مباحثات قريبة لرئيس الوزراء المصري لتوسيع علاقات التعاون الاقتصادي مع الصين واليونان وروسيا

TT

تشهد الايام المقبلة سلسلة من الاجتماعات الهامة التي يعقدها الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري مع النائب الاول لرئيس وزراء الصين وكل من رئيس وزراء اليونان وروسيا الذين يقومون بزيارات متتابعة لمصر بهدف تدعيم العلاقات الاقتصادية وتوسيع التعاون التجاري والاستثماري والتقني بين مصر وهذه الدول. وتأتي العلاقات المصرية الصينية على رأس القضايا المطروحة للمناقشة، خاصة بعد الاتصالات المكثفة والزيارات التي قام بها مسؤولون صينيون للقاهرة لعقد اتفاقات تجارية مع الجانب المصري. وشهد رئيس الوزراء المصري توقيع عقود بين الجانبين في اوائل شهر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بلغت قيمتها اكثر من مليار دولار في مجالات الملابس الجاهزة والاسمنت والصناعات الإلكترونية والاتصالات وصناعة الدراجات وقطع الغيار ومواد البناء والبتروكمياويات.

ويزور القاهرة في العشرين من الشهر الحالي هونغ هو، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي بالحزب الشيوعي الصيني. وتستغرق الزيارة اربعة ايام يبحث فيها مع رئيس الوزراء المصري تفعيل اتفاقات التعاون وزيادة الاستثمارات الصينية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غربي المنطقة بخليج السويس. وقد اقامت الصين بالفعل مصنعا للملابس الجاهزة في هذه المنطقة، وقدمت منحة 10 ملايين دولار لاقامة مبني لخدمة المستثمرين بالمنطقة.

واشارت مصادر مجلس الوزراء المصري الى انه سيتم خلال زيارة المسؤول الصيني الاتفاق على قيام الشركات الصينية بالتعاون مع مصر في تحديث مصانع الغزل والنسيج المصرية، كذلك صناعة الادوية ومعدات الاتصال والآلات الزراعية، كذلك تصدير المحاصيل الزراعية التي تحتاجها السوق الصينية بعد تزايد قوة الاقتصاد الصيني وارتفاع مستويات المعيشة ومعدلات الاستهلاك.

وأضافت المصادر أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في الاستثمارات الصينية في مصر واقامة شركات مشتركة بين الجانبين ينفذها القطاع الخاص لتلبية الاحتياجات المحلية في مصر وتصدير الفائض الى الاسواق المجاورة العربية والافريقية، وكذلك الأسواق الاوروبية بعد تنفيذ اتفاقية المشاركة المصرية الاوروربية. كما يبحث الدكتور أحمد نظيف التعاون مع الصين في مجال تطوير البحث العلمي والتكنولوجي المرتبط بالصناعة وقدوم الشركات الصينية العاملة في مجال التقنية المتقدمة للاستثمار والعمل المشترك في مصر في اطار برنامج الحكومة لنقل التقنية ودعم البحث العلمي في مصر، الى جانب استخدام التقنية الحديثة في مجال الزراعة لزيادة الحاصيل وتحقيق هدف الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية. ومن المقرر ايضا أن يتم استعراض توسيع التعاون بين مصر والصين في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة بهدف زيادة فرص التشغيل الذاتي الحر لشباب الخريجين في مصر. وفي السياق ذاته يستعرض الدكتور أحمد نظيف مع السيد كوستاس كرأمنليس رئيس الوزراء اليوناني، الذي يقوم بزيارة لمصر في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري تستغرق ثلاثة ايام ـ عددا من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ودعم العلاقات بين مصر واليونان في مختلف المجالات. وقالت مصادر مجلس الوزراء إن الدكتور نظيف سيبحث مع نظيره اليوناني زيادة حجم التبادل التجاري الاستثماري بين مصر واليونان وزيادة الصادرات المصرية الى السوق اليونانية، وإقامة المشروعات المشتركة خاصة في القطاع السياحي، الى جانب التعاون بين الجانبين في تطوير أسطول النقل المصري خاصة في قطاع شحن البترول والغاز الطبيعي المسيل المصري إلى الأسواق الاوروبية بعد تزايد الطلب عليه اوروبيا. وعلى صعيد اخر يبحث الدكتور احمد نظيف مع ميخائيل فرادكوف رئيس الوزراء الروسي، الذي يقوم بزيارة لمصر في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي تستغرق ثلاثة ايام على رأس وفد كبير من الوزراء ورجال الاعمال الروس، تدعيم التعاون الاقتصادي والتجارة والاستثماري بين مصر وروسيا وزيادة حجم الصادرات المصرية للسوق الروسية وإقامة مشروعات مشتركة بين رجال الاعمال بالبلدين في مجالات السياحة والزراعة والبترول والغاز الطبيعي والطاقة الى جانب المجال الصناعي. وذكرت مصادر مجلس الوزراء أن الدكتور أحمد نظيف سيبحث خلال لقائه مع رئيس الوزراء الروسي سبل تفعيل مذكرة التفاهم التي وقعها بوريس الشن وزير الصناعة الروسي خلال زيارته للقاهرة في اكتوبر الماضي والتي تقضي بالتعاون بين البلدين في مجالات الصناعات الثقيلة وتصنيع السيارات وبعض أجزاء الطائرات ونقل التقنية. كما سيناقش الجانبان زيادة حجم السياحة الروسية في السوق المصرية حيث توجد امكانية لزيادة عدد السياح الروس الذين يزورون مصر سنويا ويبلغ عددهم حاليا نحو نصف مليون سائح، خاصة بعد تزايد اهتمام السياح الروس بالمنتجعات الجديدة في منطقتي سيناء والبحر الاحمر. ويبحث الجانبان أيضا قيام عدد من الشركات الصناعية الروسية بتجديد وتحديث بعض المصانع الرئيسية في مصر التي كان قد تم انشاؤها في عهد الاتحاد السوفياتي السابق، إلى جانب زيادة الاستثمارات الروسية في اقامة المشروعات في مصر.