خبير مالي يحذر من دور سلبي يلعبه الوسطاء في سوق الأسهم الإماراتية

اتهمهم بمحاولة توجية السوق وتغذية المضاربات

TT

حذر مستثمر وخبير مالي اماراتي بارز، من الدور السلبي الذي يلعبه الوسطاء والسماسرة في سوق الأسهم الاماراتية. وقال انهم يتجاوزون دورهم كمنفذين لعمليات البيع والشراء ويتحولون الى مستشارين يوجهون حركة السوق حسب مصالحهم الخاصة القصيرة المدى.

وقال عادل الحوسني، الخبير المالي وأحد ابرز مديري المحافظ المالية الاماراتية، انه يتعين تحجيم دور الوسطاء ومنعهم من الادلاء بأي آراء او تحليلات من شأنها توجية السوق او التأثير على قرارات المستثمرين خاصة اصحاب الاستثمارات الصغيرة الذين ليست لديهم خبرات كافية. وقال الحوسني «ان في السوق الاماراتية آليات يمكن الاعتماد عليها لفهم حركة السوق وتوجهات الاسعار مثل التقارير الدورية التي تصدرها الشركات المساهمة والتي اصبحت تصدر كل 3 شهور فضلا عن المعلومات التي يصرح بها مديرو الشركات انفسهم. وحذر من ان بعض الوسطاء يقومون ببث الاشاعات بهدف تغذية روح المضاربة في السوق ودفعه باتجاهات ضارة تؤثر على استقراره». وقال يجب على الوسطاء ان لا يدلوا بأي معلومات او تصريحات وان يتركوا السوق لعوامل العرض والطلب الطبيعية.

واكد الحوسني ان السوق الاماراتية تتمتع بكافة المؤهلات التي تجعل اداءه مستقرا لفترة طويلة اذا ما تم ضبط المضاربة ومحاصرة مطلقي الاشاعات بهدف جني الارباح السريعة والسهلة. ووصف الحوسني السوق الاماراتية بأنها سوق طويلة الاجل بالنظر لما تتمتع به الشركات الاماراتية من ملاءة مالية فضلا عن وجود حالة انتعاش اقتصادية في كافة القطاعات ما يعني ان اداء الشركات المساهمة والبنوك سيشهد مزيدا من التحسن في المستقبل.

وقال ان المستثمرين في السوق المالية يجب ان يبنوا استراتيجياتهم على اساس الاستثمار لفترة لا تقل عن ستة شهور، معتبرا هذه الفترة مناسبة للتقييم ومعرفة اتجاهات الاداء في الشركات. واشار الحوسني الى ان بعض اصحاب المحافظ الاستثمارية يمارسون ما يعرف بتعارض المصالح من خلال امتلاكهم او مشاركتهم في مكاتب الوساطة، وقال ان الوساطة المالية وادارة المحافظ امران منفصلان ولا يجوز الخلط بينهما لأن من شأن ذلك الاضرار بمصالح المستثمرين.

وذكر الحوسني ان من اهم التجاوزات التي تقوم بها مكاتب الوساطة قيامها بفتح خطوط ائتمان بعدة ملايين لبعض صغار المستثمرين لثلاثة او اربعة ايام، حيث يتم استخدام خطوط الائتمان تلك للقيام بعمليات مضاربة هدفها جني ارباح سريعة او تلافي خسائر، مشيرا الى ان المستثمر هو الضحية في غالب الاحيان. وقال ان بعض المستثمرين الذين فتحت لهم خطوط ائتمان تتجاوز قدراتهم المالية ولفترات قصيرة جدا وجدوا انفسهم في مشاكل مالية معقدة.