الصين ودول جنوب شرقي آسيا تسعى إلى إقامة أكبر منطقة تجارة حرة في العالم تضم 1.7 مليار شخص

TT

بكين ـ ا.ف.ب: تستعد الصين ورابطة دول جنوب شرقي آسيا لاطلاق عملية ضخمة تتمثل في اقامة اكبر منطقة للتبادل الحر في العالم في العام 2010 تضم 1.7 مليار شخص من شوريا (شمال شرقي الصين) الى ادغال اندونيسيا.

وتأتي اقامة هذه المنطقة التي ستعلن هذا الاسبوع خلال قمة الرابطة في فيانسيان في لاوس لتعكس دفعة واحدة الثقل المتنامي للاقتصاد الآسيوي ورغبة الصين في طمأنة جيرانها عبر الظهور بمظهر الشريك الذي ازدادت معه المبادلات التجارية العام الماضي بنسبة 42.8 % لتبلغ 78.25 مليار دولار. تضاف الى ذلك اشارة اخرى عن تكامل افضل بين الكيانين (ربع سكان العالم) مع اعتراف الرابطة اخيرا بوضع اقتصاد السوق للصين.

والتقى خبراء ووزراء الدول العشر في الرابطة (تايلاند وماليزيا وسنغافورة واندونيسيا والفيلبين وبروناي وفيتنام ولاوس وبورما وكمبوديا) أول من أمس الخميس وفدا صينيا، بالاضافة الى وفود كل من الهند وكوريا الجنوبية واليابان واستراليا ونيوزيلاندا. وسيلتقي رؤساء دول وحكومات الدول الست عشرة في 29 و30 نوفمبر (تشرين الثاني). واعلن نائب وزير الخارجية الصيني وو داوي اخيرا ان «تنمية الاقتصادات الاقليمية تشكل نزعة عالمية وشرق آسيا لا يفلت منها»، معتبرا ان تحسن الاقتصاد الصيني «فرصة للمنطقة وليس تهديدا».

ويرى المراقبون ان اهم وثيقة سيتم التوقيع عليها في عاصمة لاوس تنص على آلية تهدف الى حل النزاعات التجارية. واشار نيك توماس الخبير في العلاقات بين الصين ورابطة آسيان في جامعة هونغ كونغ، الى ان المنطقة الاقتصادية «ستكون الاولى داخل آسيان».

كما ان الحماسة العامة حيال هذا المشروع لن تجعل اي شخص يتجاهل ان اقامة هذه المجموعة الاقتصادية الجديدة لن تمر من دون صعوبات. وقال كسو نينغنينغ عضو مجلس اعمال الصين ـ دول آسيان «انها المرة الاولى التي تشكل فيها الصين منطقة للتبادل الحر والمرة الاولى التي تقوم آسيان بذلك مع دولة ثالثة. وان هناك عددا كبيرا من المسائل المطلوب حلها لدى الجانبين». والهدف النهائي هو خفض الرسوم الجمركية في المنطقة الى معدل يتراوح بين 0% و5%. ان القول ببلوغ هذا الهدف اسهل من تحقيقه.

والصين المتهمة غالبا بانها المسؤولة عن ارتفاع معدل البطالة في الخارج عبر انتاجها سلعا باسعار متدنية، ستجد نفسها في موقف غريب حيث قد تؤدي المستوردات الاتية من دول آسيان الى التأثير على بعض قطاعاتها في مناطق فقيرة. ويخشى المسؤولون الصينيون مثلا ان تهدد القدرة الانتاجية لدول جنوب شرقي آسيا، في مجال الكاوتشوك او زيت النخيل حياة ملايين المزارعين في الاقاليم الجنوبية الصينية.

ومن الواضح للجميع ان دول رابطة جنوب شرقي آسيا بحاجة ماسة للصين اكثر من حاجة هذه الاخيرة اليها، وذلك بفضل قدرة الاقتصاد الصيني. لكن العملاق الصيني ينبغي ان يستفيد من المبادلات المتزايدة مع دول جنوب شرقي آسيا، كما رأى بعض الخبراء.

وقال دجاو دجونغسيو استاذ الاقتصاد والتجارة الدولية في جامعة بكين ان «الصين مهتمة جدا بالتأكيد بهذه المنطقة للتبادل الحر». واضاف ان بكين «تأمل ان تنعم الاقاليم الجنوبية التي لا تستفيد على عكس جارتها غوانغدونغ، من قربها من هونغ كونغ، بالنتائج»، مذكرا بان يونان وغوانكسي وغيدجو وسيشوان تضم 210 ملايين نسمة. وهناك عقبة اخرى متوقعة وهي التفاوت بين الدول. وقال هو ان «اكبر مشكلة للصين هي انه لن يكون امامها شريك وانما شركاء مختلفين جدا في المستوى الاقتصادي».