رابطة دول جنوب شرقي آسيا تجتمع في لاوس لإسقاط الحواجز التجارية وتحسين قدرات تكتلها التنافسية

TT

فيانتيان ـ ا.ف.ب: اجتمعت الدول الكبرى والصغرى في القارة الآسيوية أمس في فيانتيان بهدف فتح الافاق التجارية وبناء مجموعة واسعة قادرة على منافسة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وعلى رؤساء دول وحكومات البلدان العشرة اعضاء رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) ايجاد حلول لتحسين قدرات تكتلهم التنافسية امام النمو الكبير المسجل في الصين والهند. لكنهم يعتزمون ايضا ضم هاتين الدولتين العملاقتين واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزيلندا ضمن مجموعة اكبر قادرة على ضمان ازدهار المنطقة على المدى الطويل. وحل هذا التجمع الليبرالي على عاصمة لاوس التي كانت لفترة طويلة مغلقة على العالم الخارجي بسبب النظام الشيوعي المتشدد قبل ان تبدأ انفتاحا تدريجيا قبل سنوات على الدول المجاورة لها.

وعبر عشرة رؤساء حكومات وثلاثة رؤساء دول وسلطان بروناي شوارع فيانتيان المقفرة داخل سياراتهم متوجهين الى مركز المؤتمرات القائم وسط حقول الارز ومساحات من الارض الخالية.

وكان في استقبالهم مئات من الشبان المحليين باللباس التقليدي. ويلوح هؤلاء باعلام الدول المشاركة. ويصل المسؤولون الاستراليون والنيوزلنديون اليوم.

وقد وصل سلطان بروناي اول من امس في طائرة بوينغ 747 خاصة هي الاولى التي تحط على مدرج مطار واي تاي الدولي الذي تم تحديثه، دلالة على التفاوت في التنمية بين دول آسيان. وفي صلب النقاشات ساد امس العزم على انشاء مناطق للتبادل الحر لتحويل المنطقة الى سوق واحدة كبيرة. ويتوقع ان يتم التوقيع على حوالي عشرين اتفاقا مهما.

واتفقت دول آسيان العشر أمس على الغاء كلي بحلول 2007 للرسوم الجمركية في 11 قطاعا محوريا بين الاقتصادات الاكثر تطورا في آسيان (سلطنة بروناي وماليزيا واندونيسيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند). اما الدول الاربع الاخرى وهي كمبوديا وبورما ولاوس وفيتنام فستضطر الى الانتظار حتى 2012 . كما اتفق المسؤولون في آسيان على تشكيل لجنة مستقلة مكلفة تسوية خلافاتهم التجارية والاقتصادية.

وفي المقابل يفترض ان توقع الصين اتفاقا مع آسيان يفتح الباب امام انشاء اكبر منطقة للتبادل الحر في العالم في 2010. ويأمل المسؤولون الصينيون في ان يسمح لهم ذلك بالتفاوض مع الولايات المتحدة من موقع قوة. وتبذل آسيان جهودا مماثلة مع شركائها الآخرين في شمال آسيا واليابان وكوريا الجنوبية. واعلنت الرئيسة الفلبينية غلوريا ارويو أول من امس «لدينا قدرة على انشاء اكبر مجموعة اقتصادية لمواجهة اميركا واوروبا وافريقيا».

وعلى هامش هذه القضايا الاقتصادية، عقدت ايضا لقاءات سياسية هامة جدا للمنطقة، فقد عقد رئيسا وزراء الصين وين جياباو واليابان جونيشيرو كويزومي ورئيس كوريا الجنوبية روه مو هيون اجتماعا لدرس سبل الدعوة الى عقد اجتماع جديد سداسي (الصين واليابان والكوريتان وروسيا والولايات المتحدة) حول كوريا الشمالية. واكد دبلوماسي ياباني في ختام القمة الثلاثية ان «الاطراف تأمل في تنظيم لقاء في اقرب وقت ممكن».

وستتطرق القمة ايضا الى مكافحة الارهاب في المنطقة والوضع السياسي في بورما والاقاليم المسلمة في جنوب تايلاند وهما ملفان يسببان حرجا لمنظمة تدعو الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.