاجها خلال ثلاثة اشهر لم يتقرر بعد.

وقال «سيتقرر ذلك خلال الاجتماع». وفي وقت سابق هذا الاسبوع قال شكيب خليل رئيس اوبك انه لا يرى حاجة في الوقت الراهن لخفض الانتاج في مارس لان الاسعار قريبة من المستويات التي تستهدفها المنظمة.

ويبلغ سعر سلة خامات اوبك الان نحو 25 دولارا للبرميل اي عند منتصف النطاق السعري الذي حددته المنظمة بين 22 دولارا و28 دولارا للبرميل. لكن بعض مندوبي اوبك يخشون من احتمال انخفاض الاسعار قبل الاجتماع.

وتراجعت اسعار النفط بنحو 2.50 دولار للبرميل هذا الاسبوع بعد ان خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب العالمي على النفط هذا العام استنادا الى التباطؤ الاقتصادي. وبلغ سعر مزيج برنت خام القياس العالمي امس 27 دولاراً للبرميل.

وخفضت وكالة الطاقة الدولية في احدث تقاريرها تقديراتها لنمو الطلب بواقع 140 الف برميل في اليوم لتبلغ الزيادة المتوقعة 5.1 مليون برميل يوميا في سوق النفط العالمية التي يقدر حجمها بنحو 77 مليون برميل في اليوم.

ويبلغ حاليا انتاج الدول العشر الاعضاء في اوبك والمشاركة في نظام الحصص باستثناء العراق 2.25 مليون برميل يوميا بعد ان خفضت المنظمة انتاجها بمقدار 5.1 مليون برميل يوميا منذ بداية الشهر الحالي.

وأضاف المصدر ان الخفض مطلوب على الارجح بسبب تراجع الطلب على خامات اوبك خلال بقية العام وارتفاع المخزونات خاصة في الولايات المتحدة وتزايد صادرات العراق. وابلغ المصدر «رويترز» بسبب التقديرات الاخيرة قد تعدل اوبك مستويات انتاجها خلال اجتماعها في مارس.

ورد على سؤال عن حجم الخفض المتوقع قائلا «سيتقرر ذلك خلال الاجتماع». ويبلغ سعر سلة خامات اوبك الان نحو 25 دولارا للبرميل اي عند منتصف النطاق السعري الذي حددته المنظمة بين 22 دولارا و28 دولارا للبرميل.

من جانبه قال شكيب خليل رئيس منظمة اوبك ان المستهلكين الاميركيين يمكنهم الاعتماد على المنظمة في امدادهم بالنفط الكافي لتلبية احتياجاتهم من البنزين خلال فصلي الربيع والصيف. وقال خليل امس الاول ردا على سؤال عما اذا كان للولايات المتحدة ان تقلق من احتمال خفض اوبك لانتاجها في اجتماعها المقبل في مارس مما قد يدفع مخزونات البنزين الاميركي للانخفاض هدفنا الاول هو الاستجابة لاحتياجات المستهلكين». وحذرت ادارة معلومات الطاقة الذراع الاحصائي لوزارة الطاقة الاميركية في وقت سابق هذا الشهر من ان امدادات البنزين ستنخفض مع بدء موسم العطلات الذي يزيد فيه استهلاك الوقود وقد تشهد اسعار الوقود تأرجحا عنيفا. وابلغ خليل الصحافيين بعد ان ادلى بكلمة في مجلس الشركات للشؤون الافريقية «سنلبي هذه الاحتياجات». وتوقع خليل ان تقدم دول من خارج اوبك كذلك ما يكفي من النفط لمقابلة الطلب الاميركي على البنزين.

ورغم اشارته الا ان وزير نفط قطر ابدى تحفظات مماثلة على احتمال خفض انتاج اوبك مرة اخرى.

وقال شكيب «لم اتحدث مع احد بعد بخصوص هذا الامر».

ويزور خليل الذي يشغل كذلك منصب وزير النفط في الجزائر الولايات المتحدة حيث اجتمع مع وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام ومسؤولين من وزارة الخارجية.

وقال ان اجتماعه مع وزير النفط كان جيدا رغم انهما لم يبحثا سياسات معينة لاوبك او مستويات الانتاج التي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها في الاجتماع المقبل للمنظمة. ولكن خليل قال ان اوبك ستأخذ في الاعتبار احوال الاقتصاد الاميركي عند بحث ما اذا كانت ستتخذ اجراء بشأن مستوى الانتاج في اجتماعها الشهر المقبل. واشار كذلك الى ان انخفاض اسعار النفط في الفترة الاخيرة لن يؤثر بالضرورة على القرار. وخفضت ادارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو الطلب المحلي على النفط هذا العام الى 7.1 في المائة من 5.2 في المائة. وقال خليل ان هذا الخفض الذي يبلغ مقداره 150 الف برميل يوميا من المستبعد ان يؤثر على قرار اوبك. لكنه اشار الى ان وزراء المنظمة سيرقبون عن كثب توقعات الادارة للطلب في مارس المقبل وتوقعات وكالة الطاقة الدولية للطلب التي ستصدر قبيل الاجتماع.

وعلى صعيد سوق النفط العالمية ارتفع سعر مزيج برنت خام القياس العالمي في التعاملات الالكترونية في بورصة البترول الدولية متجاوزا 27 دولارا للبرميل امس قبل ان يتراجع في جلسة التعامل الرسمية. وفي الساعة 1037 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر برنت في عقود ابريل (نيسان) 26 سنتا الى 90.26 دولار للبرميل. وارتفع سعر السولار في عقود مارس ثلاثة دولارات الى 224 دولارا. وفي الولايات المتحدة ارتفع سعر الخام 26 سنتا الى 06.29 دولار للبرميل في بورصة نيويورك. وقال المحلل لورانس ايجلز من مؤسسة جي.ان.اي. للابحاث في تقريره اليومي ان البحث عن اسباب للتراجع غير مجد مثلما كما كان البحث عن اسباب لارتفاع السعر في بداية فبراير (شباط) الحالي.

من جانبها ذكرت وكالة انباء اوبك امس نقلا عن امانة منظمة اوبك ان سعر سلة خامات نفط اوبك السبعة هبط أمس الاول الى 83.24 دولار للبرميل من 74.25 دولار الاربعاء الماضي. وتقضي آلية اوبك لضبط اسعار النفط بخفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا اذا ظل سعر السلة أدنى من 22 دولارا لمدة عشرة ايام عمل متصلة وزيادته بنفس الكمية اذا ارتفع السعر عن 28 دولارا للبرميل طوال 20 يوم عمل متصلة. وبدأت دول أوبك منذ بداية الشهر الجاري خفض الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا لتفادي مزيد من الهبوط في اسعار النفط رغم ان سعر السلة ظل داخل النطاق السعري المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل. =