أسعار النفط تستقر بعد انخفاضها الحاد بنسبة 15 % خلال الأسابيع الثلاثة الماضية

«الطاقة الدولية» تتوقع استمرار تراجع الأسعار مع كفاية الإمدادات الدولية

TT

ارتفعت اسعار خام برنت مزيج القياس الاوروبي قليلا في التعاملات الاجلة في بورصة البترول الدولية بلندن أمس لتستقر بعد الانخفاضات الحادة التي فقد فيها برنت 8.50 دولار من سعره خلال الاسابيع الثلاثة الماضية.

وهبطت الاسعار نحو 15 في المائة عن مستوياتها القياسية في الاسابيع الثلاثة الماضية مع ضخ أوبك للنفط بما يقرب من أعلى المستويات في 25 عاما مما ساعد في زيادة مخزونات الدول المستهلكة.

وارتفع سعر برنت في عقود يناير(كانون الثاني) خمسة سنتات الى 43.09 دولار في التعاملات الإلكترونية. وأغلق سعر برنت في عقود يناير على انخفاض 67 سنتا أول من أمس متأثرا بتراجع النمو ودفء الجو في شمال شرق الولايات المتحدة وارتفاع الامدادات. وارتفع سعر السولار في عقود ديسمبر(كانون الاول ) في بورصة البترول الدولية ستة دولارات عن سعر اقفاله أول من أمس ليسجل 406.25 دولار للطن بعد انخفاضه 10.25 دولار. وهبط سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود ديسمبر في بورصة نايمكس عشرة سنتات الى 46.77 دولار بعد انخفاضه بمقدار 45 سنتا أول من أمس.

من جهة أخرى قال مسؤول نفطي ايراني أمس ان ايران تعتقد أنه ينبغي لاعضاء اوبك خفض الانتاج ليعود الى مستويات الحصص الرسمية من أجل دعم أسعار خامات المنظمة ذات النوعية الاقل.

وقال المسؤول «اننا ننصح المنتجين بمزيد من اليقظة والالتزام كليا بحصص الانتاج. ينبغي للاعضاء التفكير في خفض الانتاج ليعود الى مستوى الحصص»، وذكر «كل الذين استفادوا من ضخ براميل اضافية في السوق يجب الان ان يراجعوا انتاجهم».

وفي طوكيو قالت وكالة الطاقة الدولية أمس انها تتوقع أن تستمر أسعار النفط في الانخفاض مع كفاية الامدادات الدولية ودلائل على أن ارتفاع تكاليف الطاقة يضر بالنمو الاقتصادي العالمي. وقال كلود مانديل المدير التنفيذي للوكالة للصحافيين «ان الاسعار الراهنة التي انخفضت بنسبة 16 في المائة عن مستوى قياسي بلغ 55.67 دولار يوم 25 أكتوبر (تشرين الاول) مازالت تعد مرتفعة». وقال مانديل مشيرا الى أن نمو اجمالي الناتج المحلي في العديد من الدول قد تضرر من ارتفاع أسعار النفط «هناك فرصة للمزيد من الانخفاض في الاسعار». وأضاف مانديل الذي يزور طوكيو للقاء مسؤولين من قطاع الطاقة وحضور مؤتمر دولي عن الطاقة أن القوة الحالية للاسعار غير مبررة بأساسيات العرض والطلب نظرا لان امدادات النفط العالمية تتجاوز الطلب.

ومن العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية، الزيادة الكبيرة في الطلب من جانب الصين التي تشتري النفط الخام بكثافة من افريقيا وروسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية بالاضافة الى موردها الرئيسي وهو الشرق الاوسط من أجل تشغيل اقتصادها.

وقال مانديل انه يتوقع أن تبدأ الصين أكبر مستورد للنفط في العالم في ملء مخزوناتها الاستراتيجية اعتبارا من العام المقبل لتأمين امدادات مستقرة للسوق المحلية في حالة تعثر الامدادات، لكنه قال ان الصين ستفعل ذلك على مدى عدة أعوام مما سيحول من دون حدوث ارتفاع محموم في الاسعار.

وتابع مشيرا إلى أثر ارتفاع الاسعار «هذا مضر للسوق ومضر لدافعي الضرائب»، الا ان وكالة الطاقة قالت ان مخاطر اضطرابات الامدادات تزايدت كذلك مع اتساع نطاق الشحنات والتدفقات التي تمر عبر نقاط اختناق.

من جهتها قالت وكالة أنباء أوبك «أوبكنا» أمس ان سعر سلة خامات أوبك واصل الهبوط أول من أمس ليصل الى 36.11 دولار للبرميل مقارنة مع 36.96 دولار يوم الجمعة ومسجلا أدنى سعر للسلة منذ منتصف يوليو ( تموز). وبلغ سعر سلة خامات اوبك أعلى مستوى عند 46.61 دولار للبرميل في اواخر اكتوبر عندما تجاوز سعر الخام الأميركي الخفيف مستوى 55 دولارا للبرميل وقفز خام برنت في لندن الى 51.94 دولار. ومعظم خامات اوبك عالية الكبريت وتباع بخصم عن الخام الأميركي وخام برنت اللذين يتميزان بانخفاض نسبة الكبريت فيهما.

وفي بغداد قال مسؤول نفطي أمس ان صادرات النفط عبر خط الانابيب في شمال العراق انخفضت الى 200 الف برميل يوميا بعد سلسلة هجمات تخريبية وقد تظل من دون طاقتها الاصلية لاكثر من شهر.

وكان العراق يضخ أكثر من 500 الف برميل يوميا عبر خط الانابيب الشمالي في وقت سابق من هذا الشهر. وأدت هجمات على خمس ابار نفط ومحطة ضخ الى توقف الانتاج في حقل نفط الخباز الواقع قرب مدينة كركوك في شمال العراق والذي يغذي خط أنابيب التصدير الرئيسي. على صعيد اخر أعلنت شركة وودسايد بتروليوم أكبر شركة للنفط والغاز مدرجة في البورصة الاسترالية أمس انها وقعت اتفاقا مدته عامان لتقييم مشروعات نفط وغاز محتملة في المنطقة الكردية بشمال العراق. وبمقتضى الاتفاق ستجري الشركة بالاشتراك مع وزارة النفط العراقية دراسة مدتها ستة أشهر سيتم أغلبها في مدينة بيرث في استراليا لتحديد مشروعات الغاز والنفط الجيدة.

وقال دون فويلت الرئيس التنفيذي لوودسايد في بيان «هذه خطوة أولية للعمل مع وزارة النفط والحكومة العراقية ولنفهم بشكل أشمل المخاطر والعائدات والمزايا المحتملة للاستثمار في قطاع النفط والغاز العراقي».

وهبط سهم وودسايد 0.9 في المائة ليصل الى 18.58 دولار استرالي في أوائل جلسة التداول المسائية في حين شهدت البورصة تراجعا بنسبة 0.25 في المائة.

واضطرت وودسايد التي تملك رويال داتش/شل حصة 34 في المائة من أسهمها للتطلع خارج استراليا لتعزيز انتاجها في مواجهة تراجع انتاج الحقول الاسترالية المقبلة وضالة النجاح في مجال التنقيب.

وقال روب ميلهاوس المتحدث باسم الشركة «الدراسة ستحدد ما ستكون عليه الخطوة التالية، واذا ثبت أن المنطقة واعدة بالنسبة لنا فقد نعرض على شركات استرالية أخرى فرصة المشاركة، لكننا مازلنا في مرحلة مبكرة للغاية».